مكة المكرمة: الانتهاء من إصلاح كيبل الكهرباء المتسبب في انبعاث أدخنة حي العوالي

الدفاع المدني تشير إلى أن الحادثة ليست الأولى من نوعها

TT

أعلن لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في شركة الكهرباء السعودية عن الانتهاء، يوم أمس، من إصلاح العطل الذي أصاب أحد كابلات الكهرباء الموجودة تحت الأرض في حي العوالي الواقع شرق مكة المكرمة، بعد أن تمت مباشرة الحادثة من قبل فرقتي طوارئ تابعتين لشركة الكهرباء.

وأوضح المهندس عبد المعين الشيخ، رئيس القطاع الغربي في الشركة السعودية للكهرباء، أن العطل الذي حدث كان نتيجة وجود كيبل مجروح ذي جهد منخفض تحت الأرض، الأمر الذي تسبب في تصاعد الأبخرة جراء الرطوبة، مشيرا إلى أن ذلك العطل طبيعي جدا في ظل حدوث أعطال في الشبكات تحت الأرض.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «قامت فرقتا الطوارئ التابعتان لشركة الكهرباء بفصل الخدمة فورا عن الكيبل المجروح والاعتماد على كيبل الخدمة البديل، غير أن ذلك لم يتسبب مطلقا بانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة المحيطة به»، مؤكدا أن الكيبل الكهربائي المتعطل لم يكن ذا جهد مرتفع.

وكان صوت دوي انفجار ونيران أشبه بالحمم البركانية في حي العوالي بمكة المكرمة، فجر أول من أمس، قد أثار مخاوف وهلع الأهالي، مما دفعهم لإبلاغ الجهات المختصة، بهدف دراسة الوضع وتقديم تقرير مفصل يفيد بأسباب الحالة. وأفاد شهود عيان حينها بأنه خلال الثلاثة أيام الماضية لوحظت تشققات في التربة والإسفلت، وظهور نيران أشبه بالبركان ودخان أسود داكن تارة وأحمر وأبيض تارة أخرى، إلى جانب خروج مياه غير معروفة المصدر داخل بدروم المنازل بشكل لافت. وترددت معلومات حول تحرّك خمس جهات حكومية في العاصمة المقدسة للوقوف على الحفرة الصغيرة التي تصاعدت منها الأدخنة، حيث قامت فرق من هيئة المساحة الجيولوجية والدفاع المدني وشركة الكهرباء والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، إضافة إلى إمارة منطقة مكة المكرمة، بالوقوف على الموقع، وأخذ عينات من الأتربة للعمل على تحليلها، وتحديد أسباب الانفجار وتصاعد الأدخنة.

وأبان الدكتور زهير نواب، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية، في تصريح سابق، بأن منطقة العوالي لا تعد منطقة بركانية، مستبعدا حدوث أي براكين، ولا سيما أن الحفرة ليست في مناطق جبلية، وإنما في أرض رسوبية خالية من الصخور. وكان من المفترض أن تخضع هيئة المساحة الجيولوجية عينة الأبخرة المتصاعدة من الحفرة إلى الدراسة، اعتبارا من اليوم (السبت)، إلا أن رئيس هيئة المساحة الجيولوجية أفاد خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس بأنه لا داعي من القيام بذلك، طالما أن الوضع قد انتهى.

من جهته، أكد العقيد جميل أبو أربعين، مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، على أن تلك الحادثة لا تعد الأولى من نوعها، حيث تم التعرف على مسبباتها من خلال الخبرة التي تم اكتسابها عن طريق التعامل مع مثل هذه الحوادث.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه الحادثة معروفة لدى جهاز الطوارئ، وعادة ما تعزى إلى التمديدات الخاصة بالصرف الصحي أو شبكة تصريف المياه والسيول أو حتى تمديدات الكهرباء». وأشار إلى أن مباشرة هذه الحوادث تتم ضمن حالات الطوارئ العادية التي يتم التعامل معها بشكل طبيعي، مبينا في الوقت نفسه أن انتشار الشائعات حول إمكانية فوران حمم بركانية تحت الأرض ناتج عن عدم التأكد من صحة المعلومة أو الرجوع إلى المصادر المعنية بالوضع.

ولفت مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة إلى أن المشكلة تتعلق بعطل كيبل كهرباء تحت الأرض، الذي تم تسليمه لشركة الكهرباء السعودية لتقوم بإصلاحه فورا، موضحا أن الموضوع لا يتعلق مطلقا بأي من المخاطر الجيولوجية.

وأضاف: «تمثل دور الدفاع المدني في انتقال فرقتين تابعتين له بهدف فحص موقع العطل وطلب الجهات ذات الاختصاص، حيث إنه بعد التأكد من ارتباطه بكيبل الكهرباء تم استدعاء فرق الطوارئ التابعة لشركة الكهرباء من أجل القيام بالحفر والإصلاح الفوري له».