السعودية: 7 دقائق مدة تفويج 9 محطات في المشاعر المقدسة

الاستعانة بطلاب المدارس للقيام بتجارب افتراضية قبل موسم الحج

TT

أكد سعد القرشي، رئيس لجنتي الحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»، أن انطلاقة قطار المشاعر المقدسة ستكون في تسع محطات موزعة في منى وعرفات ومزدلفة، وستستوعب كل محطة أكثر من ثلاثة آلاف حاج، وستكون مدة التفويج هي سبع دقائق في كل محطة من المحطات، في اثنتي عشرة مركبة، والمركبة الواحدة ستتسع لمائتين وخمسين حاجا.

وقال إن الاستعدادات بدأت في وقتٍ مبكر هذا العام بمجموع ورش قاربت الستة لقاءات، وسينقل القطار هذا العام أكثر من 130 ألف حاج، وستكون أولى التجارب الناجحة. وأضاف أن التجارب الفعلية تنطلق فعليا هذه الأيام محملة بالعاملين في الشركة الصينية التي تستلم زمام المشروع.

وأفاد رئيس لجنة الحج والعمرة بمنطقة مكة المكرمة، أنهم سيقومون هذه الأيام بعملية تطبيق تجربة افتراضية لطلبة المدارس، تكون بكميات كبيرة في محاولة نحو الوقوف على جاهزية المشروع في وقتٍ مبكر، ومحاولة تطبيق بعض الخطط الإرشادية الواجب توافرها عند جميع النقاط في عمليات الدخول والخروج. وأضاف «وما زالت هناك دراسة نحو اصطحاب رؤساء مجاميع حجاج الداخل، وكل الشركات التي تنطبق عليها عملية تفويج حجاج الداخل»، مفيدا أن ثقافة القطار تعتبر جديدة على السعوديين، بحكم افتقارنا لها بين مدن السعودية، وما زلنا نواصل العمل في عملية الوصول لآلية تضبط دخول مجاميع الحجاج وخروجهم بطريقة سليمة.

وأشار القرشي إلى أن تجربة ركوب القطارات لهذا العام ستطبق على حجاج الداخل والمقيمين ودول مجلس التعاون الخليجي، وستعمم العام القادم لنقل خمسمائة ألف حاج، حال الانتهاء من تطبيق كامل فرضية الحج على جميع مساحات المشاعر المقدسة وفور الانتهاء الكامل من مشروع القطارات.

من جانبه أوضح الدكتور طلال قطب، رئيس مطوفي حجاج إيران لـ«الشرق الأوسط» أنه في مسألة توجيه حجاج الداخل هذا العام لمعرفة اتجاهات قطار المشاعر المقدسة ينبغي أن يستفاد من تجربة الحركة الترددية، والتي قللت أعداد الحافلات التي تدخل للمشاعر، والتي تسهب بشكلٍ فاعل في عملية التلوث البيئي، ناهيك عن نجاح المؤسسات الرسمية السعودية في تطبيقها العام المنصرم، مؤكدا أن هناك دورة تدريبية لرؤساء الحملات في الرابع من شهر ذي الحجة المقبل، لمعرفة الآليات التي سيتم تطبيقها في برامج ثقافة القطارات، والطرق التي بموجبها ستستخدم بغية الوصول إلى الأماكن المراد الوصول إليها، مبينا أن الدورة هي أشبه بتدريب ميداني.

وأضاف قطب أن تطبيق الخطة يحتاج إلى آلية عمل متمرسة وتنسيق على أعلى المستويات، وهو أمرٌ ينبغي أن تسبقه دراية مستوفية لمعرفة المتطلبات والإشارات الدالة على التحرك والتمركز، وستنجح الحملة الإعلامية متى ما اتسقت بعمل تدريبي وشرح توضيحي، وكل السعوديين يسافرون وينخرطون في المجتمعات الأوروبية التي تعتمد في نقلها على القطارات دونما مشاكل تذكر، ودونما التعثر بأية عقبات في هذا المجال.

وحول أن مستخدمي القطارات لهذا العام هم من مؤسسات حجاج الداخل، اعتبر أنها خطوة مدروسة لكي تتم مثاقفة أعداد ومجاميع كجزء مهم لإنجاح التجربة، وهؤلاء بحاجة إلى مستويات تدريب مكثفة في كيفية الاستخدام، بالإضافة إلى وجود أشخاص مدربين وموجهين عند كل النقاط التجمعية وأماكن الفرز لتوجيه الأعداد المليونية التي ستستخدم قطارات هذا العام، وزاد «نجحت الحركة الترددية في نقل الحجاج من عرفة إلى مزدلفة في وقتٍ قياسي، ومن مكة إلى عرفات بخطوط معينة وفق وجود خطوط سير معينة، في ترتيبات معينة سريعة.

إلى ذلك أشار الباحث الدكتور محمد بن سالم باضبعان، أستاذ تخطيط وهندسة النقل والمرور المشارك رئيس قسم البحوث العمرانية والهندسية بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، إلى أن نحو 70% من أعداد المركبات القادمة إلى مكة المكرمة تقدم عبر طريق مكة - جدة السريع. ودعا إلى ضرورة تشغيل وإعادة توقيت الإشارات الضوئية لبعض التقاطعات وتفعيل النقل العام ليسهم في تخفيف الضغط على شبكة الطرق والتقاطعات بصفة عامة والتأكيد على منع وقوف السيارات بطريقة عشوائية على جانبي الطريق وضرورة صيانة العلامات الأرضية لتوجيه السائقين ورفع مستوى السلامة المرورية مع استخدام التقنيات الحديثة من أنظمة نقل ذكية ورصد ومراقبة لتطوير الحركة المرورية على الطريق.

وأوضح في دراسة له عن «تحليل الحركة المرورية على الطرق الرئيسية بمكة المكرمة» أن مكة المكرمة تختلف عن باقي المدن لأن الطلب على النقل لا يقتصر على سكان المدينة فقط، بل يشمل الوافدين في مواسم رمضان والحج والعمرة بصفة عامة، وقال: تستقبل مدينة مكة المكرمة أعدادا كبيرة من مركبات الزوار والمعتمرين، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك وفترة موسم الحج. وقال إنه قدم هذه الدراسة بهدف تحسين الحركة المرورية والارتقاء بمستوى السلامة.

وتم من خلال الدراسة التي ركز فيها على طريق أم القرى دراسة الخصائص الهندسية لطريق أم القرى والتقاطعات الرئيسية الواقعة عليه ودراسة الوضع المروري الراهن على هذا الطريق في الاتجاهين إلى ومن الحرم وتحديد ساعات الذروة وتحديد مستويات الخدمة للتقاطعات الرئيسية الواقعة عليه، وزاد «إن وجود العديد من الأنشطة التجارية مثل: المحلات التجارية والبنوك والمطاعم والوجبات السريعة وغيرها على جانبي الطريق، وعدم توفر مواقف كافية لخدمة مرتادي تلك الأنشطة التجارية، إضافة إلى قيام بعض المشروعات العمرانية بالمنطقة، تجعل الحركة المرورية أكثر تعقيدا، خصوصا خلال فترة الذروة، الأمر الذي يزيد من حجم المشكلة ويبرز أهمية الدراسة».