التهم حريق هائل نشب في وسط العاصمة السعودية، عند ساعات الصباح الأولى، أجزاء كبيرة من سوق الزل، الذي يعتبر أقدم أسواق الرياض وأكثرها عراقة، ويجد اهتماما كبيرا من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض.
وقامت الأجهزة الأمنية، منذ اللحظات الأولى للحادثة، بفرض طوق أمني على المكان، وسط مباشرة آليات الدفاع المدني عمليات الإطفاء، في وقت زاحم فيه الملاك في السوق الأجهزة الأمنية لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشب حريق بهذه الضخامة في سوق تعتبر بمثابة وجه الرياض التراثي والتجاري، في وقت لم تتضح فيه، حتى إعداد هذا التقرير، أسباب نشوب الحريق في محلات السجاد.
وفي الميدان، أحكمت قوات المهام والواجبات الخاصة، منذ ساعة مبكرة من صباح أمس، السيطرة على الجزء المتضرر من السوق، ولم تسمح للملاك بالدخول إليه، وذلك لبدء أعمال التحقيق في هذه الحادثة.
ولم يعمل ملاك السوق يوم أمس بسبب الحريق الذي شب في محلاتهم، وسط دهشة أصحاب المحلات حتى بعد مرور أكثر من 12 ساعة على وقوع الحادث.
ويقع سوق الزل في منتصف العاصمة الرياض بجوار أسواق تحمل صبغة الشعبية ومتخصصة في بيع المقتنيات الشعبية.
وأكد النقيب عبد الله القفاري، المتحدث باسم الدفاع المدني بمنطقة الرياض، لـ«الشرق الأوسط» تشكيل لجنة للبحث في تلك القضية ومعرفة ماهية الأسباب التي تقف وراء هذا الحريق، ومعرفة أسباب الحادث، وأكد على عدم وجود وفيات ولا حتى إصابات جراء الحريق.
وساهم في عدم وقوع إصابات بشرية حدوث الحريق في وقت خارج عن وقت عمل المحال، حيث نشب في منتصف ليلة الجمعة.
وأضاف النقيب القفاري أن الحريق واجه مكافحة من رجال الدفاع المدني منذ وقت مبكر، ومنعه انتشاره إلى باقي أجزاء السوق المترابطة مع بعضها في أسواق أخرى بجوارها.
ووقع الحريق فيما يربو عن 11 محلا تم محاصرته فيها ومنعه من التهام باقي المحلات، خاصة أن المواد التي تحيط بالسوق قابلة للاشتعال.
وأكد النقيب القفاري أن مدة إخماد الحريق استغرقت قربة الـ3 ساعات، كما أن فرق الدفاع المدني ما زلت تتواجد في موقع الحادث وذلك للتأكد من الانتهاء من الحريق بشكل كامل، ولتبريد بقية المواقع التي قد تساهم حرارة الشمس في انتشاره.
وأضاف القفاري أن الإبقاء على هذه الفرق أتى كإجراء احترازي وذلك لطبيعة المواد المحترقة التي قد لا تخمد.
إلى ذلك أوضح أحمد باريان مدير عام العلاقات العامة والتوعية بهيئة الهلال الأحمر السعودي أن الفرق التابعة للهلال الأحمر تلقت عند الساعة الثانية عشرة وست دقائق من صباح يوم أمس بلاغا يفيد بوقوع حريق يستدعي تدخل الهلال الأحمر.
ويتابع باريان أنه على الفور انطلقت 3 فرق ميدانية للموقع وتحوي أيضا على فرق تدخل سريعة تستوجب التوجه للحادث ومختصة للحالات المتطورة وتحتوي على عدد أكبر من الأدوية.
وأكدت هيئة الهلال الأحمر عدم وقوع إصابات أو وفيات، وأنه تم سحب الفرق الميدانية عند الانتهاء من الحريق.
وشاركت قوة المهمات والواجبات الخاصة بشرطة منطقة الرياض في تنظيم حركة السير عند وقو ع الحريق، إضافة إلى فرض طوق أمني استمر حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لحماية الممتلكات الخاصة التي بالسوق.
إلى ذلك أكد أحد العاملين في هيئة تطوير مدينة الرياض – رفض الكشف عن اسمه - أنه لم يسمح للفرق الميدانية المسؤولة عن إعادة ترميم المحلات المتضررة من دخوله، كما أنهم لم يتسلموا الموقع حتى الآن.