حريق سوق الزل يعيد ملف حرائق «المواقع الأثرية» للواجهة من جديد

مصدر في السياحة والآثار لـ «الشرق الأوسط» : نتجه للاطلاع على التجارب الدولية في كيفية التعامل مع حرائق مباني التراث العمراني

TT

أعاد الحريق الذي التهم سوق الزل الواقعة في المنطقة التاريخية بوسط العاصمة السعودية الرياض، ملف حرائق المواقع الأثرية إلى الواجهة من جديد؛ حيث يأتي بعد حرائق مماثلة نشبت في مواقع ذات ثقل تاريخي بالنسبة للسعوديين، مثل مدينة جدة التاريخية التي عانت مرارا وتكرارا سيناريو الحرائق. ويبدو أن قدر المواقع الأثرية أن تبقى الأقرب دائما إلى خطر الحرائق، وسط حالة الإهمال التي تعتري بعضها، في وقت تواجَه فيه كل محاولات التطوير التي تخضع لها، بحملات تخريب من قبل بعض من لا يهمهم أن يبقى للتاريخ مكان على هذه الأرض.

وقدر سوق الزل، تحديدا، والتي تأتي ضمن منظومة من العناصر التاريخية التي تميز وسط العاصمة السعودية، أن تحظى باهتمام بالغ من الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، والذي لم يأل جهد في بذل كل ما يستطيع من أجل المحافظة على عراقة المكان وتطويره بما لا يفقده هويته التاريخية.

لكن هاجس الحرائق يبدو قائما في سوق الزل بالرياض، وذلك بشهادات بعض الملاك السعوديين في السوق، والذين انتقدوا في الماضي ولا يزالون ينتقدون تسليم البعض «الخيط والمخيط» - على حد تعبيرهم - لعمالة أجنبية تفرض نهجا هو أبعد ما يكون عن عادات وتقاليد المكان، كبعده عن أبسط مبادئ السلامة، والتي تجعل من حدوث الحريق أمرا واردا.

وليست سوق الزل وحدها، الموقع الأثري التاريخي الذي يعاني سيناريو الحرائق؛ فعلى بعد نحو 1000 كيلومتر غربا، تستريح مدينة جدة التاريخية بما تبقى من إرثها، لتواجه أخطارا مشابهة للأخطار التي تدور حول جميع المواقع الأثرية التي تعبث بها اليد الأجنبية.

ولم يكن بعيدا، عن يوم أمس، الحوار المطول الذي نشرته «الشرق الأوسط»، للأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والذي انتقد فيه الحالة العشوائية التي تبدو عليها بعض المواقع الأثرية في البلاد، ومنها جدة التاريخية، التي قال إن «خسارتها ستكون خسارة فادحة ليس لجدة وأهلها فحسب، بل للوطن».

وأفادت مصادر في هيئة السياحة والآثار، تحدثت لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس عبر الهاتف، بوجود توجه للهيئة، للاطلاع والاستفادة من التجارب الدولية في كيفية التعامل مع حرائق مباني التراث العمراني.

وأكدت المصادر ذاتها اعتزام الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع المديرية العامة للدفاع المدني وأمانة جدة، تنظيم رحلات استطلاع لبعض الدول، للتعرف على أفضل التجارب العالمية في مجال التعامل مع الحرائق في مباني التراث العمراني.