وزير الثقافة والإعلام يقبل استقالة أعضاء نادي الشرقية الأدبي ويعلن عن مجلس بديل قريبا

قال إن استقالتهم جاءت قبل شهرين من نهاية دورتهم

TT

بعد مرور أقل من أسبوع على إعلان نادي المنطقة الشرقية الأدبي استقالة كامل أعضائه، في أول استقالة جماعية لجهاز ثقافي سعودي، أعلن أمس الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، وزير الثقافة والإعلام، قبوله استقالة الأعضاء العشرة، التي وصفها بأنها جاءت قبل شهرين فقط من نهاية دورة المجلس. كما أعلن أنه جرى تشكيل مجلس بديل (لم يعلن عنه) سوف يأخذ على عاتقه إدارة النادي لمدة عام، والدعوة لتشكيل جمعية عمومية، وهي أحد أهم مطالب الأعضاء المستقيلين.

وغمز الوزير من قناة الأعضاء العشرة، مشيرا إلى أنهم فاجأوه بالاستقالة في خضم الاشتغال بمهرجان سوق عكاظ الثقافية في الطائف. وتحدث مصدر مطلع في إدارة الأندية الأدبية بوزارة الثقافة والإعلام عن أن الوزارة ستعلن قريبا أسماء الأعضاء الذين سيتولون إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي. ولم يفصح المصدر عن هذه الأسماء، لكنه أشار إلى أن الوزارة عملت مؤخرا على اختيار بدائل من الأسماء الثقافية لتحل مكان المستقيلين. وأعرب الوزير خوجه أمس عن الأسف لاستقالة رئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية (قبل نهاية مدة عمل المجلس بشهرين)، حيث ينتهي عمل مجلس إدارة النادي في شهر صفر القادم 1432هـ. وقال الوزير «تلقيت الاستقالة ونحن في احتفائية سوق عكاظ لهذا العام».

وأضاف «قمت بتكليف مدير عام الإدارة العامة للأندية الأدبية بالاجتماع برئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي لبحث الأسباب ومعالجة الأمر، ودعوتهم للقائي جميعا، وبحث معوقات عملهم، ومناقشة الأسباب التي دعتهم لتقديم الاستقالة، لكنهم بكل أسف لم يقبلوا إكمال مدة عمل المجلس، ولم أفهم إصرارهم على ذلك رغم طرح جميع المشكلات على بساط البحث وأنها قابلة للتفاهم، لكن هذا قرارهم وعلينا أن نحترمه». وأوضح أنه «بدراسة الأسباب التي ذكرت في خطاب الاستقالة الوارد من مجلس إدارة النادي يتضح أنها بسبب عدم قيام الجمعيات العمومية للنادي، وتأخر صرف ميزانية النادي، وهي أسباب تعمل الوزارة على معالجتها وحلها، حيث إن قيام الجمعية العمومية لستة عشر ناديا في المملكة العربية السعودية ليس بالسهولة التي يعتقدها مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية، حيث يستلزم الأمر جمع ما لا يقل عن أربعة آلاف مثقف ومثقفة وأديب وأديبة من جميع أنحاء المملكة لتأسيس الجمعيات العمومية للأندية الأدبية، بواقع ثلاثمائة إلى أربعمائة مثقف ومثقفة لكل ناد من أندية المملكة، وتوزيع العضوية عليهم بأنواعها الثلاثة، ليقوم من يحمل العضوية العاملة والمنتسبة باختيار مجالس إدارات الأندية وفق الضوابط التي نصت عليها لائحة الانتخابات للجمعيات العمومية، وقبل هذا الأمر يحتاج إلى دراسة وتخطيط وميزانية مستقلة وتلافي أخطاء الانتخابات السابقة التي حدثت، والاستفادة كذلك من التجارب الناجحة في قيام الجمعيات العمومية، ولهذا الاعتبار يمكن إعادة النظر في اللائحتين المالية والإدارية، وتلقي وجهات نظر الأندية الأدبية حولها لتتعاضد مع لائحة الانتخابات مما يضمن نجاحها جميعا».

وقال خوجة إن الوزارة «عممت على جميع الأندية الأدبية بالمملكة أكثر من مرة لمساعدتها في إحصاء المثقفين والمثقفات في محيطها، ذلك لأن هذا العمل هو بالشراكة مع مجالس إدارات الأندية الأدبية القائمة حاليا، مشيرا إلى أن الكثير من الأندية الأدبية تتجاوب في موافاة الوزارة بإحصائية للمثقفين والمثقفات في محيط ناديهم استعدادا لدراسة الضوابط الواردة في اللائحة وتطبيقها على أعضاء الجمعيات العمومية تمهيدا لإصدار بطاقات عضويتهم في جمعيات الأندية الأدبية لكل ناد على حدة، وكذلك ترمي الوزارة من جانبها إلى تلافي إغفال أحد المثقفين والمثقفات في محيط كل ناد من أندية المملكة». وأضاف أن الوزارة «تتطلع إلى عدم الإثقال على ميزانيات الأندية الأدبية، لأننا بصدد رصد مبالغ مالية لقيام الجمعيات العمومية لجميع الأندية الأدبية من ميزانية الوزارة، هذا بالنسبة للجمعيات العمومية التي كانت سببا لتقديم استقالة أعضاء مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي».

وفي إعلان لقبوله استقالة الأعضاء قال خوجه «بما أن المنطقة الشرقية ولله الحمد والمنة مليئة بالخيرات الوفيرة، فإنها كذلك مليئة بالأدباء المثقفين والمثقفات المخلصين لوطنهم، ولذلك لم نجد صعوبة تذكر في جمع عدد من المثقفين للقيام بأعمال النادي وتأسيس مجلس جديد له لمدة عام كامل ريثما تنتهي ترتيبات قيام الجمعيات العمومية وإجراء الانتخابات لاختيار مجالس الأندية الأدبية».

وأضاف أنه «بالنظر إلى الحراك الثقافي للأندية الأدبية بعمومها فإننا نفخر بما قدمه نادي الأحساء، وهو النادي الحديث في المنطقة الشرقية، لدعم الحركة الثقافية والأدبية في المنطقة الشرقية المتسعة جغرافيا، حيث قدم ملتقى جواثا الأدبي لعامين متتاليين، ولقي صدى في الأوساط الثقافية والأدبية. وقام نادي الأحساء بنشاط مميز في محيطه يشكر عليه رئيس وأعضاء مجلس إدارته، كما أن نادي جدة الأدبي لا يزال متوهجا في عطائه وعمله والدليل نجاحاته المتوالية في إقامة ملتقى قراءة النص».

وأضاف «كما أن لدينا الكثير من الأندية الأدبية التي قامت بنشاطات مميزة، ليس في مقرها فقط بل وفي المحافظات التي تقع في محيط ناديها من خلال اللجان الثقافية المميزة التي قد تفوق نشاطات وعطاءات بعض الأندية الأدبية، مثل اللجنة الثقافية في محافظة القنفذة، ونشهد غدا افتتاح ملتقى المثاقفة الإبداعية لنادي مكة المكرمة، الذي سيرعاه مشكورا صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، حيث يستمر نادي مكة المكرمة في تقديم إسهامات جيدة بالمشهد الثقافي السعودي، وكذلك نادي الرياض الأدبي، وملتقى العقيق الثقافي في نادي المدينة المنورة، ونادي الباحة، والنادي الأدبي في أبها، ونادي جازان الأدبي، ونادي نجران، ونادي القصيم الأدبي، وغيرها من الأندية الأدبية التي تثري أدبيات مناطقها بكل جد واجتهاد».

ودعا الوزير جميع المثقفين والمثقفات «إلى قيام الجمعيات العمومية لجميع الأندية الأدبية على التوالي تقريبا حتى نحظى بنخبة من الرجال المخلصين لدينهم ووطنهم والقيام بمسؤوليتهم الثقافية والفكرية والأدبية بما تستحق هذه البلاد من عزة ومجد وشموخ»، مضيفا «كما أنني كذلك أتطلع من المثقفين والمثقفات أن يقوموا بدورهم التنويري في المجتمع حتى نصل بثقافتنا وعطائنا الفكري والأدبي إلى ما وصلت إليه بلادنا الغالية من تقدم وازدهار ونماء في كل المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية، والأهمية التي نتبوأها في العالمين العربي والإسلامي والدولي».

وكان أعضاء نادي الشرقية قد ذكروا أن استقالتهم جاءت بعد شهرين من رفع إدارة النادي خطابا إلى وزارة الثقافة بشأن تطبيق اللائحة الأساسية للأندية الأدبية بالمملكة، التي اعتمدها وزير الثقافة والإعلام في مطلع شهر رجب الماضي (يونيو/ حزيران)، غير أن التعميم الصادر من وكيل الوزارة للشؤون الثقافية المكلف رقم 426/أ، بتاريخ 24/7/1431هـ، يقتصر فيه التنفيذ على اللائحتين؛ الإدارية والمالية، من دون إشارة أو تفسير للائحة الأساسية ولائحة الانتخابات للأندية الأدبية.. مما يعني «تجميد جميع بنود اللائحة الأساسية، وبنود لائحة الانتخابات الملحقة بها. كما يؤدي إلى تجميد باب عضوية النادي، مما يفضي إلى عدم إمكانية عقد الجمعية العمومية التي تنتخب مجلس الإدارة»، معتبرين أن «عمود اللائحة الأساسية هو لائحة الانتخابات، التي هي مطلب جميع المثقفين والأدباء، وتأجيلها يزيد من الضغوطات على إدارات الأندية».

والأعضاء العشرة المستقيلون هم: القاص جبير المليحان، رئيسا، والناقد الدكتور مبارك الخالدي، نائبا للرئيس، والشاعر أحمد الملا، مسؤولا إداريا، والقاص خليل الفزيع، مسؤولا ماليا.. وكل من الدكتور أحمد شويخات، والناقد أحمد بوقري، والشاعر حسن السبع، والقاص عبد الله السفر، وعبد الله محمد آل عبد المحسن، وعبد العزيز آل سليمان، أعضاء.