معرض شباب وشابات الأعمال.. «التميز» يتفوق على «التقليد» بعوائد تفوق 500 ألف ريال سنويا

مليونا ريال تكلفة المعرض.. و1500 للمشاركة

المصنوعات اليدوية حضرت في المعرض بقوة (تصوير: سلمان المرزوقي)
TT

قدر القائمون على تنظيم معرض شباب وشابات الأعمال الذي انطلقت فعالياته أول من أمس في جدة، التكلفة الإجمالية لتنظيم المعرض بنحو مليوني ريال، تكفلت بنحو 1.2 مليون ريال منها إحدى الشركات المنظمة، في وقت قدر فيه خبراء لـ«الشرق الأوسط» متوسط رأس المال لتلك المشاريع بنحو 30 مليون ريال.

وأكد عبد الرحمن القاضي، عضو لجنة شباب الأعمال رئيس اللجنة المنظمة لمعرض شباب الأعمال، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة 300 شاب وفتاة بمشاريع صغيرة ومتوسطة برسم بلغ 1500 ريال، مشيرا إلى أن الرسم يعد رمزيا لدعم المشاركين وعرض مشاريعهم، وإتاحة الفرصة لهم للاحتكاك برجال الأعمال والمهتمين.

ومن داخل أروقة المعرض، تفوقت الفتيات على الشبان في تقديم مشاريع متنوعة. ففي الوقت الذي تركزت فيه معظم المشاريع الشباب على جوانب البيع بالتجزئة والتقنية وخدمة السيارات، برزت على الجانب الآخر مشاريع الفتيات في جوانب الديكور والأزياء والتصميم والبيع والتسويق الإلكتروني وبرامج الأسر المنتجة. كما قدمن مشاريع تعتمد على جانب الإنتاج والتصنيع من داخل المنزل.

وهنا علقت رانية سلامة، وهي رئيسة لجنة شابات الأعمال وعضو اللجنة المنظمة للمعرض، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قائلة: «إن اللجنة تبنت خلال الفترة الماضية دعوة الشابات والشباب في الوقت نفسه، لتقديم البرامج الرائدة والمميزة، والبعد عن جانب التقليد والمحاكاة للماركات العالمية في الأزياء والموضة».

وأشارت سلامة إلى تجارب وصفتها بـ«الناجحة» للمشاركين، وذلك في مجالات العقارات والمقاولات والتسويق الإلكتروني، وقالت: «إن هذه المشاريع حققت رواجا واسعا ونتائج تجاوزت إيراداتها 500 ألف ريال سنويا، وهي في طور النمو لتميزها بجانب الابتكار وتقديم الجديد».

وفي ما يخص المعرض، أكدت سلامة أن الإعداد بدء منذ 6 أشهر، «واجهنا خلالها الكثير من الصعوبات بسبب دخول مواسم الإجازة في رمضان والعيد والصيف، إلى جانب البدء في استقبال الدعوات التي شرعنا في استقبالها قبل نحو شهر من تدشين المعرض».

من جهته قال أيمن طارق جمال رئيس لجنة شباب الأعمال: «نحرص من خلال المعرض على المساهمة في مواجهة تحدِّ كبير تواجهه السعودية، يتمثل في إيجاد فرص وظيفية للشباب»، وأضاف: «إن دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة يعد محفزا لفرص العمل، وهو ما جربته دول أخرى نجحت في تقليل نسبة البطالة بين شعوبها»، مدللا بالصين وسنغافورة والهند.

وتابع: «نسعى في المعرض إلى تقديم نماذج مشرفة من شباب وشابات أعمال بدأوا مشاريعهم في معرض شباب الأعمال الأول، وأصبح لديهم حاليا ما يزيد على 50 موظفا، محققين إيرادات تتجاوز 10 مليون ريال».

وأشار جمال إلى أنه سيتم دعوة شباب أعمال مبتدئين لعرض مشاريعهم الواقعة تحت التأسيس، بهدف عرضها على مستثمرين للاستثمار في مشاريعهم، إذا اتفقت مع متطلبات هؤلاء المستثمرين، ستوجد فيه شركات مالية وصناديق مدعومة من قبل الدولة، لتقديم التمويل للمشاريع الصغيرة، يصل حدها الأقصى لبعض الصناديق إلى مليوني ريال سعودي.

إلى ذلك، أوضحت الدكتورة منيرة العلولا نائب المحافظ للتدريب التقني لشؤون البنات، أن مشاركة المعهد التقني تأتي في إطار الحرص على مشاركة بنات التدريب التقني، لاستعراض التقدم الملموس في دعم المشاريع التي تسهم في رقي شابات الأعمال في المجتمع، وبالأخص شابات التدريب التقني اللاتي تخرجن بإبداعاتهن المبتكرة وأفكارهن المميزة، وتفردهن ببعض الأعمال الخاصة، مستفيدات من الدعم الذي تقدمه المؤسسة من خلال بنك التسليف والادخار السعودي، مستعرضات نجاحاتهن في مشاريعهن الخاصة وطرق تنميتها والخطط التي ساعدتهن على الاستمرار والنجاح في ذلك.

من جهتها أكدت نيقار جان عميدة المعهد العالي التقني للبنات بجدة أن عددا من خريجات مركز تنمية المنشآت الصغيرة للبنات بجدة عملن على عرض منتجاتهن الخاصة لتحقيق رسالة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في إعداد وتأهيل سيدات المجتمع لافتتاح مشاريعهن الخاصة مما يسهم في دعم عجلة الاقتصاد الوطني، موضحة أن المركز في جدة قدم 19 رائدة في مجالات مختلفة من المشاريع الصغيرة من خلال دورتين، أبدت الرائدات في مشاريعهن نضوجا واضحا رغم ما يواجهنه حاليا من صعوبة في إجراءات تسلم القروض، مؤكدة أن وجودهن في المعرض أكد مدى الرغبة والموهبة في تقديم رسالة شابات الأعمال. وأضافت جان أن المعرض حرص في أحد أركانه على عرض منتجات المتدربات من خريجات المعهد، التي أضحت منافسة للمنتجات في السوق المحلية.

من ناحيته أكد الدكتور علي بن ناصر الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أن المؤسسة ستساعد نحو 10 آلاف شاب بالتعاون مع معاهد «ريادة» لتأسيس مشاريع صغيرة ومتوسطة من خلال هذه المعاهد بحلول عام 2015.

وأشار الغفيص إلى أن المعرض يفتح أبوابا للتواصل بين شباب الأعمال وشابات الأعمال في المجتمع، كما يسهم في بناء شبكة اتصال بين شباب الأعمال في مختلف أنحاء المملكة، بالإضافة إلى أنه يساعدهم على إيجاد الدعم والرعاية المناسبة لمشاريعهم وأعمالهم ليرتقوا بها حتى تتحول إلى شركات كبرى بدورها في المستقبل، كما يمثل قناة للتواصل مع شباب الأعمال وشركات القطاع الخاص.

وكان الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة افتتح أول من أمس معرض شباب الأعمال، وأشار محافظ جدة في كلمة ألقاها إلى أن النجاح في مجال الأعمال يستند دائما إلى الخطوات الأولى، «ولأن الأفق في عالم الاقتصاد والإنتاج يمتد بلا نهاية، فإن المشاريع الصغيرة والأفكار الناشئة والإبداعات التي تمثل دائما نقطة الانطلاق إلى عالم الأعمال بكل معطياته وتحدياته، ما دامت هناك إرادة قوية وثقة في النجاح».

وأضاف الأمير مشعل: «أعتز بما يتضمنه المعرض من إنتاج وإبداع، وأتمنى للمشاركين والمشاركات توفيقا دائما ونجاحا يتواصل مع الأيام».

إلى ذلك، يجد الزائر مشاريع فريدة تأسست وفق أفكار لا تحتاج إلى رؤوس أموال، حققت في المقابل ريادة وأرباحا واسعة، كمشروع «يور كرافت» الذي تتلخص فكرته في تصميم غرف ديكور الأطفال، ويقوم عليه ثلاث شقيقات: «سلوى، وعائشة، ومريم الكاف». وذلك عبر استغلال مواهبهن في الرسم والتصميم المنزلي من خلال عقد اتفاقيات مع بعض المنشآت لتوفير المواد الخام، بدأ ذلك منذ أربع سنوات وحقق المشروع نجاحا لهن، وتجاوز تصميم بعض الغرف 20 ألف ريال.

وأيضا شاركت آلاء أختها سارة التاج في تقديم منتجاتهما وتسويقها في خطوة كبرى لتدشين مركز كبير خاص لمنتجاتهما وتحت شراكتهما.

وعلى الجانب الآخر وقف التمويل حجر عثرة أمام نجاح بعض المشاريع واقتصرت المشاركة في البازارات والمعارض، فشكت من ذلك وعد العنبسي ذات الـ29 ربيعا، والتي قالت إنها ومنذ 6 سنوات تحاول الحصول على قرض من بنك التسليف لتمويل مشروعها، إلا أن كل محاولتها فشلت بسبب عدم وجود الكفيل وفق الشروط التي وضعها البنك، وهو الأمر الذي جعلها عرضة للمساومة من البعض بالمشاركة في المشروع، ووصل الأمر حتى بطلبات الزواج من البعض الآخر.

ومن جانبه قدم المهندس رواحة الخطيب سجادة إلكترونية رقمية تشير إلى عدد السجدات والركعات وتجنب المصلي عليها الخطأ والنسيان في عدد الركعات، وسجل الخطيب هذا المنتج كبراءة اختراع، وبدأ تسويقه بشكل شخصي، وأشار إلى أن فكرته لهذا المنتج تولدت من خلال معانة والده في النسيان عند الصلاة.