مؤتمر في السعودية يبحث بناء استراتيجيات نمو الأعمال التقنية

تستضيفه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.. إثر نجاح برنامج «بادر» في تشجيع الابتكارات

ينتظر أن يسهم المؤتمر الثاني الدولي للحاضنات في دعم النجاح الذي حققه برنامج «بادر» لتشجيع الابتكارات. («الشرق الأوسط»)
TT

أفصح لـ «الشرق الأوسط» مصدر مطلع أن المؤتمر السعودي الدولي الثاني للحاضنات التقنية، الذي تحتضنه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ممثلة ببرنامج «بادر» لحاضنات التقنية، وتفتتح أعماله اليوم، لن يشهد عقد أي اتفاقيات تجارية على هامشه، معتبرا أن المؤتمر يهدف إلى رفع مستوى الوعي، وتشجيع المبادرات التقنية الفردية، وتبادل الخبرات والتجارب الدولية التي أثبتت نجاحها في مجال الحاضنات التقنية والترويج للابتكارات التقنية والأعمال الرائدة في هذا المجال.

وأكد الدكتور عبد العزيز الحرقان مدير برنامج «بادر» لحاضنات التقنية أن المؤتمر وإن كان يسعى إلى تشجيع الابتكار في مجالات التقنية الحديثة، والاستفادة من تطبيقاتها لدعم برامج التنمية الشاملة والاقتصاد المعرفي، والعمل على أن يكون المؤتمر حافزا للاستثمار في المشروعات التقنية على أساس علمي، فإنه لن يسعى لعقد أي اتفاقيات تجارية.

والحاضنات هي عبارة عن مؤسسات تدعم تأسيس وتطوير واستمرارية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مراحلها الأولى، عن طريق تقديم خدمات مساندة في تطوير العمل الإداري والتجاري وتوفير مقر إقامة، وكانت أول حاضنة أعمال يشهدها العالم تأسست في الولايات المتحدة الأميركية سنة 1959، ويوجد حاليا ما يربو على 7000 حاضنة حول العالم، تهدف إلى اختصار وتسريع عملية النمو الاقتصادي للمشاريع والأفكار التي تم إثبات إمكانية نجاحها، ليتم تحويلها إلى منشآت تجارية وخدمات ومنتجات.

وتحولت مبادرة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية من خلال «بادر» إلى برنامج وطني شامل يسعى إلى تطور وتشجيع ودعم الابتكار التقني في جميع أنحاء السعودية، وانطلقت مسيرة برنامج «بادر» عام 2008م، بإنشاء أول حاضنة وطنية سعودية، هي حاضنة «بادر» لتقنية المعلومات والاتصالات، بهدف تقديم الدعم والمساندة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في مراحلها الأولى.

ويضم المشروع حاليا خمس حاضنات تقنية هي حاضنة لتقنية المعلومات والاتصالات، وحاضنة التقنية الحيوية، وحاضنة تقنية النانو، وحاضنة الطاقة.

وتجلى نجاح البرنامج من خلال حاضنة «بادر» لتقنية المعلومات والاتصالات في احتضان أكثر من 30 مشروعا خلال العام 2009م، باستثمارات تجاوزت أكثر من 150 مليون ريال.

وتقدم «بادر» عدة برامج للمساعدة في التمويل، أولها منح قرض بالتعاون مع بنك التسليف والادخار السعودي حيث يقدم البنك قروضا للمنشآت المحتضنة حسب احتياجاتها وفقا لطبيعتها وحجمها وبناءً على خطة العمل النهائية المعتمدة من الحاضنة، إضافة إلى التمويل بالمشاركة في رأس المال، على غرار صندوق مال أسسته شركة الاتصالات السعودية خصيصا لدعم نشاط «بادر» لتقنية المعلومات والاتصالات.

وقدم البرنامج ما يزيد على 13 من ورش عمل نسائية تهدف إلى مساعدة صاحبات الأفكار التجارية في تطوير أفكارهن وتزويدهن بمنهجية علمية، حيث استفادت من هذه الورش ما يزيد على 276 سيدة، إلى جانب استقبال البرنامج 23 سيدة في برامج ما قبل الاحتضان، حيث احتضن أربعة مشاريع تجارية نسائية لدى حاضنة «بادر» لتقنية المعلومات والاتصالات.

من جهة أخرى يستقبل المؤتمر السعودي الدولي الثاني للحاضنات التقنية 10 من الخبراء الدوليين في مجال الاستثمار في المجال التقني وإدارة المشروعات التقنية، وذلك ضمن فعالياته.

وأوضح الحرقان أن الخبراء المشاركين يمثلون نخبة من المتخصصين والتنفيذيين ومؤسسي عدد من المشروعات وحاضنات الأعمال التقنية في العالم، والذين تم اختيارهم بناء على المحاور التي يناقشها المؤتمر والخاصة بالابتكار التقني وحماية الملكية الفكرية.

وأبان الحرقان أن المؤتمر السعودي الثاني للحاضنات التقنية يناقش 4 محاور رئيسية، تبحث في الابتكارات التقنية والريادة في مجال التقنية، وعوامل النجاح الأساسية لأصحاب المشاريع التقنية واستراتيجيات نمو الأعمال التجارية التقنية، والاستثمار في مجال التقنية، وقضايا التمويل للمشروعات التقنية، ودعم شبكات الأعمال التجارية، وحاضنات التقنية، وسبل توفير منصة تعليمية لمديري وموظفي الحاضنات التقنية وصانعي السياسات.

ويضيف الحرقان «تتضمن أعمال المؤتمر ثلاث ورش عمل وتستهدف مديري وموظفي ومطوري الحاضنات، وتنمية قدراتهم في تسويق الحاضنة، وابتكار المشاريع وريادة الأعمال لدى المبتكرين والباحثين وأصحاب المشاريع التقنية، بالإضافة إلى تطوير أداء القائمين على الحاضنات من خلال مناقشة آليات تخطيط وإنشاء حاضنات الأعمال».

وفي السياق ذاته اختتمت الأربعاء الماضي ورش العمل لتنمية قدرات مديري حاضنات التقنية والموظفين العاملين بها، بمشاركة الخبير الدولي جوليان ويب، الرئيس المؤسس لشركة «مشاريع كريدا» الاسترالية، وهدفت الورشة، التي استمرت لمدة أسبوع، إلى ترسيخ مفهوم ريادة الأعمال والمناخ الملائم لرواد الأعمال التقنية، وتنمية روح المبادرة وابتكار المشاريع وآليات إدارة وتسويق الحاضنات التقنية، من حيث الموارد المالية والبشرية والهياكل التنظيمية واستراتيجيات التطوير، وشارك فيها عدد من مديري وخبراء حاضنات الأعمال من جميع أنحاء السعودية.

يشار إلى استمرار ورش العمل بعد انتهاء أعمال المؤتمر، وبمشاركة عدد من المدربين الدوليين أصحاب الخبرات العلمية والتطبيقية في تأسيس وإدارة حاضنات الأعمال التقنية في دول العالم.