الدفاع المدني بمكة يعلن تخوفه من إقامة محطات «الديبوت» في عرفات لملاصقتها لمجرى سيل «نعمان»

قال إن القلق مستمر حتى يحسم بدراسات هيدرولوجية

جانب من المشاعر المقدسة أثناء هطول الأمطار عليها العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

أبدت إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة تخوفا من وقوع محطات صيانة القطارات في عرفات بالقرب من سيل وادي نعمان، مبينة تمسكها برأيها حتى يأتي من يدحض تلك المخاوف من خلال دراسات هيدرولوجية من جهات رسمية ومعتمدة وذات دراية، وموضحة أن لديها جهازا لتحليل المخاطر تنطلق وتتحرك من خلاله.

وأوضح جميل أبو أربعين، مدير عام إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة، أن «المخاطر التي رصدها الدفاع المدني بشكل عام بالأودية التي تمر بالعاصمة المقدسة تم تحديدها، وتم تحديد الأحياء والمناطق التي من الممكن أن تتعرض لخطر السيول، ورفعت إلى مقام إمارة منطقة مكة المكرمة، وتم تحويلها إلى أمانة العاصمة المقدسة بحسب توجيهات إمارة المنطقة لإعادة المعالجات اللازمة، ونرجو من الإخوة في إدارة السيول اتخاذ الإجراءات الصحيحة».

وأضاف: «نحن في إدارة الدفاع المدني من خلال تحليلنا للمخاطر يتم توجيه جهات الاختصاص، وما يتعلق بمهامنا الرئيسية من أعمال إنقاذ وتدخل، هذه طبعا من خلال خطط عملياتية معتمدة من الجهات المختصة، وعلى رأسها إمارة منطقة مكة المكرمة».

وأبان أن «هناك تخوفا من قبل الدفاع المدني على موقع صيانة القطار، قد يدحضه أو يرد على هذا التخوف إذا كانت هناك دراسات هيدرولوجية من جهات معتمدة، وطبعا هيئة القطار قدمت هذه الدراسات ونرجو أن تكون جيدة».

وكانت الرئاسة العامة للأرصاد توقعت في تحليلها للملامح المناخية لفترة الشهرين المقبلة تأثر مناطق غرب السعودية بحزام منطقة عدم الاستقرار نتيجة تلاقي الرياح الجنوبية المصاحبة للكتل الهوائية الدافئة والرطبة مع الرياح الشمالية الغربية الجافة والباردة نسبيا، حيث تظهر الرياح النفاثة وتأخذ هذه الظاهرة طابع الاستمرارية والعنف.

وأشار التقرير إلى أن العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة التي هطلت على مناطق غرب السعودية من الوجه إلى القنفذة خلال ذات الفترة من العام الماضي، والتي استمرت عشرة أيام متواصلة، وما رافقها من رياح سطحية شديدة، وصلت سرعتها إلى 90 كلم في الساعة.

كما ربطت الرئاسة بين هذه التحاليل وما تأثرت به هذه المناطق العام الماضي من أمطار غزيرة بلغت كميتها في محافظة جدة خلال ساعتين 70 ملم، وهو ما اعتبرته الرئاسة كميات غزيرة بالنسبة إلى هذه الفترة الزمنية، مشيرة إلى أن مثل هذه الظواهر الجوية تحت الدراسة والبحث من قبل خبراء الرئاسة.

وأشار التقرير كذلك إلى الأمطار الغزيرة والجارفة التي هطلت على تبوك والوجه وحائل عام 1984م، وهي التي تعرف بأمطار الوسم التي تكون عادة غزيرة إذا أمطرت، مشيرة إلى أنه تكرر في الأعوام الماضية هطول الأمطار الرعدية الغزيرة على حفر الباطن والقيصومة ورفحاء، كما يلاحظ أن في نهاية فصل الخريف في المناطق الشمالية الموافق لشهر ديسمبر (كانون الأول) تشتد برودة الطقس والرياح والصقيع.

وشمل تقرير الرئاسة الحديث أهم البيانات القياسية المسجلة لمحطات الرصد الجوي من عام 1985 إلى عام 2009 إضافة إلى عدد من الملامح الجوية المتوقع حدوثها خلال الفترة المقبلة، وهي التي تعتمد عليها الجهات الحكومية المختصة كثيرا لدى إعدادها لخططها الموسمية، خصوصا في فترة الحج وموسم الشتاء الذي يكون عادة موسما مطيرا على معظم مناطق السعودية، كما أن الرئاسة تقوم بتحليل وبيان التوقعات الجوية والمراقبة البيئية والتحذيرات المبكرة عن الظواهر الجوية الشديدة على مدار الساعة وإصدار توقعات يومية لبعض مدن المملكة لمدة خمسة أيام، ويتم تحديث ذلك يوميا عبر موقع الرئاسة الإلكتروني.