شرعت مدارس حكومية بجدة في التواصل مع طلابها وأولياء أمورهم عبر صفحات الموقع الإلكتروني الشهير «فيس بوك» لسد الفجوة بينهم وإبلاغهم بكل المستجدات، سواء الطلاب أو أولياء الأمور.
يأتي ذلك وسط تأكيدات أن الصفحات التي أعدتها بعض المدارس على صفحات «الفيس بوك» تشهد إقبالا يوميا، من أولياء الأمور بالذات، يزيد يوما بعد يوم خلال الأسبوعين الأولين من الدراسة وتدشين هذه المواقع، كما أن الأمهات كان لهن النصيب الأكبر في التسجيل في الصفحات؛ وذلك لتعذر وصولهن إلى المدارس، وفي ظل حرصهن على معرفة أوضاع أبنائهن.
إلى ذلك، أوضح فهد الطايفي، رائد النشاط المدرسي في مدرسة المنصورية النموذجية بجدة والمشرف على صفحة المدرسة في موقع «الفيس بوك»: «إن إيجاد صفحة رسمية للمدرسة عبر هذا الموقع يعتبر خطوة ممتازة في التواصل»، مشيرا إلى أن مدرسته لها السبق عن المدارس الحكومية في إنشاء صفحة خاصة بها.
وبين الطايفي أن «عدد طلاب المدرسة يبلغ 900 طالب، وأنه خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي وافتتاح صفحة المدرسة على (الفيس بوك)، تلقينا الكثير من طلبات الإضافة لأولياء أمور الطلاب والطلاب أنفسهم، ونأمل أن نتواصل مع جميع أولياء الأمور في الفترة المقبلة».
وأضاف رائد النشاط المدرسي: «لم يكن هدفنا الأول من إنشاء الصفحة هو التواصل مع الطلاب وأعضاء المدرسة وأولياء الأمور فقط، بل الإجابة عن استفساراتهم»، مضيفا: «منذ لحظات كنت أتواصل مع أحد الطلاب عبر الموقع، أراد أن يستفسر عن توزيع الطلاب على الفصول، وبالفعل قمت بمراجعة قائمة توزيع الطلاب وأخبرته عن فصله ومكانه، وبذلك أكون قد وفرت على والده عناء الزيارة للمدرسة لأمر كهذا».
وزاد: «إن وجود صفحة كهذه سهل لبعض أولياء الأمور التواصل معنا في حالة سفرهم أو انشغالهم عن الحضور للمدرسة؛ نظرا لطبيعة عملهم، كما أننا نستطيع أن نتواصل مع الأمهات ونستمع لمقترحاتهن وآرائهن واستفساراتهن عن أبنائهن».
وقال: «نحن نفكر في الأساليب المثلى لجذب ولي الأمر والطالب، ونحرص على بقائهما في تواصل مستمر مع المدرسة، ونسعى لمشاركة ولي الأمر في الأنشطة المدرسية، وجعله يشعر أنه عضو فاعل من منسوبي المدرسة، وتشعر الأم بأنها عضو فعال في مدرسة ابنتها أو ابنها من خلال مشاركتنا الرأي والاستماع إلى مقترحاتهم جميعا».
وحول اختيارهم فتح صفحة عبر «الفيس بوك» تحديدا، أفاد الطايفي: «وجدنا أن أفضل موقع لتحقيق الهدف المنشود هو (الفيس بوك)، لا سيما أن إنشاء موقع إلكتروني خاص بالمدرسة قد يكون مكلفا بعض الشيء ويصعب التعامل معه أو الوصول إليه مقارنة بـ(الفيس بوك) الذي يمكنك من إنشاء صفحة مجانية، إضافة إلى اعتباره موقعا (آمنا) يمكن للطالب أو أي فرد استخدامه».
وأكد مشاركة أولياء الأمور والأمهات، الذين يرغبون في متابعة أبنائهم من خلال الصفحة؛ حيث طالبت بعض الأمهات بتغطية لليوم الدراسي الذي يقضيه الطالب داخل المدرسة وبالفعل تجاوبنا معهن وقمنا بتغطية الأسبوع التمهيدي لطلاب الصف الأول وقمنا بوضع صور ومقاطع للطلاب خلال الأسبوع التمهيدي.
وأوصى رئيس النشاط الطلابي المدارس الحكومية الأخرى بإنشاء صفحات عبر «الفيس بوك» للتواصل مع الطلاب وأولياء الأمور. وقال: أتمنى أن يكون لكل طالب ومعلم بريد إلكتروني وصفحة، إلى جانب إلمامهم بلغة العصر «الإنترنت»، مشيرا إلى أن سبب نجاح هذه الصفحة هو الدعم والتشجيع من قبل إدارة التعليم والقائمين على الأنشطة المدرسية.
وختم بالقول: إننا، منذ بداية العام الدراسي، قمنا بتغطية الأسبوع التمهيدي لطلاب المرحلة الابتدائية، وفي الأسبوع المقبل سنقوم بتغطية اليوم الوطني والأنشطة التي ستقوم بها المدرسة وطلابها للاحتفال بهذا اليوم، كما أننا سنعلن خلال الأسبوع المقبل رسميا للطلاب وأولياء الأمور عن صفحة المدرسة على «الفيس بوك» للتواصل معنا من خلالها.
في السياق ذاته، تشجع مختلف الأوساط التعليمية هذه الطريقة الحديثة للتواصل الإلكتروني، وهو ما يؤكده أحمد الزهراني، مدير تعليم البنات في جدة، بقوله: «إن إدارة التربية والتعليم تشجع التواصل مع أولياء الأمور عبر المواقع الإلكترونية».
وحول التواصل عبر موقع «الفيس بوك» أفاد الزهراني بأنه «في حال تم إنشاء صفحات للمدارس عبر (الفيس بوك)، فإن هذا الأمر يعبر عن رأي المدرسة ولا يعبر عن رأي وزارة التربية والتعليم ولا إدارة التربية والتعليم، ولكن لا بد من موافقتهما عليه، لافتا إلى أن لدى إدارة التربية والتعليم إدارة كاملة تسمى إدارة تقنية المعلومات».