جهات بحثية تضع خطة لتدريس أول دبلوم في «العمل الخيري» بالكليات والجامعات

تم الاتفاق المبدئي على أن تبدأ في تطبيقه جامعة الملك سعود بالرياض

TT

تعكف جهات بحثية خاصة على إعداد خطة أول دبلوم يعنى بتدريس «العمل الخيري» في الجامعات والكليات السعودية، في ظل عدم وجود أي جهة معنية بتدريس مثل هذا الدبلوم في الخليج العربي عامة.

وأوضح الدكتور خالد عبد الله السريحي، مدير عام المركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد)، لـ«الشرق الأوسط»، أن الالتحاق بـ«دبلوم العمل الخيري» يمنح العاملين في هذا المجال أهم المهارات والمعارف التي قد يحتاجون إليها في «إدارة الجمعيات الخيرية»، مشيرا إلى أن الخطة جاهزة على أحدث الأطر والمعايير من قبل مجموعة من الخبراء الأكاديميين والممارسين في هذا الحقل.

وبين أن «دبلوم العمل الخيري هو دبلوم عال بعد مرحلة البكالوريوس، ومن شروط الالتحاق به أن يكون لدى الفرد خبرة لا تقل عن ثلاث سنوات في مجال العمل الخيري، ويتكون من 12 مادة وما يقارب 33 ساعة مقسمة فصلين»، مفيدا بأنه «تم إعداد خطة تدريس الدبلوم من قبل مجموعة من الخبراء والأكاديميين كما تم الانتهاء من وضع مناهجها ومفرداتها».

وأفاد السريحي قائلا: «قمنا بتقديم المشروع لعدة جامعات سعودية وطلبنا منهم أن يطور فيما بعد إلى (ماجستير) في إدارة العمل الخيري، وقد تلقينا قبولا مبدئيا من جامعة الملك سعود بالرياض التي وعدتنا بذلك، وخاصة أن لديهم الآن (كرسي مؤسسة عبد الرحمن الراجحي الخيرية)، فستقوم الجامعة بتدريس هذا المساق وتطويره بعد سنتين إلى (ماجستير) في إدارة العمل الخيري بقسم الإدارة العامة في جامعة الملك سعود».

وكشف الدكتور السريحي عن أبرز المشكلات التي يعاني منها «العمل الخيري»، والمتمثلة في ضعف الكوادر والقيادات، موضحا أنه «من خلال دراسة قام بها المركز تبين أن سبب ضعف هذا القطاع عدم كفاءات القيادات، إضافة إلى ضعف تأهيل الكوادر البشرية العاملة في هذا المجال»، مرجعا ذلك إلى عدم وجود أي جامعة أو معهد على مستوى الخليج العربي يقوم بتدريس إدارة العمل الخيري كعلم مستقل، ويخرج ما يوافق متطلبات هذا المجال، مؤكدا أنه بإيجاد تلك الكوادر والقيادات المؤهلة نكون قد تغلبنا على سلبيات كثيرة في «العمل الخيري».

واستطرد قائلا: «إنه على الرغم من انتشار وكثرة الأعمال الخيرية، فإن لديها سلبيات مثل بقية القطاعات الأخرى، سواء كانت حكومية أو تجارية»، مؤكدا أن «تدريب الكوادر العاملة في المؤسسات والجمعيات والمراكز الخيرية، سيؤدي إلى قوة وإيجابية انطلاق العمل الخيري وانخفاض نسبة المشكلات والأخطاء، إضافة إلى تطوير المجتمع ومساندة القطاعين الحكومي والأهلي».

وأشار الدكتور السريحي إلى أن «المركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد) قائم على خمسة برامج مختلفة بدءا من برنامج مستقبل العمل الخيري الذي يقوم بمناقشة التغيرات العالمية والإقليمية والمحلية وأثرها على العمل الخيري، إضافة إلى دوره في التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية إلى جانب رفع الكفاءات الإدارية والمالية للمؤسسات القائمة عليها من خلال الاستشهاد بأفضل الممارسات العالمية في العمل الخيري وكيفية الاستفادة منها في بناء قواعد معلومات للعمل الخيري، وهو ما يعرف بمركز قياس العمل الخيري».

وتابع: «كما ناقش المركز الكثير من الأبحاث المسحية المختصة بـ(العمل الخيري)، من ضمنها بحث عن منهجية إدارة المشاريع في الجمعيات الخيرية، وبحث يختص بإدارة المتطوعين في الجمعيات الخيرية وأهم المشكلات والحلول التطويرية لها، ومدرج ضمن خطة المركز القيام ببحث مسحي حول سلم الرواتب في الجمعيات الخيرية وأثره في استقطاب الكوادر المتميزة إداريا».

وأفاد مدير المركز الدولي للأبحاث والدراسات لـ«الشرق الأوسط» بأن «هناك عزوفا كبيرا جدا عن أبحاث ودراسات العمل الخيري، إضافة إلى ضعف البنية التحتية في هذا المجال، لذلك قام المركز بإنشاء مجلة (مداد) التي تعد أول مجلة دورية علمية محكمة بتصريح من وزارة الثقافة والإعلام».

وبين أن مجلة «مداد» جاءت لتحقيق الكثير من الأهداف، من أبرزها إتاحة الفرصة للمختصين والمعنيين لتقديم مساهماتهم وإنجازاتهم بما يثري العمل الخيري، ويرتقي به إلى التطور والإبداع، فضلا عن تأصيل مفاهيم العمل الخيري، وتقديم الحلول للمشكلات التي يعاني منها هذا القطاع، ومتابعة ما يصدر عن المؤتمرات والندوات في هذا المجال، وأخيرا نشر البحوث الميدانية والنظرية المتخصصة في العمل الخيري.

جدير بالذكر أن المركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد)، ومقره جدة، أنشئ لتلبية الحاجة الماسة إلى تأسيس مركز بحثي رصين، يقوم على أسس موضوعية ومنهج علمي، ويعتني بدراسات العمل الخيري من جوانبه كافة، سعيا لرصد حجمه، وتقدير آثاره، وتطوير جهوده، وتقويم مساره، وتوجيهه نحو المزيد من العطاء والإنجاز، وقد تبنت كوكبة من العلماء والأكاديميين ورجال الأعمال المعنيين بمسيرة العمل الخيري فكرة إنشاء المركز، ليكون أول مركز بحثي معني بدراسات العمل الخيري.