السعودية تحتفل بمعلميها في حفل.. بلا معلمين

نائب وزير التربية يتحفظ على من يقول إن التعليم مختطف من قبل بعض المحافظين

TT

«حفل.. بلا معلمين»، على هذه الطريقة احتفلت وزارة التربية والتعليم في السعودية باليوم العالمي للاحتفاء بالمعلمين، الذي أقامته على مسرح مركز الملك فهد الثقافي مساء أول من أمس، ولم يسجل حضورا لأي من معلمي مدارس التعليم العام.

وبرر فيصل بن معمر، نائب وزير التربية والتعليم، تغييب المعلمين عن هذا اليوم الذي يفترض أن يكونوا هم أول من يشارك فيه، بقوله «إن هذا حفل رمزي.. أرادت الوزارة الاحتفال به، وسيتم نقله إلى كل المدارس»، في إشارة إلى توثيقه بالصوت والصورة.

وشهدت مناسبة الاحتفاء بالمعلمين عرضا مسرحيا، تناول أبرز القضايا التي تؤرق المجتمع التعليمي في السعودية، مثل: التأمين الصحي، والنقل المدرسي، وخلافهما.

وتحلت المعلمة بشجاعة فاقت المعلم، حيث نقلت المعلمة بدرية الحسين، التي ألقت كلمة المعلمين في هذه المناسبة، أبرز القضايا الملحة في حقل التعليم، والتي لخصتها بـ«الحوافز المالية»، و«التأمين»، وهما الملفان اللذان اعتبرتهما حديث كل معلم ومعلمة في السعودية.

وأعلن في حفل الاحتفاء بالمعلمين عن الفائزين بجائزة وزارة التربية والتعليم للتميز. وارتأى المنظمون تأجيل الاحتفال إلى وقت لاحق، حيث بلغ عددهم 12 فائزا وفائزة، في أربعة فروع هي المعلم والمعلمة والمدير والمديرة، بواقع ثلاثة فائزين في كل فرع.

إلى ذلك، تحفظ نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر، على من يرى أن المؤسسة التعليمية في السعودية اختطفت من قبل التيار المحافظ، ولم يجب فيصل بن معمر عن سؤال لـ«الشرق الأوسط» بهذا الخصوص.

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط»، عن مشكلة المعلمات اللائي يدرسن بعيدا عن مناطقهن، أرجع بن معمر سبب تأخر معالجة تلك القضية إلى الأعداد الكبير لفئة المعلمات، وأضاف «إننا نحتاج إلى معالجتها بالحكمة».

ولم يتجاوب نائب وزير التربية والتعليم مع أسئلة وسائل الإعلام بخصوص قضايا تعنى بوزارته. وأعاد تكرار تصريحات سابقة، قالها أكثر من مرة، بقوله «لا بد أن تعلم وسائل الإعلام أننا نتسلم كل يوم مدرستين جديدتين، وخُصصت من قبل الدولة أكبر المبالغ لم يعرف لها مثيل عالميا»، كما أوضح أن وزارته تعمل على ثلاثة آلاف مشروع، يتم العمل بها على قدم وساق.

وأبان أن وزارته التربية والتعليم ستنتهي خلال ثلاث سنوات إلى خمس سنوات من المباني المستأجرة، وهو ما سبق أن كرره أكثر من مرة. وفي هذا الصدد أبان كذلك أن المشكلة التي تعاني منها الوزارة هي ليست في المشاريع ولا في المخصصات المالية، بل تعاني من نقص في الأراضي، وستحل قريبا.

واعترف بن معمر بمشكلات تمر بها وزارته، وطلب من وسائل الإعلام نقل ما قيل في هذا الحديث بأمانة شديدة.

وعن جائزة التميز أبان بن معمر «أن وزارته تولي جائزة التميز اهتماما كبيرا». وبين بن معمر أن قضايا مثل الدوام الجزئي للمعلمات، والتأمين الطبي، والتقاعد المبكر للمعلمات، ستحل قريبا على الرغم من تعاقب ثلاثة وزراء، فيما أوضح أن قضية الدوام الجزئي موضوع لا يخص وزارة التربية والتعليم، وعقد لها لجانا لعلاج القضية.

وفي هذا الصدد قال فيصل بن معمر إن العمل الجيد لا يخلو من السلبيات، في إشارة إلى المسرحية وما تحتويها. وشدد بن معمر على أن وزارته مستعدة لتلقي كل السلبيات شريطة أن يكون هناك التزام بآداب الحوار.

واستعرضت المسرحية الفرق بين المعلم اليوم والمعلم قبل 23 سنة، ومباني المدارس الآيلة للسقوط، فيما لم تخف الإجراءات البيروقراطية التي يعاني منها التعليم في السعودية، وشملت المسرحية المعلم الحالي الذي هزت صورته في الوقت الراهن على عكس ذي قبل، مشيرة إلى أن أحد المعلمين سيمارس مشروع نقل المعلمات بعد تقاعده، في إشارة إلى تنامي سوق نقل المعلمين في الوقت الحالي.