«الأرصاد» لـ «الشرق الأوسط»: فرق تعمل على إعداد تقارير توقعات الطقس في الحج

استبعدت وجود فيضانات في السعودية.. وتخوف من «السيول المنقولة»

TT

أكد لـ«الشرق الأوسط» مسؤول في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة العمل على إعداد تقارير جوية للطقس المتوقع خلال موسم الحج المقبل، وذلك ليتم إعلانها وتعميمها وتحديثها للجهات العاملة في الحج، التي تأخذ هذه التوقعات بعين الاعتبار.

يأتي ذلك في وقت قللت الأرصاد من التحذيرات التي أطلقت مؤخرا عن سيول جارفة على بعض المناطق الجنوبية في السعودية، معتبرة أن تلك أمطار طبيعية نتيجة التقلبات المناخية.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» حسين القحطاني، الناطق الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد، «أن ما تمر به المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية من تقلبات مناخية عائد للفترة المطيرة السنوية لتلك المناطق، وأن الفرصة مهيئة لهطول أمطار غزيرة مصحوبة بسحب ركامية»، مشيرا إلى أن الرئاسة ترسل من وقت لآخر تقارير للجهات المعنية، وتصدر رسائل تحذيرية بحسب ما تقتضيه الحاجة.

وحول بعض التنبيهات التي تتداولها وسائل الإعلام حول فيضانات متوقعة، قال القحطاني: «لا يوجد في السعودية ما يطلق عليه فيضان، لأن الفيضانات في المناطق القريبة من الأنهار. إن كان من خطر فهو من السيول المنقولة، التي قد تكون في مناطق لم تسقط عليها الأمطار، ولكن الدفاع المدني يبلغ دوريا بذلك، ويتم اتخاذ اللازم». إلى ذلك قلل حسين ميرة، نائب مدير إدارة التحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد لـ«الشرق الأوسط» من الخطر من سقوط أمطار غزيرة على المواقع الجنوبية والجنوبية الغربية من المنطقة، ودعا السكان إلى عدم الانجراف وراء الإشاعات التي تطلقها بعض المواقع على شبكة الإنترنت، والعودة إلى موقع الرئاسة العامة للأرصاد للتأكد من المعلومات.

وأشار ميرة إلى حالة الطقس المتوقعة لهذا اليوم بقوله: «توجد تشكيلات من السحب تتخللها سحب ركامية قد تكون ممطرة، تسبق بنشاط في الرياح السطحية، وذلك على أجزاء من مناطق شمال المملكة، خاصة منطقة حائل، تمتد لتشمل منطقة المدينة المنورة ورفحا، كما تتهيأ الفرصة لتكون السحب الركامية على أجزاء من منطقة مكة المكرمة، خاصة المرتفعات منها، تمتد إلى مرتفعات الباحة، ويطرأ انخفاض ملموس في درجات الحرارة على مناطق شمال المملكة، يصحب ذلك بنشاط في الرياح السطحية وتدنٍّ في مدى الرؤية الأفقية».

وبالعودة للقحطاني فقد أكد «أن الرئاسة أصدرت تقريرها حول ملامح فصل الخريف لهذا العام»، وأشار التقرير الذي حصلت عليه «الشرق الأوسط» من موقع الرئاسة العامة للأرصاد، إلى أن بداية فصل الخريف لهذا العام في نصف الكرة الشمالي في الثالث والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث تتعامد الشمس على خط الاستواء، وتبدأ معدلات قيم الضغط بالنسبة لمستوى سطح البحر في الارتفاع، وبالتالي يبدأ منخفض الهند الموسمي في الانحسار، وتبدأ درجات الحرارة في الاعتدال النسبي خلال بداية الفترة، خاصة مناطق شمال المملكة (انخفاض من 3 - 7 درجات)، ويكون الانخفاض ملموسا أواخر الفترة على بقية المناطق.

وبمراجعة التقارير المناخية في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، فإن أعلى درجة حرارة عظمى سجلت خلال فصل الخريف كانت في حفر الباطن (48 درجة) يوم 16 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1991م، مكة المكرمة (47 درجة) أكتوبر (تشرين الأول) 1998م، وينبع (47 درجة) أكتوبر 2004م, كما سجلت مناطق شمال المملكة أقل درجة حرارة على محافظة طريف (- 6 درجات) يوم 28 نوفمبر عام 1992م, تبوك (- 6 درجات) يوم 27 نوفمبر 1977م, خميس مشيط (- 3 درجات) يوم 27 أكتوبر 1977م، كأدنى درجات حرارة صغرى. كما يتكون الصقيع خلال هذا الفصل، وكانت أقصى موجة صقيع سجلت على المناطق الشمالية في نوفمبر 1992م. ومن الملاحظ أيضا أنه مع امتدادات محور المنخفض الحراري (البحر الأحمر)، وتفاعله مع المنخفضات الحركية العابرة والمصحوبة بالجبهات الهوائية الدافئة في مقدمتها، والباردة في مؤخرتها، والمقبلة من شرق البحر المتوسط، التي تصاحبها كتل هوائية باردة متعمقة في طبقات الجو العليا (أخدود هوائي بارد)، كما تظهر الرياح النفاثة الشبه مدارية، ينتج عن ذلك تأثر معظم مناطق المملكة بالأتربة المثارة أو بالعواصف الترابية، في حين تتأثر مناطق غرب المملكة برياح جنوبية تسمى «الأزيب» أو «الأزايب»، وهي رياح حارة ورطبة ومغبرة تبلغ سرعتها ما يقارب (50 كلم/ساعة)، كما يصحب ذلك أحيانا هطول أمطار، بداية من مناطق شمال غربي المملكة, ولعلنا نتذكر بصورة خاصة الأمطار الغزيرة الجارفة التي هطلت على تبوك, الوجه وحائل عام 1984م، حيث سجلت حائل أعلى كمية هطول (214 ملليمترا) في شهر نوفمبر 1984م، والوجه (137 ملليمترا) عام 1996م، وتعرف هذه الأمطار في المناطق الشمالية بأمطار «الوسم»، حيث يقال إن أمطار هذه الفترة قليلة، ولكن تكون غزيرة إذا أمطرت، وقد تكرر في الأعوام الماضية هطول الأمطار الرعدية الغزيرة على حفر الباطن (147 ملليمترا) نوفمبر عام 2000م، والقيصومة (100 ملليمتر) أكتوبر 1997م، وفي رفحا (63 ملليمترا)، ومن الملاحظ أن نهاية فصل الخريف في المناطق الشمالية الذي يوافق شهر ديسمبر (كانون الأول) بداية «مربعانية الشتاء»، التي يشتد فيها البرد والرياح، وتكثر الغيوم ويتكون الصقيع والضباب.