الشباب السعودي في «تيد إكس الظهران» يتجاوز البيروقراطية ويؤكد نضج تجربته

14 ناشطا في مجالات السينما والتقنية والعمل الخيري والتجارة

جانب من المشاركين في مؤتمر «تيد إكس الظهران» (تصوير: بطرس عياد)
TT

كانت القصص كلها متشابهة في بداياتها، تجارب خجولة بدأت من مواقع وشبكات الإنترنت، ثم وجدت التأييد والقبول لتصبح مشاريع واقعية مبدعة وقف أصحابها يوم الخميس الماضي في مؤتمر «تيد إكس الظهران» ليقصوا للحاضرين الحكاية.

أربعة عشر وجها سعوديا، معظمهم من الشباب وأصحاب تجارب مختلفة ومميزة في مجالات التصميم والابتكار والعمل الخيري والأنشطة التجارية، شاركوا في مؤتمر «تيد إكس الظهران» تحت شعار «أفكار تستحق الانتشار» في أرامكو السعودية، وذلك في محاكاة لمؤتمرات «تيد» العالمية التي تقام في الولايات المتحدة الأميركية.

وتهتم مؤتمرات «تيد»، التي بدأت في ثمانينات القرن الماضي بالولايات المتحدة، بالتجارب المبدعة في مجالات، منها: التصميم والتقنية والابتكار. ومؤخرا بدأت التجربة بالانتشار في مختلف دول العالم تحت مسمى «تيد إكس»، وفي السعودية يعتبر «تيد إكس الظهران» ثالث مؤتمر تتم إقامته بعد مؤتمرين أقيما في جدة والظهران، وسوف يقام الرابع خلال الشهر الحالي في جدة تحت مسمى «تيد إكس آرابيا».

كان العامل المشترك في التجارب المطروحة هو أنها تطبق للمرة الأولى في السعودية، وتتم بجهد شبابي خالص، وتتخذ من بيئة الإنترنت والمواقع الاجتماعية مصدرا لانطلاقها، وهو الأمر الذي علله المشاركون بعدم وجود مؤسسات مدنية يمكن لها أن تتبنى مشاريع الشباب في التقنية والسينما والتصميم والعمل الخيري والأعمال التجارية، أو كونه تجاوزا للعوائق البيروقراطية التي يرى فيها هؤلاء الشباب عدوا لدودا لمشاريعهم وتجاربهم.

والمشاركون في مؤتمر «تيد إكس الظهران» هم: الدكتور صالح الشبل، والدكتور سالم الديني، وعبد العزيز الدليجان، وعارف عزيز، والمبتكر السعودي مهند أبو دية، ورجل الأعمال الشاب عصام الزامل، وكذلك عبد الرحمن السحيباني، والمخرجان بدر الحمود ومالك نجر، والناشطان الاجتماعيان عمر عثمان ومحمد الدغيبلي، والمنشد سمير البشيري، والمهندس أيمن مفتي، وعضو مجلس الشورى الدكتور نجيب الزامل.

وفي مجال السينما والمونتاج، تحدث المخرج السعودي بدر الحمود عن تجربته في نشر ثقافة الصورة والتوثيق من خلال عدد من الأفلام القصيرة التي أخرجها مثل: «داكن»، و«أبيض» الذي فاز في مهرجان الخليج السينمائي، مشيرا إلى أن مشروعه في هذا الصدد يتمثل في إشراك أكبر عدد ممكن من الشباب في أفلامه التي يخرجها بمشاركة متطوعين، قائلا: «من يشارك معي، يخوض تجربة الصورة ويصبح سفيرا لثقافتها في المجتمع».

كما تطرق مالك نجر، وهو منتج أفلام رسوم متحركة قصيرة تبث عبر برنامج «كوميدو» في قناة «إم بي سي»، إلى تجربته التي بدأها مع من خلال نشر إنتاجه عبر «يوتيوب» قبل أن يعمل مع قناة «إم بي سي» وتتحول أعماله القصيرة إلى مواد يتناقلها السعوديون عبر أجهزة الجوال، ومن أبرزها فيلم «الواسطة» الذي يحظى بمئات الآلاف من المشاهدات على شبكة الإنترنت.

وفي العمل الخيري، كانت تجربة «فطور الناجحين»، لصاحبها عمر عثمان، من أبرز الأعمال التي قدمت في «تيد إكس الظهران». ويقول عثمان عن هذه التجربة: «بدأت من خلال موقع (فيس بوك) في دعوة أصدقائي صباح كل خميس إلى تناول الإفطار مع إحدى الشخصيات الناجحة في المجتمع»، ثم انتقلت التجربة إلى الفتيات، والآن يتم تطبيقها في الرياض وجدة وجازان والقاهرة، مشيرا إلى أن الأمر تحول من مجرد إفطار صباحي إلى ملتقى لتبادل الخبرات.

ويعلق الدكتور نجيب الزامل، عضو مجلس الشورى، على مؤتمر «تيد إكس الظهران» قائلا: إن هذه الأسماء والتجارب تدل على نمو الحراك الشبابي وتصاعده ووجود إبداعات غير محدودة يعمل أصحابها بصمت وتحتاج إلى من يدعمها ويتبناها، مشددا على أن الأمر يبرهن على تغير اهتمامات الشاب السعودي وزيادة الوعي لديه، وهو الأمر الذي يستدعي تغيير الصورة النمطية عن هذا الشاب وإعطاء المزيد من الثقة له.