مبادرة اجتماعية تسعى لإعادة صباح الخميس إلى أجندة شباب الرياض

أكثر من 700 مستفيد يجتمعون في الـ6:30 صباحا عبر 40 خميسية

جانب من تجمع أعضاء المجموعة الصباحية
TT

في بادرة لإعادة صباح الخميس إلى خطط الترفيه والمتعة، وفي الوقت الذي يعتبره الكثيرون مخصصا للنوم، أطلق شقيقان في العاصمة السعودية الرياض، مجموعة اجتماعية تعمل على تنظيم لقاءات كل صباح خميس، واتخذت المجموعة من توقيت اللقاء الصباحي، وهو السادسة والنصف، اسما لها ليشير إلى موعد التجمع الصباحي. الشابان، محمد النهدي ورائد بن سعيد، يعملان من خلال مجموعة «6:30 الصباحية» على نشر ثقافة الاستمتاع بالصباح، عوضا عن استغلالها في النوم، لا سيما أن الترفيه في العاصمة السعودية ومعظم مناطق السعودية يتخذ من الليل توقيتا له، ويجد الكثير من الناس في الأجواء الحارة تبريرا لهم في سهر الليل، ونوم النهار في إجازة آخر الأسبوع.

إلا أن العاملين على مجموعة «6:30 الصباحية» جعلوا من صباح الخميس، توقيتا لتجمعهم، ويؤكدون أن للصباح نكهة لا يعرفها إلا من يتذوقها، وإلى جانب سعيهم إلى نشر ثقافة الاستمتاع بالصباح، فهم كذلك يعملون على إلغاء مفهوم أن الصباح هو للنوم، كما ينظم القائمون على المجموعة، بعضا من النشاطات والبرامج الاجتماعية والحوارية، لجذب الشباب إلى الصباح قدر الإمكان.

الرياض كانت ولا تزال تشهد الكثير من التجمعات الأسبوعية الدورية، في كافة أيام الأسبوع، إلا أن خميسيات «6:30 الصباحية» والتي وصلت إلى 40 خميسية، خرجت عن النطاق الوقتي الذي جرت عليه العادة بتوقيتها الصباحي، وبدلا من أن تضم وجبة عشاء، أو جلسة سمر ما بعد العشاء، تبدأ خميسيات «6:30 الصباحية» بوجبة إفطار جماعية.

بداية تأسيس المجموعة تعود إلى محاولات قديمة لرائد بن سعيد، حيث كان يخرج كل صباح لارتشاف القهوة في أحد المقاهي قبل أن يبدأ دوامه الرسمي، وعبر تقنيات «فيس بوك»، كان رائد يوجه دعوة مفتوحة لمن يريد أن يلتحق به لارتشاف القهوة، ومع مرور الوقت، بدأ عدد مشاركي رائد في قهوته الصباحية في التزايد، لا سيما في يوم الخميس، حتى طرح محمد النهدي فكرة التنظيم الدوري لهذا النشاط، وإضافة بعض البرامج المنوعة للخميسية، بحيث يكون في كل خميس في مقر واحد، إلى جانب بعض التجمعات الفرعية في وسط الأسبوع.

أجندة خميسيات «6:30 الصباحية»، تضم عددا من البرامج التي تراوح اهتمامها ما بين الشؤون الاجتماعية والتقنية والاقتصادية والتطويرية والإعلامية والرياضية أيضا، وتستضيف بعض الشخصيات المتميزة في تلك المجالات، على غرار الدوريات الأسبوعية الأخرى، فاستضافت الخميسية الدكتور أحمد توتنجي، نائب رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي، والدكتور عبيد العبدلي الأكاديمي وأحد مؤسسي الجمعية السعودية للتسويق، والإعلامي فهد السعودي، مقدم البرنامج الشهير «الحياة كلمة»، إلى جانب عدد من الشخصيات المتخصصة في الشؤون الصحية والاقتصادية.

كما تحتل الاهتمامات التقنية جزءا هاما من برامج «6:30 الصباحية»، حيث تناولت تقارير مفصلة عن بعض الأجهزة والتقنيات الحديثة، كجهاز آي باد، وآي فون 4، كما يعرض بعض المبتكرين من الشباب السعوديين عبر هذه الخميسية نماذج من أعمالهم، مع طرح تجربتهم حول المواد المُبتكرة.

مجموعة «6:30 الصباحية» كان لها مشاركة في بعض الأعمال التطوعية، من بينها «مشروع نظافة المليون»، والذي أقامته مجموعة أولاد وبنات الرياض التطوعية، برعاية من أمانة مدينة الرياض.

القائمون على المجموعة، اتخذوا من «فيس بوك»، موقع التواصل الاجتماعي الشهير، وسيلة لهم في نشر المجموعة، ودعوة الراغبين في الحضور، كما يعملون على نقل فعاليات بعض البرامج الخميسية مباشرة عبر الإنترنت، لنشر الفعاليات على نطاق أوسع.

وبحسب محمد النهدي، مؤسس المجموعة، فإن مجمل عدد حضور الخميسيات والتي وصلت إلى 40 خميسية، تجاوز 700 شخص، ولا ينفي النهدي وصول البعض وقد اتضح في ملامحهم أثر السهر وعدم النوم، الأمر الذي يتنافى مع هدف المجموعة وهو نشر مفهوم الاستيقاظ المُبكر وعدم السهر.

ويسعى أعضاء «6:30 الصباحية» إلى تطوير برامجهم الصباحية، عبر إضافة برامج جديدة، تشمل خميسيات خاصة بالأطفال، لتعزيز ثقافة الصباح لديهم بعيدا عن أجواء المدرسة، إلى جانب توفير هيئة استشارية يقوم عليها عدد من المتخصصين في مجالات مختلفة.

وقام أعضاء المجموعة، بالتزامن مع اليوم الوطني السعودي السابق، بتكريم المبدعين والموهوبين والمخترعين، ويؤكد النهدي لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء هم أحق من يحتفل بهم الوطن في اليوم الوطني، مشيرا إلى أهمية ربط الاحتفاء بالوطن مع الإبداع والتقدم، ويضيف: «أطلقنا لأجل ذلك برنامج (موهبتي وطني)، والبرنامج طويل المدى، احتفينا في جزء منه بالمخترعين، واستضفنا عددا منهم، وأطلقنا حملة (كل يوم مخترع) وهو عبارة عن تعريف شبه يومي للتعريف بالمخترعين عبر الإنترنت».

ويطمح النهدي، أن يصلوا في المجموعة عبر برنامج «موهبتي وطني» إلى مستويات أعلى، بحيث يجري احتفاء رسمي سنوي بالمبتكرين والمبدعين السعوديين يتزامن مع اليوم السعودي الوطني، برعاية رسمية وتكريم للمخترعين، ويشير إلى أمنيته في أن يحول هذا البرنامج المخترعين ليصبحوا نجوما.