جازان: عدد من القرى الحدودية تعيش دون كهرباء منذ أسبوع

محافظ الحرث لـ«الشرق الأوسط»: إجراء أمني مؤقت

TT

يعيش عدد من القرى الحدودية بمحافظة الحرث بجازان في ظلام دامس منذ أسبوع، بعد أن قررت شركة كهرباء المنطقة الجنوبية فصل التيار الكهربائي عنهم.

وأبلغ عدد من سكان قرية الداسة الواقعة في غرب محافظة الحرث «الشرق الأوسط» أن فصل التيار الكهرباء تم يوم الأربعاء الماضي ودون سابق إنذار.

وأفاد محمد قحل، وهو أحد قاطني قرية الداسة، بأن شركة الكهرباء أبلغتهم أن فصل التيار الكهربائي جاء استجابة لقرار من إمارة المنطقة. وأضاف قحل قائلا «يريدون إجبارنا على إخلاء قرانا التي تقع بالقرب من المنطقة العسكرية المحظورة، رغم أننا نبعد عنها بعدد من الكيلومترات ونوجد خارج نطاق عمل الجيش واللجان الأمنية المشتركة».

والمنطقة العسكرية المغلقة هي تلك القرى التي تقع على بعد 10 كيلومترات من الحدود اليمنية - السعودية في محافظة الحرث بجازان وجرى إخلاؤها بعد المواجهات العسكرية مع متسللين محسوبين على حركة التمرد الحوثي في اليمن في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.

«الشرق الأوسط» تواصلت مع محمد الشمراني، محافظ محافظة الحرث، الذي قال بأن هذا الإجراء تم اتخاذه لحمل المواطنين على مغادرة قراهم حيث يرى أن وجودهم في هذه القرى يعيق عمل لجان الحصر وتقييم الأضرار إضافة إلى ما تشكله المخلفات العسكرية في هذه المناطق من خطر على أرواح القاطنين. مفيدا بأن هذا القرار هو إجراء مؤقت في سياق الإجراءات التي أعقبت المواجهات العسكرية في المنطقة، وأن العمل على إعادة أهالي تلك القرى يتم العمل على إنهائه، مضيفا «لا نريد أن نهجر أحدا من منزله، ولكن الوضع الأمني يفرض هذا الإجراء».

من جانبه يقول موسى فقيهي، وهو أحد قاطني القرى المتضررة من هذا الفصل، «إذا كان القرار يأتي لمصلحتنا فلماذا تم فصل التيار دون إنذار سابق»، متهما محافظة الحرث باتخاذ القرار بصورة ارتجالية. حيث يؤكد فقيهي أن القرى التي تم قطع التيار الكهربائي عنها، لم تكن يوما من الأيام مسرحا للعمليات العسكرية ولم تتضرر بأي شكل من الأشكال وتبعد عن الشريط الحدودي مسافة 14 كيلومترا على الأقل، وهو ما يجعلها خارج منطقة الـ10 كيلومترات التي توجد بداخلها القوات العسكرية ويجري إعادة تأهيلها.

ويضيف فقيهي قائلا «بعد عودتنا إلى منازلنا في شهر يوليو (تموز) الماضي جاء توجيه من إمارة منطقة جازان بأن إخلاء هذه القرى لا يخدم أي جهة حكومية، وأنه لا مانع من بقائهم حيث يقطنون خارج مسرح العمليات».

وتأتي أحداث هذه القصة كإضافة إلى ملف النازحين المتشعب في منطقة جازان. حيث غادر جميع سكان محافظة الحرث، الذين يقارب عددهم الـ50 ألف مواطن، قراهم مع اندلاع المواجهات العسكرية في نوفمبر الماضي، وبعد أن هدأت الأوضاع الأمنية عادت مجموعة من القاطنين في القرى البعيدة عن مسرح العمليات إلى مساكنهم قبل 4 أشهر من الآن قبل أن يجدوا أنفسهم دون كهرباء ومن غير سابق إنذار كإجراء لإجبارهم على المغادرة. وفي حين يتم العمل على إنشاء 6 آلاف وحدة سكنية للنازحين في جازان، يواجه الكثير منهم صعوبات في إيجاد مساكن مؤقتة في ظل ارتفاع أسعار إيجار الشقق وعدم توفر عقارات كافية لاحتوائهم، إضافة إلى توقف الدفاع المدني عن إيواء النازحين على نفقته وتحويل ملفهم إلى وزارة المالية، حيث يتم صرف مبلغ 5 آلاف ريال لكل أسرة شهريا كبدل للإعاشة والسكن.