«درة العروس» تتحول إلى مقر نقاش ومواجهة للانحرافات الفكرية لدى الشباب

بمشاركة 35 باحثا ومختصا من العلماء وكبار المسؤولين

الدراسة تبحث آثار التقنية والإنترنت على الشباب السعودي («الشرق الأوسط»)
TT

تحولت أمس درة العروس، المدينة السياحية شمال جدة، إلى مقر نقاش وحوار ومواجهة للانحرافات الفكرية لدى الشباب، وهو الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

وأوضح عبد الله الجميلي، المشرف على الشؤون الإعلامية بالجامعة الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» أن الجامعة تقدم 35 باحثا في ورشة عمل لدراسة الانحرافات الفكرية لدى الشباب السعودي، بتكلفة بلغت 700 ألف ريال، مشيرا إلى أن ورشة العمل التي ينظمها الفريق العلمي لدراسة «الانحرافات الفكرية لدى الشباب السعودي، دراسة استراتيجية ميدانية على المجتمع السعودي» تهدف إلى تسليط الضوء على واقع الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي.

وأضاف أن ورشة العمل التي دشنت أعمالها أمس، ومن المقرر أن تنتهي غدا الخميس، تبحث في بناء استراتيجية وطنية لمعالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي بعنوان «التعامل الأمثل لمعالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي»، بمشاركة خمسة وثلاثين باحثا ومختصا من العلماء وكبار المسؤولين والأكاديميين والمهتمين بقضايا الفكر والشباب في المجتمع السعودي، لمحاولة دراسة هذا الوضع من خلال محاور وجلسات متعددة.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد الرحيم بن محمد المغذوي، رئيس الفريق العلمي للدراسة، أن الورشة يشارك بها مختصون من مختلف الجهات المعنية وأعضاء في مجلس الشورى ووزراء سابقون، وتسعى إلى مناقشة المواضيع المتعلقة بالانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي من جوانب متعددة، ومن ثم وضع تصور مقترح لخطة استراتيجية لمعالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب.

وقال المغذوي: «إن الفريق العلمي يعكف على مشروع الدراسة منذ عام ونصف العام، وهي إحدى الدراسات التي تحظى باهتمام الجامعة لما لها من أثر متوقع على تشخيص مشكلة الانحرافات الفكرية وعلاجها». وأضاف المغذوي أن دراسة الانحرافات الفكرية تبحث مشكلة استهداف الشباب السعودي ودفعه إلى الانحراف الفكري، والآثار المدمرة للانحراف الفكري دينيا وتربويا واجتماعيا واقتصاديا ونفسيا، وقصور بعض المعالجات الفكرية من مختلف الجوانب النظرية والعملية وبناء الاستراتيجيات لواقع الانحراف الفكري لدى الشباب السعودي، فيما يمكن لعدد من الجهات الاستفادة من نتائج الدراسة، كقطاع الشباب السعودي، والقطاعات الحكومية المعنية بقضايا الشباب السعودي، والجهات الخيرية والمجتمعية الأخرى التي لها صلة بقضايا الشباب السعودي.

وبين أن الدراسة تهدف إلى التعرف على المفاهيم المتعلقة بالانحرافات الفكرية، وبيان أنواعها وأسبابها، وإيضاح عناية الشريعة الإسلامية بها، وبيان واقعها لدى الشباب السعودي، وإيضاح آثار وسبل معالجة الانحرافات الفكرية، واقتراح استراتيجية وطنية لمعالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب السعودي، مبينا أن الدراسة تحاول الإجابة عن الأسئلة حول واقع الانحراف الفكري لدى الشباب السعودي، وآثاره وسبل علاجه والاستراتيجية الوطنية المقترحة لعلاجه.

وأضاف رئيس الفريق العلمي للدراسة قائلا: «تقتصر الدراسة على دراسة ظاهرة الانحراف الفكري فقط دون غيرها من الانحرافات، كما تقتصر على تنفيذها لدى الشباب السعودي فقط، وتشمل عينات من مناطق متعددة في السعودية، اعتمادا على منهج البحث التاريخي، ومنهج البحث الوصفي التحليلي».

وقال إن الإطار النظري من الدراسة يضم في الفصل الأول مباحث حول المقصود بالانحرافات الفكرية وأنواعها ودرجاتها وأهدافها وسماتها ومظاهرها ومعاييرها، وتناقش إشكالاتها، وتبحث في فصل آخر الجذور التاريخية للانحرافات الفكرية وواقعها في مجتمع المملكة، كما تناقش الدراسة مصادر الانحرافات الفكرية لدى الشباب داخليا وخارجيا، وتعرض أسباب الانحرافات الفكرية لدى الشباب، وتبحث المحددات المفسرة لمسالك الانحراف الفكري لدى الشباب، وتقنية الإنترنت وآثارها السيئة على الانحرافات الفكرية لدى الشباب السعودي، وموقف الشريعة الإسلامية من الانحرافات الفكرية لدى الشباب، والأمن الفكري وأهميته في حفظ الشباب في المجتمع السعودي وحمايته من الانحراف، ومسؤولية قطاعات المجتمع السعودي وجهوده في معالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب، وآثار الانحرافات الفكرية لدى الشباب وسبل علاج الانحرافات الفكرية، وفي الجانب الميداني تطبق الدراسة على عينة مختارة وفق أسس منهج البحث العلمي.

وأشار إلى أن الفريق العلمي للدراسة يسعى إلى وضع استراتيجية وطنية مقترحة لمعالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب في مجتمع السعودي، وخطة لتنفيذ الاستراتيجية على مراحل تبدأ بالتخطيط لمواجهة الانحرافات الفكرية، ثم التنظيم، فالتنفيذ العملي لخطط وبرامج معالجة الانحرافات الفكرية، وتلي ذلك وسائل تنفيذ المعالجة، ورصد النتائج والتحليل والتقويم.