السعوديون يجمعون مليون تهنئة لخادم الحرمين الشريفين باليوم الوطني عبر موقع «فيس بوك»

ردا على من كتب ضد الوطن ولعكس صورة مشرقة لأصدقائهم في الخارج

TT

رغبة منهم في نقل صورة مشرقة عن السعودية إلى الخارج وإضفاء بصمة مميزة على المستوى المحلي، يسعى الشباب السعودي لنقل احتفالاتهم باليوم الوطني إلى الموقع الاجتماعي الشهير «فيس بوك»، بعد إنشاء مجموعة منهم لصفحة يحاولون من خلالها جمع مليون تهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وحملت اسم «خلونا نجمع على الأقل مليون تهنئة بمناسبة اليوم الوطني السعودي 80».

وتضمنت مشاركات الكثير من الشباب السعودي عبر صفحاتهم الفيسبوكية إما وضع علم السعودية بدلا من صورهم الشخصية، أو إنشاء صفحات ومجموعات باسم «اليوم الوطني» تحوي عددا من الفيديوهات والصور التي تحكي تاريخ السعودية، فضلا عن صور خاصة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذكر بعض الإنجازات التي تمت في عهده.

بدر الفهيد بادر منذ يوم أمس بوضع مقطع فيديو لاحتفال سابق باليوم الوطني ليرفقه ضمن تهنئة على صفحته في موقع «فيس بوك»، معتبرا ذلك بمثابة رد بسيط لجميل قدمه له الوطن بالحياة على أرضه.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحاول من خلال الاحتفال باليوم الوطني عبر موقع فيس بوك أن نرد على الفئة التي اعتادت الكتابة ضد الوطن، إلى جانب من يعتقد بأن احتفالات اليوم الوطني تعد وسيلة لممارسة سلوكيات خاطئة في الأماكن العامة عبر مثل تلك الاحتفاليات».

وأشار إلى أن احتفاله لن يقتصر على الطريقة الفيسبوكية فقط، وإنما سيصل إلى الاجتماع بأصدقائه في أحد مقاهي مدينة جدة لتبادل التهاني والشعور بأجواء الاحتفال باليوم الوطني.

وأضاف: «ربما يكون الاحتفال عبر صفحات فيس بوك بديلا عن النزول في الزحام والتعرض لمخالفات قد يرتكبها البعض، إلا أن ذلك لا يمنع من المشاركة فعلا في الاحتفاليات على أرض الواقع»، مشيرا إلى أنه صمم صورة خاصة تحوي صورة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وعلم السعودية لإنزالها عبر صفحته في «فيس بوك» كنوع من أنواع الاحتفال أيضا.

فيما يعتبر عبد الرحمن عابد أن الاحتفالات عبر موقع «فيس بوك» تعتبر أرشيفا يتم من خلاله حفظ مقاطع الفيديو والصور المتعلقة بهذه المناسبة، مبينا أن مشاركته عن طريق صفحته بالموقع تتضمن وضع صور ومقاطع مصورة وأبيات شعر وطنية، إضافة إلى إرسال رسائل تهنئة خاصة لأعضاء مجموعته التي أنشأها منذ تسجيله في الموقع.

ويقول: «إن الاحتفال باليوم الوطني عبر صفحتي الفيسبوكية محاولة لعكس صورة إيجابية إلى الخارج، وإعطاء بصمة مميزة لأصدقائي داخل المملكة، لا سيما أنني تلقيت تهاني عديدة من أصدقائي في الكويت وقطر ولبنان وغيرها»، لافتا إلى أن حفظ مثل تلك الأجواء والتهاني مهم جدا باعتبار أنه يوم واحد في العام.

وكانت إحصائية رسمية كشفت عن زيادة عدد السعوديين المشتركين في «فيس بوك» إلى نحو 2.3 مليون من أصل 5 ملايين مستخدم في الدول الخليجية الست، ليحتل بذلك السعوديون المرتبة الأولى في استخدام الموقع الاجتماعي الشهير.

ووفقا للإحصائية، فإن نحو 29 في المائة من مستخدمي الإنترنت في السعودية يستخدمون موقع «فيس بوك»، وبلغت نسبة المستخدمين الذكور قرابة الـ67 في المائة، علما بأن ما يزيد على 48 في المائة من المشتركين في السعودية هم تحت سن 25 عاما.

من جهته، يسعى طاهر البلوي من منطلق حبه لمشاركة الرأي وإيصال صوته الذي يعتبره مسموعا عبر موقع «فيس بوك» إلى إشراك أصدقائه خارج السعودية في أجواء الاحتفاليات الخضراء بمناسبة اليوم الوطني السعودي.

وقال خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «تعمدت كتابة التهنئة باللغتين العربية والإنجليزية في ظل وجود صداقات متعددة لي بدول أوروبا كوني تلقيت تعليمي الجامعي في الخارج»، موضحا أن مثل تلك المشاركات من شأنها أن تقوي الروابط فيما بينه وبين أصدقائه غير السعوديين الذين يتبادلون معه النقاشات بمنتهى الشفافية وبعيدا عن أي حساسيات. وأوضح أنه يشارك أصدقاءه بالتعليقات ممن كتب شيئا عن اليوم الوطني، إضافة إلى وضعه لصورة العلم السعودي وإرفاق تهنئة معها، فضلا عن توثيق احتفاليات اليوم وإنزالها مع احتفاليات سابقة عبر موقع «فيس بوك».

وزاد: «أطمح لإيصال رسالة معينة عبر مقاطع الفيديو التي تلخص إنجازات وتاريخ السعودية في ظل سيرها نحو التقدم والتطور بمجالات متعددة من ضمنها التكنولوجيا والطب وغيرها، خاصة أن وسائل الإعلام المحلية قصرت قليلا في إيصال الصورة على المستوى العالمي»، مؤكدا أن تلك المشاهد تعتبر محط افتخار له أمام أصدقائه في الخارج.

وفي السياق ذاته، سارع عدد من المشتركين الشباب لاستباق اليوم الوطني بإنشاء صفحات ومجموعات تطالب «الشباب» خاصة بالبعد عن الشغب والهمجية في الاحتفال بالعيد الوطني. وقال مؤسسو حملة «حتى لا تكون همجيا في اليوم الوطني» إن الحملة تسعى إلى التغير والإصلاح في اليوم الوطني، إضافة إلى أن الصفحة حملت عددا من الصور والفيديوهات لأحداث الشغب التي شهدتها المنطقة الشرقية العام الماضي في اليوم الوطني.

وأرجعوا سبب إنشاء هذه المجموعة إلى ما حدث العام الماضي في اليوم الوطني من تكسير بعض الشباب للعديد من المحلات التجارية، إلى جانب إيذاء العائلات التي كانت موجودة في الموقع آنذاك.

يشار إلى أن أكثر من 80 شابا واجهوا العام الماضي أحكاما تقضي بالجلد والسجن، على خلفية إثبات تهمة التخريب وأعمال الشغب، مستغلين في ذلك الاحتفالات التي شهدتها مدينة الخبر في المنطقة الشرقية بمناسبة اليوم الوطني.