جدة تختبر الأربعاء جاهزيتها لمواجهة «كوارث السيول»

بأمر من محافظ جدة وبمشاركة كل الجهات ذات العلاقة

جدة ما زالت تحاول التعافي من الكارثة التي خلفتها السيول في العام الماضي (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

تختبر مدينة جدة بعد غد (الأربعاء) جاهزيتها لمواجهة السيول المتوقع هطولها في الفترة المقبلة، وذلك بتوجيهات من محافظ جدة لجميع القطاعات، بحيث تشارك في تجربة فرضية.

وفي حين يعقد مؤتمر صحافي اليوم (الاثنين) في إدارة الدفاع المدني بجدة لتقديم شرح مفصل عن هذه التجربة الضخمة، ينص خطاب الدعوة الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه على أن الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، وجه بأن يتم التنويه عن هذه التجربة الفرضية إعلاميا، إضافة إلى أن «يشعر بها الناس ميدانيا».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن كل القطاعات الحكومية والخاصة ذات العلاقة ستشارك في هذه التجربة التي لم تتضح حتى اليوم تفاصيل المواقع التي ستجري فيها والأماكن التي سيتم إقامتها فيها، وهل سيتم إغراق بعض المواقع بالمياه أو طريقة أخرى.

إلى ذلك، أكد لـ«الشرق الأوسط» اللواء عادل الزمزمي، مدير الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة، استعداد إدارته لموسم الأمطار هذا العام بعدد من الخطط التي ستحد من المشكلات في المنطقة.

وأشار إلى توفير إمكانات وآليات جديدة للتعامل مع الأحداث، إضافة إلى إيجاد وإنشاء أقسام دفاع مدني جديدة في عدد من المواقع التي صنفت العام الماضي بأنها مواقع خطر وتم إعداد خريطة لذلك.

وفي سياق ذي صلة، كان الرائد الدكتور عبد العزيز الزهراني، رئيس قسم الحماية المدنية بالدفاع المدني، قد أكد في لقاء عقد مع المجلس البلدي صبيحة الأربعاء الماضي إجراء إدارته مسحا شاملا في الفترة الماضية لكل المناطق التي يتوقع أن تتضرر في حال تكرار الأمطار والسيول.

وقال مخاطبا أعضاء المجلس البلدي: «طالبنا بوجود حلول لبعض المدارس التي تقع في مناطق الخطر، وشددنا على أهمية وجود صلاحيات كاملة لمديري ومديرات هذه المدارس في اتخاذ القرارات في حال تهيأت الأجواء لسقوط الأمطار من دون الرجوع إلى إدارة التربية والتعليم».

وبين أن «جدة ما زالت تحاول التعافي من الكارثة التي خلفتها السيول في العام الماضي»، مشيرا إلى أن إجمالي البلاغات التي وصلت إلى الدفاع المدني تجاوز 18 ألف بلاغ.

وبالحديث عن استعدادات الجهات الخدمية في جدة لموسم الأمطار الذي يتوقع أن يكون قريبا، أعلنت أمانة جدة عن خطتها لموسم الأمطار القادم، وتحديد مواقع لإسناد المعدات خلال موسم المطر.

وأوضحت اللجنة العليا لأعمال الأمطار، أنه عقدت برئاسة نائب أمين محافظة جدة المهندس خالد بن فضل عقيل، عدة اجتماعات في اللجنتين، الإشرافية والتنفيذية، لمراجعة خطة عمل الأمانة لتصريف ورفع مياه الأمطار بمحافظة جدة للعام الحالي، وذلك من واقع التجارب السابقة والإمكانات المتوافرة لدى الأمانة ومقاوليها، تنفيذا لتعليمات أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبو راس.

وتطرقت الاجتماعات إلى الإيجابيات والسلبيات التي ظهرت في السنوات الماضية مع وضع الحلول اللازمة لمعالجة السلبيات وزيادة كفاءة العمل في خطة العام الحالي، واطلعت اللجنة العليا على أبرز ما تم تنفيذه ميدانيا.

وأضاف البيان أنه «تم حصر جميع مواقع تجمع مياه الأمطار في البلديات الفرعية، وتحديد 4 مواقع كإسناد للمعدات والآليات لدعم البلديات الفرعية، وتحديد الحد الأدنى من المعدات والآليات لكل بلدية فرعية للعمل على رفع الأمطار، والتأكد من جاهزية المعدات الخاصة بالأمانة ومقاوليها متمثلة في (مشاريع النظافة، والحدائق والتشجير، وصيانة المعدات، والإدارة العامة للمياه)».

وتتضمن خطة الأمان، «تحديد مسؤوليات وواجبات كل إدارة، وعمليات التنسيق مع الإدارات المعنية خلال تلك الفترة مثل الشرطة، والدوريات الأمنية، والأرصاد وحماية البيئة، والمرور، والدفاع المدني، وفرع وزارة المياه والكهرباء، ووزارة النقل، وشركة الكهرباء».

وأعلنت من جهتها وزارة المياه والكهرباء تجفيف بحيرة المسك نهائيا التي كانت تشكل هاجسا كبيرا لسكان جدة مع أول زخات مطر، وقالت إنها تجري الترتيب لإعادة تسليمها للأمانة خلال شهرين من الآن، بعد الانتهاء من سحب الحمأة.

من جهته، أهاب في وقت سابق حسين باعقيل، رئيس المجلس البلدي، بالاستفادة من أخطاء الماضي، وقال: «أفرزت سيول العام الماضي اهتماما أفضل بمنطقة شرق جدة، وكذلك تم تجفيف بحيرة المسك، وهو تأكيد على أنه ليس هناك مشكلة لا يوجد لها حل، وفي الأيام الماضية قمنا نحن في المجلس البلدي بجولات ميدانية على طريق الحرمين وبعض المناطق التي تضررت في العام الماضي ووجدنا تحسنا كبيرا، ونأمل في أن يتم وضع خطة طوارئ عاجلة تساعد الجميع على تفادي الأزمة في حال تكرار السيول».