شرط «المحرم» يعوق العمل الميداني للمهندسات السعوديات

بعضهن يتجاوزن ذلك بإحضار فريق لمواقع العمل

TT

رغم التقدم المهني الذي حققته المهندسات السعوديات في التصميم الداخلي والمعماري، فإن العوائق الاجتماعية ما زالت حجر عثرة في طريق بعضهن، إذ كشفت مهندسات لـ«الشرق الأوسط»، عن أنهن يواجهن طلبات من بعض العملاء بإحضار «محرم» معهن إلى مواقع العمل أو فريق مرافق، على خلاف المهندس الرجل الذي يحضر بمفرده لاستكمال متطلبات العمل الميداني.

وتؤكد ذلك المهندسة فاطمة زادة، مالكة معرض «فنون زادة» بالقطيف، خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، قائلة: «تواجه السيدات بعض الصعوبات في العمل إذا طلب منها معرفون من محارمها»، وتضيف: «حتى لو كانت كاشفة وجهها، لا يمنع ذلك من المعرفين!»، متأملة تحسين بيئة العمل لمهندسات ومصممات الديكور السعوديات بما يتوافق مع ظروف المهنة ميدانيا.

بينما توضح المهندسة نورة مختار، من مكتب «الرائد للاستشارات الهندسية المعمارية» بالخبر، أن المهندسات السعوديات «عادة لا يفضلن الخروج بمفردهن لمواقع العمل، ومن الممكن أن ترافقهن إحدى زميلات المهنة»، قائلة: «ما زال العمل الميداني للمهندس الرجل أفضل من المهندسة المرأة، من ناحية التعامل مع العملاء أو حتى في موضوع اللباس»، مشيرة إلى مقترح سابق بارتداء «يونيفورم» رسمي يميز المهندسة ويسهل لها مهام التنقل والوجود في مواقع العمل بأريحية.

وهنا تقول مصممة الديكور انتصار المحسن: «لم أتعرض إلى هذه المواقف في عملي ولكن جميع صاحبات الأعمال المختلطة كالديكور وغيره لا تستطيع صاحبته أن تجلس على مكتبها بمفردها، بل يجب أن يكون هناك موظف أو أحد محارمها خوفا من (الاختلاط)، علما بأن جميع محلات الديكور تكون واجهاتها من الزجاج وتكون شبه مفتوحة كالأماكن العامة».

وتنقد المحسن في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، حاجة المهندسات السعوديات إلى التحرك الميداني بمعية المحرم، وفق مفهوم «ولي الأمر»، قائلة: «لا يحق للسيدة أن تنهي إجراءات جواز السفر بمفردها، إلا من أولياء الأمور، حيث تتطلب موافقة ولي أمرها بتصريح للسفر! مع العلم أن سيدات الأعمال في هذه السن راشدات ولسن بحاجة إلى الوصاية عليهن».

وتضيف: «مشكلة التنقل وعدم قيادة المرأة لسيارة أنا أعتبرها كذلك من أبرز المعوقات التي تعوق حركة المرأة وسيدات الأعمال، وخصوصا من تعمل في التصميم وهندسة الديكور، لأنها تتنقل كثيرا لتطلع بنفسها على كل كبيرة وصغيرة، وهذه المشكلة تعاني منها كل صاحبات الأعمال، فكثير من أعمالهن تؤجل وتضيع ضحية المواصلات التي تعيشها المرأة تحت رحمة السائقين».

أما المهندسة إلهام الحليبة، نائبة رئيس شركة «شنيل لفن البناء والديكور والتصميم الهندسي»، فلها رأي آخر، حيث تقول: «أنا أعمل منذ 19 عاما وأذهب إلى المواقع دون أي مشكلة وأتابع مشاريعي وسير العمل وجودته في عمليات التنفيذ وأتعامل مع كل الجنسيات من عمالة متخصصة في كل ما يستلزم عملية البناء، بدءا من مرحلة البناء ووضع الأساسات ووصولا إلى مرحلة التشطيبات الخارجية والداخلية، وأتعامل مع أصحاب المنزل وأقابل السيدات في المواقع وأناقش معهن سير العمل على أرض الواقع دون أي معوقات».

وتتابع الحليبة حديثها لـ«الشرق الأوسط»، قائلة: «الموقع حاله حال أي مكان عام كالسوق أو الشارع ولا أرى ضرورة لإحضار محرم على الإطلاق، «قد يكون هناك صعوبة للمهندسة التي ليس لديها سائق، وجود سائق خاص يسهل مهمتها في متابعة مشاريعها دون تأخير».

وتعلق على ذلك المهندسة نادية بخرجي، عضو مجلس إدارة «الهيئة السعودية للمهندسين»، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، موضحة أن مهندسات التصميم الداخلي إذا أردن الدخول إلى موقع بهدف معاينة تشطيب الرخام والبلاط والدهانات وغيره، فلن يكون هناك تعقيدات، وأضافت قائلة: «يفترض أيضا أن يكون لدى المهندسة الخبرة لمعرفة المكان الذي ستذهب إليه وماذا ستفعل وكيف تؤدي عملها».

وتنصح عضو مجلس إدارة «الهيئة السعودية للمهندسين»، «أي مهندسة تريد زيارة عميل لأول مرة وتذهب إلى موقعه دون أن تعرفه، بأن تأخذ معها مهندسة أخرى أو فريق عمل من المكتب».

يأتي ذلك في حين تكشف إحصاءات حديثة عن أن عدد المهندسات السعوديات لا يتجاوز حدود 500 مهندسة، بينما يبلغ عدد المهندسين الذكور نحو 27 ألف مهندس سعودي، ويشكل المهندسون الأجانب العدد الأكبر في البلاد، حيث يعمل في السعودية ما لا يقل عن 80319 مهندسا، في ظل تفضيل كثير من المكاتب استقدام المهندسين من الخارج.