دعوة لإنشاء معاهد متخصصة لتأهيل الحلاقين

أمانة جدة قالت إن 26% من الأمراض مجهولة المصدر سببها الحلاقة غير الصحية

تعتقد الجهات المعنية أن غالبية الأمراض المجهولة سببها الحلاقة غير الصحية
TT

كشفت إحصائيات رسمية أصدرتها أمانة جدة، أمس، أن نحو 26 في المائة من الأمراض مجهولة المصدر يعتقد أن الحلاقة غير الصحية أحد أسباب انتقالها، فيما تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 30 في المائة من مصابي التهاب الكبد الوبائي (بي) و(سي)، يرجع إلى صالونات الحلاقة، 32 في المائة لأسباب غير معروفة، 11 في المائة بسبب نقل الدم، 3 في المائة بسبب الوخز والوشم، 3 في المائة بسبب غسيل الكلى، و21 في المائة المتبقية بسبب العلاقة الجنسية المحرمة.

وأوضحت الأمانة أن السلوكيات الخاطئة للعاملين في صالونات الحلاقة تعود إلى عدم التزام أصحاب الصالونات ومراكز تجهيز العرائس بتطبيق الاشتراطات المطلوبة وفق التعهد الرسمي الموقع عليه من جانبهم.

وأشارت الأمانة إلى أنها أجرت مسحا شاملا لجميع صالونات الحلاقة في جدة والبالغة 1125 صالونا، بخلاف 953 مركزا لتجهيز العرائس.

ودعت أمانة محافظة جدة إلى إنشاء معاهد تدريب مهنية متخصصة لتدريب وتأهيل العاملين في صالونات الحلاقة ومراكز تجهيز العرائس واستصدار شهادات مهنية لهم، وشددت على ضرورة تدريب وتطوير عمل المراقبين وتنمية مهاراتهم.

جاء ذلك في ورقة العمل التي تقدمها الأمانة أمام ورشة عمل تنظمها أمانة العاصمة المقدسة اليوم (الأربعاء)، وتتناول «الأخطار الكامنة لصالونات الحلاقة ومراكز التجميل النسائية وطرق الوقاية منها».

واستعرضت الأمانة خلال ورقة عمل بعنوان «السلوكيات الخاطئة للعاملين في محلات الحلاقة»، بعض الصور التي توضح وتجسد الواقع المعمول به داخل صالونات الحلاقة قبل الجولات المستمرة وما آلت إليه الأوضاع في أعقاب تصحيح أوضاع صالونات الحلاقة في مدينة جدة.

وطالبت أمانة جدة بالتدرج في تطبيق المخالفات وتوقيع الغرامات الرادعة، وتغيير أساليب التوعية باستخدام الملصقات والإرشادات وتعليقها، خلافا لنشر التوعية عن طريق الإنترنت ووسائل الإعلام وفي المناهج الدراسية والأندية الرياضية، واتخاذ إجراءات رادعة من الجهات ذات العلاقة (المحافظة، الشرطة، هيئة التحقيق والادعاء العام) في حال عدم تجاوب الصالونات المخالفة وتكرار مخالفتها.

وأوصت بضرورة استحداث برامج تقنية توثق زيارات المحلات التجارية وتحدد المخالفات مما يسهل عملية المتابعة وتصحيح وضع المخالفات بها.

وتحدثت الورقة عن جهود أمانة جدة بشأن آليات الرقابة على صالونات الحلاقة وتطوير الخدمة المقدمة في الصالونات ومراكز تجهيز العرائس لتجنب الأمراض المترتبة على عدم التقيد بالتعليمات والأنظمة المتبعة في صالونات الحلاقة.

وأكدت الأمانة خلال ورقتها أن وزارة الشؤون البلدية والقروية لا تألو جهدا في سبيل تحقيق مبدأ السلامة والصحة العامة من خلال رفع مستوى الخدمات المقدمة في جميع المجالات المتعلقة بالصحة العامة، والتي تهتم بصحة المجتمع. وأشارت إلى أن الإحصائيات الصادرة عن الأطباء المختصين في الأمراض الوبائية والمعدية أوضحت أن تكرار استخدام أدوات الحلاقة بين الزبائن يعد إحدى وسائل نقل مسببات أمراض الدم الفيروسية، ومنها أمراض الإيدز والتهاب الكبد الوبائي (B) و(C)، الأمراض الجلدية ممثلة في سعفات الرأس وفيروس الهربس والجرب والثآليل الفيروسية وغيرها من الأمراض الوبائية والأضرار الناجمة عن مساحيق التجميل بعد استخدامها.

وطرحت الأمانة خلال ورقة العمل عدة تساؤلات حول كيفية إلزام صالونات الحلاقة بالممارسات الصحية المطلوبة، ومواجهة استمرار ممارسة العاملين بصالونات الحلاقة للسلوكيات الخاطئة، على الرغم من حملات التوعية وجهود المراقبين والمتابعة والتعهدات وتوقيع الغرامات.

وأرجعت أمانة جدة أسباب ذلك إلى متلقي الخدمة وسلبيته وعدم مبالاته بوجود المخالفات، وضعف الخبرات لدى القائمين بأعمال الرقابة الصحية، وهو ما يتطلب صقل وتنمية مهاراتهم المعرفية والفنية والسلوكية، ومن الأسباب أيضا ضعف التوعية الصحية أثناء الرقابة وكثرة الأعمال والمهام المنوطة بالمراقبين، عدم ربط المخالفات السابقة بالمخالفات الجديدة، عدم قناعة الحلاقين بأن الأدوات المستخدمة تعد إحدى وسائل نقل الأمراض، جشع وطمع الحلاقين في دفع مبالغ مالية لشراء الأدوات ذات الاستخدام الواحد، وغياب الهوية المهنية للحلاقين وعدم اقتناعهم بأهمية التأهيل والتدريب.