أسباب مالية تعوق ولادة الصحيفة الثانية في الشرقية.. ورئيس تحريرها يؤكد زوال الغمة قريبا

السديري: مكتب فارغ بجوار مكتب رئيس التحرير في انتظاري بعد التنحي لأتحول إلى كاتب للرأي

تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض يحيي الإعلاميين الحاضرين أمسية «إعلاميو الرياض» («الشرق الأوسط»)
TT

أرجع قينان الغامدي، رئيس تحرير صحيفة «الشرق»، المرتقب صدورها في المنطقة الشرقية، تأخر الصدور لأسباب مالية، ربطها في الوقت ذاته بالأزمة المالية العالمية، مكتفيا بأن هناك إشكاليات تتمحور حول جمع رأس المال المطلوب.

لكن الغامدي عاد وأكد أن الصحيفة ستصدر وسيتم تجاوز الإشكاليات المالية التي تؤثر على عدم صدورها حتى الآن. ولمح إلى رغبة الصحيفة في استقطاب عدد من الصحافيين السعوديين من الجنسين، من المؤهلين علميا ومهنيا للعمل في الصحيفة.

وفي ذات السياق، فجر رئيس تحرير صحيفة «الرياض» السعودية، تركي السديري، مفاجأة من العيار الثقيل، بعد إفصاحه عن تجهيز مكتب خاص، بجانب مكتب رئيس التحرير في الصحيفة التي يديرها، لكنه قال إن ذاك المكتب سيكون لتركي السديري الكاتب، وليس رئيس التحرير.

وكان نبأ مغادرة السديري رئاسة تحرير «الرياض»، وجبة دسمة لبعض من الصحف الإلكترونية الناشئة ورسائل الجوال.

وأعلن السديري في أمسية يقيمها إعلاميو «الرياض»، بحضرة عدد من الزملاء الصحافيين، عن رفض مجلس إدارة المؤسسة الناشرة للصحيفة استقالة السديري، الذي أبلغ بنيته في التحول من مكتب رئيس التحرير إلى مكتب الكاتب تركي السديري، في إشارة منه إلى رغبته في التفرغ للكتابة بعد الابتعاد عن كرسي رئاسة تحرير «الرياض»، التي ترأسها لعدة عقود.

وبالعودة ثانية إلى تصريحات قينان الغامدي فيما يتعلق بظهور الصحيفة المرتقبة في الشرقية، فقد وصف ترقب ظهورها بـ«مرحلة الانتظار المرهق»، وهو ذات الشعور الذي لازمه إبان ظهور صحيفة «الوطن»، التي تبوأ كرسي رئاسة تحريرها لعامين قبل صدورها، وعامين بعد الصدور.

وقال: «التخوف قائم، والقلق قائم، وخوفي وقلقي أكبر مما كان عند تأسيس وإصدار صحيفة (الوطن)».

من جانب آخر، لم يخف الغامدي إعجابه بالصحف الإلكترونية، لكنه أكد ضرورة تبني البعض منها لـ«الجدية» فيما يطرح فيها من مواد صحافية، تركز على ما هو مثير، وفقا لتعبيره.

وتطرق في حديثه إلى بعض من الهواجس التي يتسبب فيها ظهور ثورة الاتصالات والإنترنت والفضائيات، التي يعتبرها مشبعة لفضول القارئ والمتابع، واعتبر في ذات الوقت أن صناعة الصحافة الإلكترونية، لا يمكن نجاحها دون إمكانات مادية كبيرة، وكوادر بشرية محترفة.

وتطرق قينان الغامدي إلى الخطوة الأولى في طريق مسيرته الإعلامية، التي شابها الكثير من الأحداث، واستذكر تلك الفترة التي عمل فيها مراسلا للكثير من الصحف حين كان طالبا في كلية المعلمين في الطائف، وحتى عمله مدرسا في مدارس الطائف وجدة لقرابة 4 سنوات.

وسلط الضوء على تسلمه رئاسة تحرير صحيفة «البلاد» لمدة عامين، وهي المرحلة التي سبقت رئاسة تحرير الزميلة «الوطن»، واعتبر تجربة رئاسته لتحرير «البلاد»، أصعب من أي تجربة أخرى، جراء مرور الصحيفة بأوضاع وظروف تسببت مؤخرا في تدني مستوى الصحيفة.

وعودة إلى حديث السديري، الذي يتبوأ بالإضافة إلى كرسي رئاسة تحرير صحيفة «الرياض»، منصب رئيس مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين، فقد اعتبر أن ما يعوق ويسقط الصحيفة هو سوء الإدارة، واستشهد بتجربة صحيفة «عكاظ» التي رأى أنها كانت على مشارف السقوط قبل أعوام، على الرغم من تألقها منذ صدورها، بسبب خسائر مادية كادت تهوي بالصحيفة.

وبالرجوع إلى الغامدي، فإنه يرى أن أوضاع الصحافة العالمية الورقية تسير في نجاح في بعض الدول الأوروبية وأميركا، لا سيما أن صحفا أجرت تغييرات وتطويرات على نسخها الورقية، وحققت قفزات كبيرة، ورغم أن الأزمة المالية العالمية أربكت البعض منها، لكنها لا تزال باقية بعوائد إعلانية لا يستهان بها.

ولا تزال الصحف الورقية، في نظر الغامدي، هي الأقوى، لاستحواذها على أسواق الإعلانات، التي باتت سوقا مهمة لوسائل الإعلام بمختلف توجهاتها، وقال هنا: «قد تجري بعد عام أو عامين دراسة تؤكد نتيجتها أن الصحافة الورقية في طريقها إلى الزوال».