جدة: إيقاف صب مياه الصرف في البحر.. والاستفادة من المياه المعالجة في الري

مسؤول لـ«الشرق الأوسط»: جدة أول مدينة سعودية تستفيد منها وتحولها إلى ثروة

مياه الصرف تصب في محطات المعالجة أول من أمس (تصوير: غازي مهدي)
TT

سجلت مدينة جدة نفسها كأول مدينة سعودية، تستفيد من كافة مياه الصرف الصحي يوميا بعد معالجتها وتحويلها إلى ري المساحات الخضراء والمشاتل، وذلك بعد أن أعلنت إيقاف صب مياه الصرف الصحي في البحر بشكل نهائي.

وأكد المهندس محمد التميمي، مستشار أمين محافظة جدة المدير العام التنفيذي لمشاريع وادي عسلا بشركة «جدة للتنمية والتطوير العمراني»، لـ«الشرق الأوسط»، إيقاف صب مياه الصرف الصحي المعالجة بشكل نهائي في البحر وذلك بعد تدشين محطة معالجة جديدة في جنوب جدة التي يتم من خلالها الاستفادة من المياه المعالجة في ري المساحات الخضراء في المدينة والمشاتل لتصبح بذلك جدة أول مدينة سعودية تستفيد من كافة مياه الصرف الصحي المعالجة يوميا وتحولها إلى ثروة طبيعية تستفيد منها في عمليات الري.

وأضاف «أوقف أمس نهائيا صب المياه المعالجة في البحر بعد تشغيل محطة المعالجة الجديدة جنوب جدة، بطاقة استيعابية 38 ألف متر مكعب ويتم تشغيل نحو 25 ألف متر مكعب هذه الأيام والاستفادة من كامل الكمية، إضافة إلى 25 ألف متر مكعب من المياه المعالجة من محطة المعالجة السابقة في مشروع وادي عسلا شرق جدة بنحو 25 ألف متر مكعب يوميا و25 ألف متر مكعب أخرى لري المسطحات الخضراء والمشاتل في المدينة بواسطة أشياب بدأت العمل»، وقال: «لتصبح بذلك جدة أول مدينة سعودية تستفيد من كافة مياه الصرف الصحي المعالجة يوميا وتحولها إلى ثروة طبيعية تستفيد منها في عمليات الري».

وقال: «قمنا برفع كفاءة المحطة المعالجة للمياه وإنشاء وحدة جديدة جنوب جدة في أبرق الرغامة ومحطة أشباب للمشاتل والحدائق تستخدم نحو 20 ألف متر مكعب من المياه وهي المصممة لنحو 38 ألف متر مكعب وضعت احتياطا لأي طارئ، إضافة إلى المحطة السابقة بالكمية ذاتها».

ويؤكد مدير عام إدارة المشاريع الريادية في شركة «جدة للتنمية والتطوير العمراني»، المستشار بأمانة محافظة جدة، أن «إجمالي ما أنفقته أمانة جدة على أعمال بحيرة الصرف الصحي بلغ 200 مليون ريال»، مرجعا سبب معاودة تصريف المياه المعالجة إلى البحر في وقت سابق لبدء الأمانة في التشغيل التجريبي لمحطة المعالجة، بعد رفع طاقتها الاستيعابية إلى نحو 60 ألف متر مكعب يوميا، والتأكد من نوعية وكمية المياه، ومدى وصولها إلى المعالجة الثلاثية، الأمر الذي حتم رمي جزء منها في البحر، نتيجة عدم استهلاك الكمية المعالجة بالكامل حاليا.

وأضاف «اضطرت شركة المياه الوطنية لرمي كمية من المياه المعالجة في مجرى قناة تصريف السيل الجنوبية، ومنها للبحر، وذلك بمعدل 22 ألف متر مكعب يوميا».

ولفت إلى أن مشاريع الغابة الشرقية والأراضي الرطبة تستهلك أكثر من 20 ألف متر مكعب من المياه المعالجة يوميا، الأمر الذي سيتم من خلاله استهلاك كمية المياه المعالجة بالكامل، والبالغة 60 ألف متر مكعب يوميا.

وحول مشروع الأراضي الرطبة أكد التميمي أنه «تمت زارعة 6 ملايين متر مربع منها، عن طريق الاستفادة من المياه المعالجة ثلاثيا بالأشجار العطرية والخشبية وأشجار الفاكهة، وهناك مشروع تم البدء فيه قبل المشاريع العاجلة، المتمثل في الغابة الشرقية المقامة على مساحة مليونين ونصف المليون متر مربع».

وبين أنه تم نقل المياه من محطة المعالجة بمسافة 4 كيلومترات، عبر أنابيب يبلغ قطرها 600 ملم، وذلك إلى قناة إسمنتية يبلغ طولها 3 كيلومترات، وتتفرع عنها قنوات ترابية، من أجل استهلاك أكبر كمية ممكنة من مياه بحيرة الصرف الصحي في ري مشروع الأراضي الرطبة. ونوه بأن ذلك المشروع يتم ريه بنظام الغمر، الذي يستهلك 18 ألف متر مكعب من المياه المعالجة يوميا، مما يسهم في تخفيض بحيرة الصرف الصحي بمعدل الكمية نفسها التي يتم استخدامها في هذا المشروع، إلى جانب الكميات الخاصة بالغابة الشرقية والأشياب، وما تستخدمه الأمانة في مناطق أخرى للحدائق والمتنزهات.

ويستهلك مشروع الأراضي الرطبة ما يقارب الـ6 ملايين متر مربع من إجمالي كمية المياه المعالجة، وتم إنجازه بشكل عاجل في غضون 6 أشهر لدرء مخاطر بحيرة الصرف الصحي.

الدكتور بهجت حموة، مدير إدارة الحدائق في أمانة محافظة جدة، أوضح أن مشروع الغابة الشرقية الذي يحتوي على 160 ألف شجرة، على مساحة مليوني متر مربع، بلغت تكلفته 30 مليون ريال، مشيرا إلى أنه يهدف الاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحي المعالجة.

وقال: «ثمة هدف بيئي وآخر ترفيهي من ذلك المشروع، لا سيما أن الأشجار الموجودة به تعمل على تخفيض درجات الحرارة في المنطقة، بجانب أنها سياج نباتي يحيط بمدينة جدة من الجهة الشرقية ليحميها من الرياح والأتربة، إلى جانب أنها مصدر للأكسجين الذي يسهم في التقليل من حجم التلوث».

وذكر أن «ما يميز ذلك المشروع هو بناؤه على شبكات ري تسقي الأشجار كاملة في وقت واحد كل صباح، باعتباره يحوي ينابيع للري بمعدل 10 آلاف متر مكعب يوميا، مبينا أن الغابة الشرقية حاليا في مراحل نموها الأولية لتصل فيما بعد إلى مرحلة النضج».

وزاد «تم اختيار الأشجار من 12 نوعا نباتيا، حيث إن معظمها أشجار خشبية ذات فوائد اقتصادية وبيئية، إلى جانب الأشجار العطرية التي تدخل زيوتها في الاستخدامات الطبية والمعقمات، إضافة إلى أنها طاردة للحشرات» وأفاد بأن «مشروع الأراضي الرطبة يختلف عن الغابة الشرقية في كونه مقسما إلى ثلاثة مواقع تضم غابة العطور والأخشاب والفواكه، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الغابة العطرية ستشهد، مستقبلا، إنشاء صناعة من خلالها لتصل إلى الأسواق العالمية».