الشيخ حسين باسلامة.. شاهد مرحلة التأسيس وراصد يوميات الأحداث السعودية قبل 85 عاما

المؤرخ والمؤلف عضو مجلس الشورى في عهد الملك المؤسس يسجل يوميات متقطعة ومهمة عن المرحلة * قطعتم دابر المفسدين ونظمتم الدوائر وأمّنتم السبل وأصلحتم الطرق * مؤلف كتاب «تاريخ الكعبة» وراصد بيان أصل المسجد الحرام مخاطبا السلطان عبد العزيز:

الملك عبد العزيز أثناء حفل العشاء المعد لضيفه الملك الحسين بن طلال ملك الأردن عام 1952م، ويظهر خلفه الأمير نواف بن عبد العزيز
TT

سجل حسين عبد الله باسلامة المؤرخ السعودي المعروف قبل 85 عاما أحداثا تاريخية واكبت توحيد البلاد من خلال تدوينه أحداثا يومية متقطعة بدأها في الرابع من سبتمبر (أيلول) عام 1925م، وأتمها في السابع من يونيو (حزيران) من عام 1926م.

وعلى الرغم من قلة هذه اليوميات فإنها تعد مهمة لما تضمنته من أحداث تم رصدها عن مشاهدة ومعاينة، بل إن كاتبها باسلامة أحد المشاركين في تلك الأحداث، كما تكمن أهمية هذه اليوميات أن كاتبها عالم ثقة وتولى مسؤوليات إدارية ومهمات رسمية وشارك في مرحلة من أهم مراحل تأسيس المملكة، حيث عينه الملك عبد العزيز عضوا في مجلس الشورى الذي تولى آنذاك مسؤولية إعداد الأنظمة الإدارية والمالية، وكان له دور رئيس في المهمات الموكولة إلى المجلس التأسيسي، الذي شكل لوضع التعليمات الأساسية للسعودية عام 1926، علما بأن باسلامة له مؤلفات لافتة، من أبرزها كتاب «الإسلام في نظر أعلام الغرب»، وكتاب «تاريخ الكعبة المعظمة»، وكتاب «تاريخ عمارة المسجد الحرام».

ورأت دارة الملك عبد العزيز أهمية أن ترى يوميات باسلامة النور حين وجه الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الدارة بطباعتها وإتاحتها للباحثين. ويقول ابن الراحل، الأستاذ الدكتور عبد الله بن حسين باسلامة في تقديمه للكتاب الذي حمل عنوان «يوميات حسين عبد الله باسلامة»: أقدم أولا الشكر لله المنعم المتفضل، ثم للذي تكرم بأن تظهر الأحرف التي خطها والدي المرحوم بإذن الله، حسين عبد الله باسلامة، منذ أكثر من 83 عاما، لترى النور.. وأقصد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، الرجل الذي لم تشغله مهامه الجسام عن متابعة التاريخ والفكر والعطاء، الذي سطر منذ أحقاب طويلة عن الوطن، وعلى أرض هذا الوطن، وبخاصة ما يتعلق بتاريخ الملك عبد العزيز، العظيم الخالد، طيب الله ثراه.

واليوميات التي أقدم لها هي في الواقع أسطر قليلة كتبها الوالد حسين باسلامة في نحو سنة، أي نحو عام 1925م، خطها بقلم جف حبره منذ عشرات السنين، ولكن معناه سوف يظل يضيء تاريخا مجيدا، كتبها في مذكرة يوميات صغيرة يدوية، ولم يكن يتوقع أن يطلع عليها أحد.

وكم سعدت شخصيا عندما علمت باهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بهذه اليوميات عندما وصلت إليه نسخة منها عن طريق الصديق الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجة، وكانت سعادتي أكثر عندما وجّه سموه دارة الملك عبد العزيز بطباعتها وإتاحتها للباحثين، فقد وجدت من أمينها العام معالي الدكتور فهد بن عبد الله السماري، ونائبه الدكتور ناصر بن محمد الجهيمي الحرص والمتابعة لنشر هذه اليوميات.

وتأتي أهمية هذه اليوميات من أن كاتبها عالم ثقة ثبت معاصر للأحداث تولى مسؤوليات إدارية ومهمات رسمية، وشارك في مرحلة من أهم مراحل تأسيس المملكة العربية السعودية، فقد عينه الملك عبد العزيز عضوا في مجلس الشورى، الذي تولى آنذاك مسؤولية إعداد الأنظمة الإدارية والمالية، وكان له دور رئيس في المهمات الموكولة إلى المجلس التأسيسي، الذي شكل لوضع التعليمات الأساسية للمملكة العربية السعودية 1926م.

وقد كتب سيرته الذاتية صديقه الشيخ محمد بن حسين نصيف، في مقدمة كتابه «تاريخ عمارة المسجد الحرام» الذي ألفه الشيخ حسين باسلامة، فقد عرف به بأنه الأستاذ الشيخ حسين بن عبد الله بن محمد بن سالم بن عمر بن عوض باسلامة آل باداس الكندي الحضرمي المكي، ولد بمكة المكرمة في 3 يناير (كانون الثاني) عام 1881م، قرأ القرآن الكريم في أحد الكتاتيب على الشيخ فرج بن عبد الله، وقرأ التجويد على الفقيه الشيخ علي المنصوري، وتعلم الكتابة والإملاء وجودة الخط والحساب على الشيخ سليمان بن محمد فرج الغزاوي الخطاط الشهير بمكة المكرمة، ثم أكمل ذلك على المرحوم بإذن الله الشيخ محمد الفارسي، ودرس نحو سنتين في المكتب الرشيد بالطائف، ولم يكمل دراسته فيه، وقرأ على الشيخ يوسف اليماني - إمام مسجد الهادي بالطائف - شيئا من الفقه ومبادئ التفسير، وفي أثناء ذلك توفي والده في سنة 1897م بالطائف، فاشتغل بعد وفاة والده بالتجارة لتأمين معيشته، واستمر فيها إلى سنة 1926م.

تعرف حسين باسلامة سنة 1902م بالشيخ محمد عبيد الله أفندي، الذي كان مبعوثا بمجلس المبعوثان العثماني، ثم أصبح عضو المجلس الملي التركي بأنقرة، ودرس عليه فن الجغرافيا، ومبادئ التاريخ، وشيئا من فن الحساب ومبادئ علم الفلك، ولازمه ملازمة تامة إلى سنة 1322ه-/ 1905م، فتلقى عنه كثيرا من العلوم العصرية المتعلقة بالسياسة والاجتماع، وما أشبه ذلك.

وفي سنة 1905م درس على علامة المغرب الأقصى المحدث النابغة اللغوي الحافظ الشيخ محمد شعيب المغرب بمكة علم الحديث والتفسير، وشيئا من أصول الفقه، واستمرت دراسته عليه في هذه العلوم إلى سنة 1909م، كما درس فن الحديث والتراجم على العلامة المحدث اللغوي المفسر الزاهد المرحوم بإذن الله الشيخ محمد هاشم الفلاتة من سنة 1904م إلى سنة 1908م بمكة المكرمة، ودرس فن الأدب على الأستاذ العلامة الشيخ الجليل أفندي برادة المدني - إمام الأدب في الحجاز - حال إقامته بمكة المكرمة من سنة 1905م إلى سنة 1908م.

ودرس فن الحديث والفقه والتفسير ومبادئ العربية على العلامة الفقيه المحدث المفسر حسين بن محمد الحبشي - مفتي الشافعية بمكة المكرمة - نحو عشر سنين.

سافر إلى مصر وسورية عدة مرات، واجتمع بكثير من العلماء، كما اجتمع بعدد من العلماء الذين كانوا يفدون إلى مكة المكرمة بقصد أداء فريضة الحج، وباحث معهم وناظر، واستفاد وأفاد وأخذ عن كثير منهم شتى العلوم والفنون والمعارف، وتعرف أيضا في أثناء أسفاره أرباب الصحف والمجلات العربية في الأستانة ومصر وسورية، وكتب ونشر في تلك الصحف كثيرا من المقالات الاجتماعية والعلمية والسياسية، وتوصل إلى كثير منها ونشرها في الحجاز في العهد العثماني، كما أنه درس شتى العلوم العصرية شأنه شأن طلبة العلم المجدين في تحصيل العلوم والفنون والمعارف، وقد توجهت فكرته إلى درس التاريخ الإسلامي من عموم نواحيه درسا دقيقا، سواء التاريخ القديم أو الحديث، ولذلك تسنى له أن يصدر التواريخ القيمة التي سيأتي ذكرها.

وقد مارس حسين باسلامة فن التدريس في المدرسة الخيرية التي أسسها الشيخ محمد حسين خياط - أحد علماء مكة المكرمة - وذلك سنة 1909م، فكان يدرس علم الجغرافيا والأخلاق الفاضلة ومبادئ التاريخ.

أول مؤلفات حسين باسلامة هو كتاب «الجوهر اللمّاع»، جمع فيه حكم الإمام محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله - المنظوم منها والمنثور، وذلك في سنة 1908م، وقد طبعه في تلك السنة بمصر، ثم ألف كتابا يتضمن ما وقع بين الأئمة الأربعة من الخلاف في الأوقات التي تُكره فيها الصلاة، وأتى فيه بأدلتهم من كتب السنّة، وألف كتابا في الناسخ والمنسوخ من القرآن، وألف كتابا في وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، وكتابا في تحريم المتعة والرد على من أباحها، وكتابا في معنى كرامة الأولياء، ثم ابتدأ المؤلف المذكور في شرح مسند الإمام الشافعي - رحمه الله - ولم يتمه، وذلك لأنه توسع في الشرح، واسترسل في تتبع ما ورد في كتب السنّة والأحاديث المتعلقة بالموضوع، وبأدلة كل إمام من الأئمة الأربعة، وأوضح أسباب الاختلاف، غير أنه قبل أن يتم الجزء الأول منه وقعت الحرب الكبرى سنة 1914م فوقف عن إكماله.

وقد أمسك حسين باسلامة عن تأليف الكتب من سنة 1914م إلى سنة 1930م، ثم شرع في تأليف كتاب «حياة سيد العرب. وتاريخ النهضة الإسلامية مع العلم والمدنية» وجعله خمسة أقسام، أما القسم الأول فهو مختص بحياة النبي صلى الله عليه وسلم من ولادته إلى وفاته، وقد طبع هذا القسم في أربعة أجزاء بلغت 1360 صفحة، وقد اطلع عليه كثير من أفذاذ العلماء في الآفاق فكان محل تقديرهم وإعجابهم، وأثنوا على المؤلف في حسن أسلوبه العصري وسلاسة تحريره، وتحريه أصح الروايات، وتعليقاته على الافتراءات، وبيانه أسرار التشريع السياسي في الإسلام، وغير ذلك مما احتواه هذا القسم، أما القسم الثاني فهو مختص بتاريخ الخلفاء الأربعة، وأما القسم الثالث فهو أيضا في أربعة أجزاء: ثلاثة منها تختص بخلفاء بني أمية، وجزء يختص بخلافة عبد الله بن الزبير، وقد أتى في هذا القسم بعموم ما وقع من اتساع الفتوحات الإسلامية، وما قام به المسلمون من الإصلاحات والعمران، وأما القسم الرابع فجعله في أربعة أجزاء، وهو يحتوي على خلفاء بني العباس، وضمنه أسباب التفكك الذي وقع في نهاية الخلافة العباسية.

كما ألف ثلاثة مؤلفات أتم طباعتها، فالأول منها كتاب سماه «الإسلام في أعلام الغرب»، وهو يشتمل على ما قاله أعلام الغرب من أوروبيين وأميركيين في النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي القرآن المجيد، والتشريع الإسلامي، وعمران الإسلام.

والثاني منها «تاريخ الكعبة المعظمة» من يوم خلق الله السموات والأرض إلى العصر الحاضر، ويحتوي أيضا على عمارتها، وكسوتها، وسدانتها، وبيان العمارات التي جرت فيها إلى العصر الحاضر، وجاء هذا التاريخ في 400 صفحة من القطع الكبير، وضمنه 27 صورة شمسية، واعتنى بطبعه وإتقانه كما ينبغي، وقد طبع هذا الكتاب عدة مرات، آخرها طبعة الدارة بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة.

والثالث من مؤلفاته «تاريخ عمارة المسجد الحرام»، وهو يحتوي على بيان أصل المسجد الحرام من عهد إبراهيم الخليل عليه السلام إلى خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وبيان الزيادات الثماني التي زيدت فيه حتى بلغ هذه السعة التي هو عليها اليوم.

انتخب حسين باسلامة عضوا في المجلس التأسيسي، الذي شكل لوضع التعليمات الأساسية لمملكة الحجاز وسلطنة نجد وملحقاتها سنة 1926م، ثم انتخب عضوا في المجلس الذي شكل بجدة لترتيب دوائر الحكومة السعودية، ثم انتخب عضوا في المجلس الاستشاري، وفي سنة 1927م انتخب عضوا في مجلس الشورى، وذلك في أول تأسيسه، وعيّن عضوا في لجنة الحج في بدء تأسيسها، وعيّن عضوا في هيئة الأمر بالمعروف في حال تأسيسها، وفي سنة 1930م انتخب عضوا في لجنة الحج مرة ثانية، وانتخب في سنة 1931م مرة ثانية عضوا في مجلس الشورى، وانتخب عضوا في مجلس المعارف، وفي سنة 1935م انتخب عضوا في هيئة المطالبة بأوقاف الحرمين الشريفين.

ومما يلحظ على كتابات حسين باسلامة ومؤلفاته الحس التاريخي الدقيق، فحتى في إهداءاته ومقدماته نجد حسين باسلامة مؤرخا بارعا في توثيق الأحداث، فقد لفت نظري في مقدمته كتابه «تاريخ الكعبة المعظمة» ذلك الإهداء الذي قدمه إلى الملك عبد العزيز، والذي جاء فيه: «يا جلالة الملك المعظم، إني أتشرف بأن أقدم إلى جلالتكم تاريخ الكعبة المعظمة، وتاريخ عمارة المسجد الحرام هدية، وألتمس من جلالتكم التكرم بقبولهما.

يا مولاي، إن الذي دعاني إلى تقديمهما لجلالتكم هدية هو لأن الله تعالى قد خصكم بخدمة الحرمين الشريفين، وجعلكم حامين حمى بلده الأمين، ومدينة نبيه سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فقد حميتموهما من تعدي المعتدين، وقطعتم دابر المفسدين، ونظمتم الدوائر، وأمّنتم السبل، وأصلحتم الطرق، حتى أصبح وفود بيت الله الحرام يؤدون مناسكهم في أمان واطمئنان تحت رعاية الله تعالى ثم رعايتكم، وكنتم أول من أسس دار معمل الكسوة بأم القرى، وكسوتم الكعبة المعظمة بكسوة حيكت بمكة على أحسن منوال، وأبدع تطريز.

ولأنكم قمتم بعمارة كل ما وهى وتداعى إلى الخراب بالمسجد الحرام مرات عدة، وعملتم المظلات بالمسجد الحرام وقاية لوفود بيت الله الحرام الآوين إليه من كل فج عميق من حر الظهيرة، وأنشأتم السبيلين اللذين هما خارج زمزم وجعلتموهما سقاية الحاج، وكنتم أول من رصف شارع المسعى بالحجر الصوان بعد أن كان يتلوث من وحله وغباره كل من يتطوف بين الصفا والمروة من حاج ومعتمر.

وأتيتم بأعظم ساعة ضخمة منبهة للمسجد الحرام ولم يأتِ بمثلها أحد قبلكم أو بما يضاهيها، وقد قام جلالتكم بطبع كثير من كتب السنة ونشرها من تفسير، وحديث، وتوحيد، وفقه ومناسك حج، وتاريخ، وغير ذلك، وشجعتم المصنفين وأعنتموهم ببذل المال على طبع مؤلفاتهم ونشرها حتى جعلتموهم مدينين لإحسانكم مدى الزمان».

ومما لا شك فيه أن حسين باسلامة دوّن في كتبه معلومات أخذها من مصادر تاريخية موثوقة عن عمارة المسجد الحرام والكعبة المشرفة، إلا أن أبرز ما ورد في كتبه هو التوثيق التاريخي من خلال مشاهدته بوصفه معاصرا وشاهد عيان للإنجازات التي قام بها الملك عبد العزيز خدمة للمسجد الحرام والكعبة المشرفة بالمعلومة والصور الفوتوغرافية.

قام حسين باسلامة بتدوين بعض الأحداث اليومية ولم تكن مكتملة، جاءت هذه اليوميات في نحو 15 صفحة من القطع الصغير (في كراسة يومية)، ولم تتضمن رصدا لكل الأحداث، وإنما كانت يوميات متقطعة بدأها في 16 صفر من سنة 1344هـ الموافق 4 سبتمبر عام 1926م وأتمها في يوم الاثنين 26 من ذي القعدة من سنة 1344هـ الموافق 7 يونيو عام 1926م.

وعلى الرغم من قلة هذه اليوميات فإنها تعد مهمة لما تضمنته من أحداث تم رصدها عن مشاهدة ومعاينة، بل كان كاتبها حسين باسلامة أحد المشاركين في تلك الأحداث.

ومما لا شك فيه أن الحس التاريخي لدى حسين باسلامة هو الذي حدا به إلى تدوين تلك اليوميات، التي سجلها بقلمه في كراس صغير لم يكن ينوي - على ما يبدو - طباعتها ونشرها.

وقدم الدكتور عبد الله باسلامة في ختام هذه المقدمة «الشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز لعناية سموه بنشر هذه اليوميات، والتي تنطلق من حرص سموه الوثيق على جمع تاريخ المملكة العربية السعودية ونشره والعناية به، كما أشكر للدارة ما لقيته من تعاون مثمر أسهم بشكل كبير في إخراج هذه اليوميات».

وجاءت اليوميات كما سطرها باسلامة ودونها وفق ما يلي، علما بأن التوقيت الوارد هو بالتوقيت الغروبي المعمول به في ذلك الوقت:

- الجمعة 4 سبتمبر 1925م:

اليوم توجهت من ينبع بعائلتي على الباخرة «برنس» من الشركة الخديوية بعد أن أقمت بها من تاريخ 23 رمضان 1335هـ الساعة 8 والدقيقة 20، وقد اجتمعت فيها بالسيد عبد الوهاب - نائب الحرم من أهالي مكة المكرمة - بعد أن غاب عني ثلاثا وعشرين سنة، وقد عرفته من دون معرف.

- السبت 17 صفر 1344هـ/ 5 سبتمبر 1925م:

وصلت جدة الساعة 8 والدقيقة 40، ونزلت ضيفا على وكيلي الشيخ حسين أبو زيد، وبعد المغرب واجهت جلالة الملك علي بن الحسين وحصل لي من جلالته استقبال حسن، وأبدى لي من عواطفه ما أثلج صدري، ثم قابلت سمو الأمير عبد الله بن محمد - نائب رئاسة الوزراء - فاستقبلني بمكارم أخلاقه وعواطفه التي هي سجيته عند اللقاء.

- الثلاثاء 27 صفر 1344هـ/ 15 سبتمبر 1925م:

وصل وفد مصري من قبل ملك مصر السلطان فؤاد برئاسة الشيخ المراغي - قاضي مصر الشرعي.

- الثلاثاء 4 ربيع الأول/ 22 سبتمبر:

توجه الوفد المصري إلى مكة المكرمة على سيارة جلالة الملك الخصوصية، وفي الرغامة استقبله مندوب ابن سعود، وعادت السيارة.

- الجمعة 7 ربيع الأول/ 25 سبتمبر:

نشرت «المقطم» بتاريخ 8 ربيع الآخر سنة 1344هـ الموافق 25 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1925م برقية مرسلة من الإمام يحيى حميد الدين - إمام صنعاء اليمن - مسحوبة من طريق مصوع لاسلكي:

نقابة الصحافة المصرية صنعاء في 26 سبتمبر 1925م الشعور الإسلامي فاض باتحاد رغبات المسلمين في صيانة الحجاز، وبيت الله الحرام، والمشاعر العظام من الخطوب، وكوارث الحروب، وما من مسلم إلا ويتمنى إنهاء ما حدث هنا لكم من سفك الدماء، لكن مع الأسف مر زمان غير كثير والكوارث مزايدة، ولم تهب ريح الفرج، فرأينا من المحتم لزوم إيقاظ الشعور الإسلامي للسعي في رفع المحنة، وصممنا على إرسال وفد بقصد تحقيق الإصلاح بين الفريقين، وحل هذه المعضلة بما فيه الخير للمسلمين، والفوز للطرفين، وأرسلنا هذه الحقيقة إليكم مؤملين ما تقتضيه غيرتكم المسلمة من المساعدة بإرسال مندوبين من جهتكم ليشتركوا في مساعي وفدنا الخيري والإفادة الجوابية (الإمام يحيى إمام اليمن).

- الاثنين 10 ربيع الأول/28 سبتمبر:

وصل الوفد المصري عائدا من مكة المكرمة.

- الأربعاء 12 ربيع الأول/ 30 سبتمبر:

توجه الوفد المصري إلى مصر بعد عودته من جدة.

- الجمعة 21 ربيع الأول/ 9 أكتوبر:

وصل وفد على باخرة حربية إنجليزية مؤلف من ثلاثة أشخاص: أحدهم المستر كليتن، إنجليزي، والثاني مندوب العراق واسمه توفيق السويدي، والثالث مندوب شرق الأردن، واسمه جورج أنطونيوس (يصرف لهم للضيافة 15000 ريال).

- السبت 22 ربيع الأول/ 10 أكتوبر:

توجه المستر كليتن مع مندوب شرق الأردن إلى بحرة لمقابلة ابن سعود والمذاكرة معه في حدود شرق الأردن والعراق (لسفرهم ركوب 100 ريال).

- الأحد 23 ربيع الأول/ 11 أكتوبر:

أرجو أن تصرفوا 45000 ريال لقسم الرواتب.

- الاثنين 24 ربيع الأول/ 12 أكتوبر:

في هذا اليوم نشرت صحيفة «المقطم» في مصر تصريحات الوفد المصري عن حالة الحجاز، وما دار بينهم مع ابن سعود من البحث، ولم يصرح بما دار بينهم مع جلالة الملك علي، ولذلك استوجبوا السخط عليهم.

- الخميس 27 ربيع الأول/ 15 أكتوبر:

طارت الطائرتان من جدة الساعة 12 صباحا، وتوجهت إلى رابغ، ثم ينبع، وضربتا الموقعين، ووصلت ينبع الساعة 2 والدقيقة 10، وعادت واحدة، ونزلت الثانية في ينبع، وأقامت إلى الساعة 10 والدقيقة 10، ثم عادت إلى جدة فوصلت الساعة 12 والدقيقة 20.

- الجمعة 28 ربيع الأول/ 16 أكتوبر:

اليوم وصل الوفد الإيراني على الباخرة برنس الساعة 5 والدقيقة 25، وعليها المستر فيلبي أيضا، ووفد إيران مشكل من الوزير أغا أحمد خان (سفير إيران لدى مصر) ومن عين الملك حبيب الله خان، (قنصل إيران لدى سورية ومعهم كاتم أسراهم، واثنان أتباع - سفير إيران لدى مصر (غفار خان جلال السلطنة)، وسفير إيران لدى سورية (حبيب الله خان عين الملك).

- الجمعة 5 ربيع الآخر/ 23 أكتوبر:

طارت طائرة من جدة الساعة 9 والدقيقة 33، وذهبت إلى القضيمة، وضربتها بقنبلة، ثم ذهبت إلى رابغ، وضربتها بثلاث قنابل، وأثرت تأثيرا يذكر.

- السبت 6 ربيع الآخر/ 24 أكتوبر:

طارت الطائرة أيضا، وضربت رابغ الساعة 9.

- الأحد 7 ربيع الآخر/ 25 أكتوبر:

طارت الطيارة من جدة، وضربت رابغ.

- الاثنين 8 ربيع الآخر/ 26 أكتوبر:

وصل وفد إيران من مكة المكرمة، وهم سفير إيران لدى مصر (غفار خان جلال السلطنة) وقنصل إيران لدى سورية (حبيب الله خان عين الملك)، وسكرتير الوفد (محمد رضا من أم القرى).

- الأربعاء 10 ربيع الآخر/ 28 أكتوبر:

وصل مندوب العراق توفيق السويدي عائدا من بحرة.

- الخميس 11 ربيع الآخر/ 29 أكتوبر:

أولم جلالة الملك للوفد الإيراني في الكندرة.

وصل قنصل الحبشة في أسمرة واسمه ميكائيل، برسم الزيارة.

طارت الطائرة من جدة الساعة 12 صباحا إلى ينبع.

- الجمعة 12 ربيع الآخر/ 30 أكتوبر:

سافر أيضا مندوب العراق وسافر سفير مصر وبقية الوفد الإيراني إلى السويس، أما قنصل سورية فقد عاد إلى بحرة برسم السفر منها إلى رابغ ثم المدينة.

- السبت 13 ربيع الآخر/ 31 أكتوبر:

طارت الطائرة من جدة صباحا الساعة 12 إلى ينبع، وضربت (العدو) ونزلت في ينبع، وعادت الساعة 11.

- الأحد 14 ربيع الآخر/ 1 نوفمبر (تشرين الثاني):

عادت الطائرة من ينبع التي سافرت من جدة يوم الخميس 11 الحالي.

- الثلاثاء 16 ربيع الآخر/ 3 نوفمبر:

عاد المستر كليتن من بحرة، ومعه مندوب شرق الأردن صباحا، وقابل جلالة الملك بجدة الساعة 10 و40 دقيقة، ومكث إلى الساعة 11 و30 دقيقة.

- الخميس 18 ربيع الآخر/ 5 نوفمبر:

سافر المستر كليتن، ومعه مندوب شرق الأردن على باخرة حربية إنجليزية، ظهر في صحيفة «أم القرى» عدد 45 أنه تم الاتفاق بينهما على حدود العراق وشرق الأردن.

- الجمعة 19 ربيع الآخر/ 6 نوفمبر:

سافر قنصل الحبشة عائدا إلى أسمرة.

- الأحد 21 ربيع الآخر/ 8 نوفمبر:

ذهبنا إلى الباخرة الحربية الهولندية، وهي من طراز «نسافة»، وفيها ستة مدافع من عيار 15 سم، وأربعة من عيار 70 سم، وأربعة قاذفات تربيد، وطائرتان حربيتان، وأربعة مصابيح كشافة، وسرعتها واحد وثلاثون ميلا في الساعة الواحدة، واسمها «جاوي».

- الخميس 25 ربيع الآخر/ 12 نوفمبر:

نزل المطر في جدة الساعة 2 صباحا، ولكنه قليل.

- الجمعة 26 ربيع الآخر/ 13 نوفمبر:

البارحة نزلت الأمطار بكثرة، ولكن معظمها حول جدة، ولم تمتلئ الصهاريج، بل بعضها النصف، وبعضها الربع.

- الخميس 10 جمادى الأولى/ 26 نوفمبر:

توجهت الطائرة ع 4 إلى مكة صباح اليوم وألقت منشور جلالة الملك علي في مكة، وضربت معسكر ابن سعود عند بير البنت.

- الخميس 17 جمادى الأولى/ 3 ديسمبر (كانون الأول):

البارحة الساعة الثالثة ليلا قامت الطيارة، وضربت معسكر ابن سعود في بحرة، وفي الرغامة، وعادت الساعة 5.

- الاثنين 21 جمادى الأولى/ 7 ديسمبر:

وصل مندوب دولة إيران عين الملك، الذي توجه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وعاد من المدينة المنورة عن طريق مكة المكرمة إلى هنا، وأفاد بأن المفاوضة جارية بين حكومة المدينة ومحمد بن عبد العزيز بن سعود على تسليم المدينة.

- الخميس 24 جمادى الأولى/ 10 ديسمبر:

توجه الأمير عبد الله بن محمد، ويرافقه فؤاد الخطيب إلى السويس على الباخرة منصورة، وتوجه أيضا عين الملك قنصل إيران.

- الجمعة 25 جمادى الأولى/ 11 ديسمبر:

اليوم بلغنا سقوط المدينة.

- الثلاثاء 29 جمادى الأولى/ 15 ديسمبر:

اليوم بلغ الملك علي قنصل الإنجليز بتنازله عن ملك الحجاز، وكلفه يفاوض ابن سعود في كيفية التسليم، فاستأذن القنصل من الدولة البريطانية في ذلك فأذنت له، حصلت معاهدة بين عموم ضباط جيش الحجاز على المحافظة على استقلال الحجاز.

- الأربعاء 30 جمادى الأولى/ 16 ديسمبر:

اليوم سافر كاتب القنصل الإنجليزي المنشئ إحسان الله على السيارة قبل الظهر إلى مكة المكرمة، وعاد منها الساعة الواحدة بعد المغرب، وأفاد بأنه بلغ ابن سعود بتنازل الملك علي بشروط وأنه سيحضر غدا إلى الرغامة للمفاوضة.

- الخميس 1 جمادى الآخرة/ 17 ديسمبر:

اليوم توجه القنصل الإنجليزي إلى الرغامة لمقابلة ابن سعود واطلاعه على شروط التنازل، وعاد نصف الليل.

- الجمعة 2 جمادى الآخرة/ 18 ديسمبر:

وصلت مدرعتان إنجليزيتان.

- السبت 3 جمادى الآخرة/ 19 ديسمبر:

اشتريت الفرس المخلدية لقحة من حصان الشريف علي بن الحسين الحمداني في 4 أشهر بقيمة 12 جنيها.

اشتريت الفرس كحيلة العجوز من الشيخ يوسف خشيروم بـ50 جنيها.

نزلت الأمطار الساعة 2 ليلا، وامتلأت معظم الصهاريج.

- الأحد 4 جمادى الآخرة 1344 الموافق 20 ديسمبر 1926م:

اليوم سافر الملك علي من جدة على الباخرة الإنجليزية بعد الظهر، وحال سفره أعلن منشور الوداع والتخلي عن ملك الحجاز، وأنه شكل حكومة مؤقتة يرأسها الشيخ عبد الله رضا، وفي هذا الوقت أنزلت الأعلام الهاشمية، فيكون مدة حكمه سنة وثلاثة أشهر إلا يوما واحدا.

- الاثنين 5 جمادى الآخرة/ 21 ديسمبر:

اليوم خرجت هيئة الحكومة، وكبار أهل جدة إلى الرغامة، وواجهوا عظمة السلطان ابن سعود، وقابل العموم أحسن قيام وأكرم مثواهم، وأعطى الأمان للعموم من دون استثناء.

- الثلاثاء 6 جمادى الآخرة/ 22 ديسمبر:

اليوم في الظهر اعتلت الراية الخضراء على مركز الجمرك، وأنزلت بعد ساعة، واجهت عظمة السلطان عبد العزيز بن سعود بعد المغرب في الرغامة، ووجدته محبا للإصلاح، وعدنا من الرغامة الساعة 4 ليلا.

- الأربعاء 7 جمادى الآخرة/ 23 ديسمبر:

اليوم تعلقت الراية الخضراء، ووصل السلطان الكندرة، وأطلقت مائة طلقة وطلقة واحدة.

- الخميس 8 جمادى الآخرة/ 24 ديسمبر:

اليوم دخل السلطان بندر جدة، ونزل ضيفا على محمد نصيف، وحصل على استقبال عظيم، وتعيين مفتش المحاجر الصحية توفيق بك، ومدير الصحة رمزي بك.

- الاثنين 12 جمادى الآخرة/ 28 ديسمبر:

توجهنا من جدة إلى مكة المكرمة صباحا الساعة الثالثة مع الجمالة.

- الثلاثاء 13 جمادى الآخرة/ 29 ديسمبر:

وصلنا مكة المكرمة صباحا الساعة الثالثة والنصف، ونزلنا في بيت محمد سعيد باسلامة.

- الأربعاء 14 جمادى الآخرة/ 30 ديسمبر:

كتاب إلى عظمة السلطان:

السلام عليكم ورحمته وبركاته، أما بعد: فنحمد الله، ثم بما أسدلتموه من الأمن والراحة على الحجاز وأهله قد وصلت مكة المكرمة سالما حامدا الله شاكرا لعظمتكم حسن رعايتكم ومكارم أخلاقكم، فجزاكم عن الحجاز وأهله خير الجزاء، ثم بلغت السلام لأهل مكة المكرمة فقبلوه على الرأس والعين، وأصبحوا - بحمد الله - معا كلهم ألسنة شكر لعظمتكم، وقد... أسلمت أمركم الكريم إلى عبد الله أفندي الدملوجي... نرى عظمتكم عن قريب لننال من رعايتكم أضعاف ما ناله أهل جدة، والله يرعاكم ويحفظكم بعين عنايته ودمتم.

- الأحد 18 جمادى الآخرة/ 3 يناير:

وصل عظمة السلطان ابن سعود مكة المكرمة على سيارته بعد المغرب.

- الاثنين 19 جمادى الآخرة/ 4 يناير:

جلس عظمة السلطان بدار الحكومة الساعة الثالثة صباحا، وأطلقت مائة طلقة وطلقة واحدة من مدفع، وحصل استقبال عظيم له.

اليوم اجتمعنا في بيت الشيخ الشيبي مع كبار الأهلي، وتذاكرنا في مقابلة عظمة السلطان، وعرض ما يلزم لإصلاح الحجاز، واتفقنا على تحرير مذكرة له بذلك، فأجاب بالقبول، وعيّن الوقت المناسب وهو الساعة 2 صباحا.

- الثلاثاء 20 جمادى الآخرة/ 5 يناير:

اجتمعنا مع الهيئة المنتخبة بعظمة السلطان، وتذاكرنا معه في مصير الحجاز، وتقرر أن نبايعه بالملك على الحجاز على كتاب الله وسنّة رسوله، وما عليه السلف والأئمة الأربعة، وطلب عظمة السلطان أن يحضر في بيت الشيبي أهل الحل والعقد، ونبلغهم بذلك، ونأخذ رأيهم.

وفعلا اجتمعنا مع من حضر من الأهالي بعد المغرب، وتقرر ذلك حرر بإمضاء الجميع إلى عظمة السلطان.

- الأربعاء 21 جمادى الآخرة/ 6 يناير:

قدمت الورقة اليوم لعظمة السلطان التي بها توضيح البيعة، وقد قدمها أربعة أشخاص منتخبين، وهم الشيبي والشيخ المرزوقي، وأبو الخير والشريف حسين عدنان، ووعد عظمة السلطان أن ترسلها موقعا عليها بالقبول بعد التدقيق.

صورة الخط الملوكي:

بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى إخواننا الموقعين أسماءهم أدناه: سلام عليكم، وبعد: فقد أجبناكم إلى ما طلبتم، ونسأله سبحانه وتعالى المعونة والتوفيق.. الختم.

- الخميس 22 جمادى الآخرة/ 7 يناير:

اليوم تبلغنا من نائب عظمة السلطان شفهيا قبول البيعة، وتقرر أن تكون يوم الجمعة باكرا، وسحبت برقيات بإمضاء الشيبي عن أهل مكة المكرمة إلى عموم المدن والثغور والحجازية بتقرير البيعة يوم الجمعة في المساء الساعة الثالثة صباحا، وردت المضبطة التي قدمتها الهيئة موقعا عليها بالقبول من عظمة السلطان، وتقرر أن تكون البيعة عند باب الصفا بعد صلاة الجمعة.

- الجمعة 23 جمادى الآخرة/ 8 يناير:

صارت البيعة لعظمة السلطان عبد العزيز في رواق باب الصفا الساعة السابعة والنصف، وأعلنت البيعة على العموم، ثم ذهب إلى الحطيم، وتلا الدعاء، ثم جلس بدار الحكومة، وبورك له بذلك، وتليت الخطب الإصلاحية.

- السبت 24 جمادى الآخرة/ 9 يناير:

اليوم دعينا إلى الاجتماع بالمجلس الأهلي مع من انتخب من مكة المكرمة ووفد جدة، وبعض من أهل المدينة المنورة للنظر في المواد التي قدمها جلالة الملك.

- الأحد 25 جمادى الآخرة/ 10 يناير:

اليوم اجتمعنا بعد العصر في المجلس الأهلي مع الهيئة التأسيسية، وتقرر انتخاب ثمانية أشخاص: وهم السيد علي الكتبي، والشيخ مرزوق الشريف، وشرف عدنان، والشيخ محمد سعيد أبو الخير، والشيخ محمد نصيف، والسيد صالح شطا، وحسين باسلامة، والشيخ محمود شلهوب.

- الاثنين 26 جمادى الآخرة/ 11 يناير:

اليوم اجتمعنا الساعة 4 صباحا مع جلالة الملك، وورد اعتراض على الانتخاب الذي حصل أمس، وطلب من عظمة السلطان أن يعدل عن عموم الانتخابات، ويعين المأمورين تعيينا، فرفض الملك ذلك، وزاد على الهيئة المخصصة ستة أنفار، وهم الشيخ الشيبي، والشريف حسين عدنان، وسليمان قابل، والشيخ عبد الله رضا، وعبد الله الدهلوي، وماجد كردي.

- الثلاثاء 27 جمادى الآخرة/ 12 يناير:

اجتمعنا في المجلس المخصص لاجتماع اللجنة التأسيسية، وتقرر وضع نظام المذاكرة، وفعلا جرى وضعه.

- الأربعاء 28 جمادى الآخرة/ 13 يناير:

اجتمعنا اليوم، ولم تتم الأكثرية، ولم يحصل شغل.

- الخميس 29 جمادى الآخرة/ 14 يناير:

اجتمعنا اليوم، ولم تتم الأكثرية، ولم يحصل شغل.

- الجمعة 1 رجب/ 15 يناير:

توجه إلى جدة أعضاء جدة في الهيئة التأسيسية.

- السبت 2 رجب/ 16 يناير:

اجتمعنا اليوم، وتقرر انتخاب أعضاء بدل الذين لم يداموا في المجلس، وجرى انتخابهم، وهم: الشريف شرف بن رضا، والسيد عبد الله الزواوي، وعرابي سجيني.

- الأحد 3 رجب/ 17 يناير:

تقرر انتخاب ثلاثة أشخاص لوضع الأساس حتى تجري عليه المذاكرة، وهم الشريف حسين عدنان، والسيد علي كتبي، وحسين باسلامة.

- الاثنين 4 رجب/ 18 يناير:

اجتمعت أنا والشريف حسين عدنان وتذاكرت معه في كيفية وضع أساس للحكومة فوقع بيني وبينه اختلاف في الموضوع، فعملت أنا والسيد علي كتبي لائحة أساسية جوابا على المواد التي طلب الملك الجواب عنها، وتقرر أن يكون الاجتماع ليلة السبت الموافق 9 رجب.

- الخميس 7 رجب/ 21 يناير:

توجه جلالة الملك المعظم إلى جدة.

- الجمعة 8 رجب/ 22 يناير:

اجتمعنا اليوم بعد المغرب في غرفة الاجتماع وعرضت لائحتي الأساسية على الهيئة وعرض الشريف حسين لائحته على الهيئة وقرأت الاثنين وتأجلت الجلسة والمذاكرة إلى ليلة الأحد.

- الاثنين 11 رجب/ 25 يناير:

تقرر انتخاب سبعة أعضاء لهم خبرة بالأمور المالية، وحصل انتخاب السبعة، وهم: الشريف حسين عدنان، وفهد عدنان، والسيد علي كتبي، ومحمود شلهوب، وعبد الوهاب عطار، وعبد المقصود خوجة، ومحيي الدين حلمي، ثم تقرر أن أكون معهم ثامن ثمانية أشخاص.

- الثلاثاء 12 رجب/ 26 يناير:

توجهنا من مكة المكرمة إلى جدة على السيارة الساعة 9 و 15 دقيقة وصلنا بحرة الساعة 10 و37 دقيقة، وقمنا من بحرة الساعة 11، ووصلنا جدة الساعة 12 تماما، ثم واجهنا جلالة الملك في بيت محمد نصيف، وتعشينا معه، وبعد العشاء أخبرنا أن المهمة التي دعينا إليها هي عمل ميزانية لمالية الحكومة الحجازية عموما، ونزلت عند محمد نصيف.

- الأربعاء 13 رجب/ 27 يناير:

اليوم اجتمعنا بجدة بالخزينة، وتذاكرنا في ميزانية الحكومة، وعلى مقررات هيئة جدة، فتقرر أخذ صور القرارات، وأن الاجتماع يكون الليلة الساعة 10 في بيت عاشور، اجتمعنا في بيت عاشور، وتقرر تقدير مبلغ 11666 جنيها إفرنجيا شهريا مقابل ما يلزم للحربية الحجازية.

- الأحد 1 شعبان/ 14 فبراير (شباط):

توجهنا من جدة على سيارة جلالة الملك الساعة 1 والنصف صباحا، وصلنا بحرة الساعة 2 والدقيقة 20، وقمنا من بحرة الساعة 3 والدقيقة 5، ووصلنا مكة الساعة 4 والنصف.

- الأحد 8 شعبان/ 21 فبراير:

علّينا الفرس الحمراء مليحة بالحصان كحيلان أبو عرقوب بعد العصر في الشهداء.

- الثلاثاء 13 ذي القعدة/ 25 مايو (أيار):

اليوم تعينت عضوا في المجلس الاستشاري بمكة المكرمة، وتعينت أيضا سكرتيرا للمجلس.

- الخميس 15 ذي القعدة/ 27 مايو:

وأصرف 320 ريالا للسائق الذي يأتي...

- الاثنين 19 ذي القعدة 1344ه-/ 31 مايو 1926م:

اعتمدوا صرف 3000 ريال للمحاسبة، التوقيع صرف.

- الخميس 22 ذي القعدة 1344ه-/ 3 يونيو 1926م:

وصلت إلينا اليوم خمسون ألف ريال من مالية جدة، التوقيع تم.

- الأحد 25 ذي العقدة 1344ه-/ 6 يونيو 1926م:

عدد أعضاء المؤتمر حال افتتاحه 7 نواب، الروس 12، وفد الهند 5، جاوة 3، وفد فلسطين 3، وفد سورية 3، وفد الخلافة بمصر غير رسمية 12، وفد الحجاز 3، وفد عسير 5، وفد نجد 3، فوق العادة من علماء مصر 2، فوق العادة من السودان 1، السيد رشيد رضا، المجموع 59.

- الاثنين 26 ذي القعدة 1344ه-/ 7 يونيو 1926م:

افتتاح المؤتمر الإسلامي بمكة المكرمة بثكنة جياد. الافتتاح الساعة 2 والدقيقة 20 بالقرآن الكريم، ثم خطاب جلالة الملك ابن سعود يتضمن الترحيب بالوفود، وأعطاهم الحرية التامة في الرأي ما عدا الدخول في السياسة، وانتخب الرئيس الشريف شرف عدنان بأكثرية الأصوات عدد 44، ثم الرئيس الثاني السيد سليمان الندوي، ثم ضياء الدين الروسي عدد 20.