دعوات سعودية لتأسيس منظمة غير ربحية لبناء قدرات العاملين في الحقل الخيري

لقاء خيري يطالب بتطوير مهاراتهم في التسويق لمشاريع خيرية

المشاركون في الحوار التنموي الأول الذي نظمته «مؤسسة الملك خالد الخيرية» (تصوير: خالد الخميس)
TT

خلُص لقاء تنموي يعمل على تفعيل أوجه العمل في القطاع الخيري في السعودية إلى تفعيل العمل بين قطاعات العمل الخيري الثلاثة (الحكومي - الخاص - غير الربحي) لتعميم الرؤية التي تنتهجها مؤسسة خيرية تعمل في المملكة تحت اسم الملك خالد بن عبد العزيز - رحمة الله - رابع ملوك الدولة السعودية.

وتعالت أصوات المنادين في لقاء خيري التأم في العاصمة السعودية الرياض بتأسيس منظمة غير ربحية تُعنى ببناء قدرات العاملين في الحقل الخيري، مع الاهتمام بتطوير مهارات التسويق الخاصة بالمشاريع الخيرية الاجتماعية في السعودية.

ودعا الحوار الذي تنظمه مؤسسة الملك خالد الخيرية إلى توسيع مفهوم العمل الخيري والتنموي في المراحل التأسيسية الدراسية في المملكة، وتبني منهج علمي وأكاديمي يؤخذ بجدية من الجامعات السعودية، لتعميم مفهوم العمل الخيري من الناحية العلمية.

وفي حوار يُعنى بتفعيل العمل في القطاع الخيري في السعودية، انطلق صباح أمس في العاصمة السعودية الرياض حوار تنموي هو الأول من نوعه، ويسعى لخلق آلية حول عمل المنظمات غير الربحية في التنمية الاجتماعية على المستوى المحلي.

وتنظم «مؤسسة الملك خالد الخيرية» حوارا هو الأول من نوعه، ويلتئم حول طاولته عدد من المهتمين بالمجال الخيري، والمسؤولين من الجهات الرسمية التي ترتبط هي الأخرى بذات السياق من العمل الخيري.

وتحاول «مؤسسة الملك خالد الخيرية» السعي لخلق أفكار جديدة، من خلال إطلاق حوار بين المؤسسات الخيرية العاملة في البلاد، ويجتمع في إطار اللقاء الخيري عاملون في المجال التنموي، للسعي والبحث عن أفكار ورؤى مختلفة حول القضايا المطروحة، وبحث ومناقشة أهم القضايا الاجتماعية والاقتصادية الساخنة في مجال التنمية بالمملكة، التي ترتكز بالدرجة الأولى على الأعمال الخيرية.

وشارك في الحوار عدد من المتحدثين هم الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية، والأمير محمد الفيصل المدير التنفيذي ورئيس «مجموعة الفيصلية القابضة»، والدكتورة ثريا عبيد المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند)، والدكتورة هدى رشاد عضو مجلس الشورى في مصر ومديرة مركز الأبحاث الاجتماعية في الجامعة الأميركية بالقاهرة.

وأبرز الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية أهمية المنظمات غير الربحية، ولعبها دورا فعالا في مجال التنمية الاجتماعية، من خلال تفعيل جمعيات في المحيط الذي توجد فيه.

واعتبر العثيمين أن عدد الجمعيات الخيرية في بلاده بلغ نحو 588 جمعية خيرية، منها 88 مؤسسة، مُحصيا في ذات الوقت ما يتم جمعه من أموال في المجال الخيري تحت إطار إعانات مالية تفوق أكثر من مليار ريال (266 مليون دولار) بشكل سنوي.

ويبلغ مقدار ما تم صرفة من تلك الجمعيات على المستفيدين خلال السنوات الخمس الماضية طبقا لوزير الشؤون الاجتماعية (1.3 مليار دولار).

من جانبها أبرزت الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل المديرة العامة لـ«مؤسسة الملك خالد الخيرية» إدراك المؤسسة التي تديرها أن الحوار عنصر هام في تنمية القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها بلادها. وأرجعت الأميرة البندري التفكير في عقد مثل هذا التجمّع إلى كونه منبرا من شأنه رفع الوعي بدور المنظمات غير الربحية، وأرضا خصبة في مجالات التنمية، ومناقشة السياسات المتبعة بالعمل التنموي في المملكة، بالإضافة إلى استغلال الحدث وتسليط الضوء على أهم القضايا في مجال التنمية، والعقبات التي تقف في طريقها، مؤكدة في ذات السياق أن «مؤسسة الملك خالد الخيرية» التي تديرها تسعى جديا لتغيير مفهوم العمل الخيري، من مجرد تقديم المساعدة إلى المحتاجين من أفراد المجتمع، إلى تأهيلهم للاعتماد على أنفسهم، وبالتالي تنمية أسرهم ومجتمعاتهم.

واستعرضت الدكتورة ثريا عبيد وكيلة الأمين العام، والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، عددا من أوجه أهمية هذا القطاع في الدول النامية الإسلامية وهي المؤسسات الخيرية، وطالبت بتعاون القطاعات كضرورة ملحّة لنجاح تلك المؤسسات.

واستعرض ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) واقع المؤسسات الخيرية الحالي، الذي يرى أن مفهوم التقليدية التنموية بات يطغى عليه ضعف آليات المشاركة، بالإضافة إلى ضعف أداء المنظمات غير الربحية. وتحدث عن عدد من الأنظمة واللوائح التي يراها تحكم عمل المنظمات غير الربحية، بل وتعد من أهم العوائق التي تواجه العمل الخيري في السعودية.

وقدم القحطاني حلولا مقترحة قصيرة المدى وبعيدة المدى لدعم العمل الخيري، ومنها إزالة الخلط بين العمل الرعوي والنشاط الهادف إلى التنمية المستدامة، وتفعيل مفهوم الأعمال الاجتماعية مع القطاع الخاص، بينما حمل ما سماه الإعلام التنموي في رصد قصص النجاح على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.