مكة المكرمة: توجه لتطوير مسابقة تجميل العاصمة المقدسة وتحويلها إلى حدث عالمي

شهدت منافسة محمومة بين 442 فنانا تشكيليا من 22 دولة

TT

تعتزم اللجنة المنظمة لمسابقة تجميل مكة المكرمة «بحب مكة نلتقي» تحويل هذا الحدث ليصبح أشهر حدث عالمي خلال الدورات المقبلة، بهدف تحقيق رؤية الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، بأن تكون مكة غاية في الجمال والنظام والنظافة.

وأوضح ذلك رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة، أسامة بن عبد الله الخريجي، قائلا: «إن هناك مساعي حثيثة من قبل اللجنة والعاملين على المسابقة لتحويلها لتكون أشهر حدث عالمي». مؤكدا أن «المسابقة ولجانها والعاملين فيها يسعون إلى تحقيق رؤية الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، وهي أن تكون مكة غاية في الجمال والنظام والنظافة، وأن تكون رمزا للحضارة الإنسانية والثقافة المعمارية والفنية، بهدف تقديم مكة للعالم أجمع كأجمل مدينة في العالم».

في حين قال عماد البيلي، المدير التنفيذي لشركة «العربية لإدارة المناسبات»، الجهة المنظمة للجائزة لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نسعى إلى أن تكون مسابقة (بحب مكة نلتقي) أشهر حدث عالمي ينتظره ويتحدث عنه العالم أجمع، أسوة بالمهرجانات العالمية الكبرى، مثل: كان، وبرلين.. وغيرهما، كل بحسب طبيعته»، وأضاف: «حتى نجعل المسابقة أشهر حدث عالمي على مستوى الفن التشكيلي، فإننا نحن بحاجة إلى تكوين لجنة دولية دائمة لهذه المسابقة، وبالتالي تبث أخبار المسابقة بشكل مستمر لجميع أنحاء العالم بكل اللغات وعلى مدار العام».

وأضاف البيلي: «نحن نسعى في الفترة المقبلة إلى أن تكون المسابقة برعاية (ملكية)، وحتى تصبح المسابقة على مستوى عالمي لا بد من أن ينطلق مستوى الرعاية إلى أفق الدولة، وذلك من خلال تضافر الجهود بين أمانة العاصمة المقدسة والدكتور أسامة البار، أمين العاصمة، وشركتنا المنظمة للحفل، وقد قمنا في السابق برفع قيمة الجائزة إلى (300 ألف دولار) بدلا (من 5 آلاف دولار)، نتحملها نحن كشركة منظمة، فلا دور للأمانة أو للإمارة أو أي جهة أخرى في قيمة الجائزة التي تعهدنا - نحن كشركة منظمة - أن نغطيها بعد أن تم رفعها إلى هذه القيمة، وهذا ما حدث فعلا».

وكشف المدير التنفيذي للمسابقة «إننا نسعى في الفترة المقبلة للعمل على ظهور المسابقة بنسخة جديدة وبمواصفات عالمية جديد قد تكون مغايرة للمواصفات الحالية، وذلك من خلال التركيز على نوعية المواد المشاركة في المسابقة كالتركيز على الحرف العربي كفن إسلامي أصيل مثلا».

وكان الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، قد أعلن الأسبوع الماضي، أسماء الفائزين في المسابقة الإسلامية الأولى لتجميل مكة المكرمة تحت شعار: «بحب مكة نلتقي».

وحصد جائزة أفضل تصميم للموقع (1) «جدارية جسر الملك خالد بالعزيزية امتداد شارع الملك خالد» الفنان ياسر محمد أزهر من المملكة العربية السعودية وجائزته 30 ألف دولار، أما جائزة أفضل تصميم للموقع (2) «جدارية جسر الإسكان الثاني بالطريق الدائري الثالث» فجاءت من نصيب الفنان سعود شاكر عبد الله خان من المملكة العربية السعودية وجائزته 30 ألف دولار، بينما حصد جائزة أفضل تصميم للموقع (3) «جدارية جسر الحجون تقاطع شارع المسجد الحرام وشارع العتيبية» الفنان يوسف أحمد حلمي جاها من المملكة العربية السعودية وجائزته 30 ألف دولار، بينما حصدت شركة «سازاب» من إيران، جائزة أفضل تصميم للموقع (4) «جدارية جسر مواقف كدي امتداد الطريق الدائري الثالث» والجائزة 30 ألف دولار.

وكانت جائزة أفضل تصميم للموقع (5) «جدارية الحجون بالمعلا باتجاه الحرم (مقابل مقبرة المعلا)» من نصيب الفنانة ريهام حسن محسن من جمهورية مصر العربية وجائزتها 25 ألف دولار، وحصد جائزة أفضل تصميم للموقع (6) «جدارية الحجون بالمعلا باتجاه الزاهر (بجوار مقبرة المعلا)»، عمل جماعي شارك فيه كل من الفنان أحمد يحيى عنب، والفنان أحمد محمد البدوي، والفنان ياسر مصطفى مهنا، من جمهورية مصر العربية، وقيمة الجائزة 25 ألف دولار.

في حين فاز بجائزة أفضل تصميم للموقع (8) «جدارية جسر طريق الملك عبد العزيز بالعزيزية» الفنان زياد بقوري من الجمهورية العراقية وجائزته 25 ألف دولار، بينما حصد جائزة أفضل تصميم للموقع (9) «جدارية ربع أطلع بالغزة امتداد شارع المسجد الحرام» الفنان أحمد علاوي وجائزته 20 ألف دولار، أما جائزة أفضل تصميم للموقع (12) «جدارية شارع المسجد الحرام» فكانت من نصيب أمل حسين فلمبان من المملكة العربية السعودية وجائزتها 20 ألف دولار.

ويأتي تتويج الفائزين بأفضل الأعمال التشكيلية لجداريات مكة المكرمة التي أعلن عنها في شروط المسابقة والبالغ عددها 12 جدارية، حيث منح 4 فائزين في كل فئة من فئات المسابقة الـ3 جوائز قيمة بعد ترشيحات لجنة التحكيم، وبلغت جوائز المسابقة مليونا ومائة وخمسة وعشرين ألف ريال (300 ألف دولار) تم توزيعها على النحو التالي 4 جوائز كل جائزة تبلغ 30 ألف دولار لفائز في كل جدارية من الجداريات الـ4 من الفئة الأولى، في حين يمنح كل فائز في الفئة الثانية التي تضم 4 جداريات 25 ألف دولار، أما الفئة الثالثة فسيمنح الفائز في كل جدارية من الجداريات الـ4 التي تضمها الفئة 20 ألف دولار.

وتتمحور المسابقة حول الاعتماد على تراث البيئة المكية من طبيعة المكان والعناصر المعمارية والمشغولات التقليدية مرورا بالتراث الإسلامي والعلوم الإنسانية والتطبيقات التشكيلية الزخرفية البنائية والهندسية وانتهاء بأعمال الخط العربي.

وتنافس في المسابقة 442 فنانا تشكيليا من 22 دولة، وهي: المملكة العربية السعودية، واليمنية، وقطر، والعراق، والمغرب، والجزائر، وتركيا، وإيران، ولبنان، والأردن، وفلسطين، وسورية، ومصر، وموريتانيا، والصومال، والسودان، وباكستان، وماليزيا، والصين، والهند، وإيطاليا، والولايات المتحدة الأميركية.

وكان قد صرح أمين العاصمة المقدسة، الدكتور أسامة البار، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، أن الهدف الأساسي من هذه المسابقة هو نشر الثقافة الفنية عبر أعمال فنية إسلامية تناسب عاصمة الثقافة الإسلامية، مكة المكرمة، أحب البقاع إلى الله، فضلا عن تنمية الذوق الجمالي للمجتمع وتحويل أركان مكة المكرمة إلى متحف مفتوح للفن الإسلامي.

إلى ذلك، أشاد الدكتور محمد سعيد فارسي، أمين جدة سابقا، رئيس لجنة تحكيم المسابقة، بالأعمال الفنية المشاركة، مشيرا إلى أنها كانت ذات مستوى رائع، حيث تنوعت فيها الأعمال وكانت حصة الأعمال المبدعة فيها الشيء الكثير، مضيفا أن أمانة العاصمة المقدسة وفقت في الخطوات التي اتبعتها للحصول على هذه النتيجة الجيدة بهدف تجميل مكة وتحسين ميادينها وفق خطة مستقبلية طموح.

في حين أوضح المهندس هشام بن عبد الرحمن شلي، مدير عام تنمية الاستثمارات البلدية في أمانة العاصمة المقدسة، عضو اللجنة التحضيرية للمسابقة، أن هذه المسابقة تقام لتؤكد جدارة مكة المكرمة كعاصمة للثقافة الإسلامية على مر العصور، مشيرا إلى أن المسابقة هي مسابقة مفتوحة استهدفت جميع الفنانين المسلمين من أنحاء العالم، حيث تم الإعلان عنها على نطاق محلي ودولي وتم استقبال طلبات الفنانين وتسجيلهم واستقبال أعمالهم وتجهيزها لعرضها على لجنة تحكيم أولية التي استبعدت الأعمال غير المستوفاة للشروط، ثم عرضت الأعمال المرشحة في المرحلة الثانية على لجنة التحكيم الدولية المكونة من رئيس و4 أعضاء رشحوا الأعمال الفائزة.