3 ملايين ريال خسائر متوقعة للحريق الخامس لـ«سوق الزل»

وسط مطالبات لجهات حكومية بمكافحة العمالة السائبة و«مجهولي الهوية»

TT

قدر عاملون في أسواق السجاد الخسائر التي خلفها الحريق الذي طال سوق الزل - إحدى أقدم الأسواق في تاريخ العاصمة السعودية - بأكثر من 3 ملايين ريال، بعد حرائق دامت لأكثر من 4 ساعات متواصلة.

وحذر مستثمرون في السوق التي التهمت، أول من أمس، من تفاقم الأسباب ذاتها التي أدت إلى الحريق، في إشارة منه إلى ضرورة وجود نظام يفرض عقوبات على المخالفين، لمواجهة ما سموهم بـ«مجهولي الهوية» من بعض العاملين في السوق، الذين يجدون تسترا من بعض المواطنين، الذين يتقاضون أموالا مقابل التستر عليهم.

وحذر أحد تجار السجاد في سوق الزل، تتحفظ «الشرق الأوسط» على اسمه، عددا من الجهات الحكومية من حريق آخر قد ينشب في أي وقت، ما دامت الأسباب الأساسية لنشوب الحريق الأول لا تزال موجودة ولم يتم اقتلاعها من جذورها.

وأخذ التاجر، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، على عاتقه مهمة إيضاح بعض من الأخطاء التي يقع فيها بعض العاملين في السوق الأقدم في الرياض، وذكر منها وجود عمالة سائبة تعتمد على مبالغ تنتج من بسطات غير مرخصة «عشوائية» بالقرب من محلات المشالح والسجاد، التي تعتبر سريعة في الاشتعال في حال تعرضت لأي من ألسنة اللهب أيا كان قدرها.

وتكمن الإشكالية في كون عدد من محلات بائعي البخور والعود، تقع بالقرب المحاذي لبعض من محلات المشالح والسجاد، في حين تستدعي عمليات بيع البخور إشعال أجزاء منها لعرضها على الزبائن، وهو الأمر الذي يعتبر الهاجس الأكبر والسبب الرئيس لاشتعال مواد ربما تكون سريعة في الحريق والاشتعال، في ظل عدم وجود تقصٍّ لأسباب رئيسية للحرائق من جهات من مهمتها متابعة وإحصاء أي من الأسباب في تلك الأسواق، ومحاولة اجتثاثها في حال وجدت، في الوقت الذي يعطي إشارات واضحة إلى عدم التزام بعض من ملاك المحلات بوسائل السلامة المفروضة من الدولة، وعدم وجود طفايات حريق ربما تسهم بشكل أو بآخر في عدم انتشار ألسنة اللهب والنيران حال اشتعالها.

وشهدت السوق ذاتها قرابة 5 حرائق على مدى الأعوام القليلة الماضية، وهو ما يعطي إشارات واضحة إلى عدم تقفي أثر الأسباب التي أدت إلى الحريق في المرات السابقة، ويُظهِر تقصيرا يجب أن تعمل جهات رسمية للكشف عن المتسببين فيه أيا كان وضعهم.

ووصف بعض العاملين في السوق، أحوالها بالتراثية، لا سيما أن عمره يمتد لأكثر من 100 عام، ويستغل بعض من العمالة الأجنبية «الفوضى» التي تكتنف بعضا من ممرات السوق، التي سبق أن خصصت لها عددا من التقارير التي سبق أن نشرت في وسائل الإعلام للمناداة بإعادة ترميمها، مع ضرورة وجود وسائل للسلامة تكفل عدم تكرار حوادث الحريق التي طالت السوق لأكثر من 5 مرات على مدى السنوات الماضية القريبة.