أصدرت مؤسسة التراث كتاب «المدينة المنورة.. بنيتها وتركيبها العمراني التقليدي»، للدكتور محمد بن عبد الرحمن الحصين، والذي يتناول فيه البنية العمرانية للمدينة المنورة، وما احتضنته من حصون، وميادين، وأسواق، ومدارس، وأربطة، مرورا بعمارة المسجد النبوي الشريف، والتغيرات التي شهدها النسيج العمراني في مختلف عناصره.
وقدم للكتاب الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مؤسسة التراث، وعبر في كلمته عن المكانة السامية للمدينة المنورة في قلوب المسلمين، والتي تجسدت في اهتمام كل من تولى أمرها بعمارتها، حتى بلغ هذا الاهتمام شأنه الأعظم بعد التوسعات الكبرى التي شهدها الحرم النبوي الشريف في عهد الدولة السعودية، والتنمية الشاملة التي تعيشها المدينة في هذا العهد.
ونوه الأمير سلطان بأن الكتاب يعد جهدا علميا يتناول بنية المدينة العمرانية بعناصرها ومرافقها وخدماتها ومساكنها على نحو متكامل، ويبرز نمط المدينة العمراني، وجوانب تميزه، ويسهم في دعم الجهود المبذولة للحفاظ على النسيج العمراني في هذه البقعة الطاهرة.
وأوضح الدكتور زاهر عبد الرحمن عثمان، مدير عام مؤسسة التراث، أن الكتاب يتكون من ثلاثة فصول، موزعة على 212 صفحة، تتناول الشأن العمراني للمدينة المنورة بالرصد والتحليل، واستنباط الخصائص التي تتسم بها هذه العمارة بمختلف عناصرها ومركباتها، ويتضمن وصفا لعمارة المسجد النبوي الشريف عبر العصور، وتوثيقا لأحياء المدينة القديمة، وأحواشها، وبيوتها، ورواشينها، وميادينها ومناهلها، ومدارسها وأربطتها ومكتباتها، وأسواقها، والعناصر المشتركة بينها وبين سائر المدن في العالم الإسلامي.
وأضاف الدكتور زاهر أن الكتاب أتى على ذكر الأبعاد والمساحات والنسب لمختلف العناصر العمرانية على شكل جداول ورسوم بيانية، فضلا عن احتوائه على مجموعة منتقاة من الصور التاريخية النادرة للمدينة المنورة، والمستقاة من عدة مصادر تتوزع ما بين كتب الفقه الإسلامي والتاريخ، والرحلات، والفنون الإسلامية، وسجلات المحاكم، وصكوك الوقفيات، وخرائط ومخططات المدينة التاريخية.
ومن أبرز العناصر العمرانية التي تطرق إليها الكتاب: سور المدينة القديم وأبوابه الرئيسية، البنية العمرانية للأحواش، ميدان وسوق المناخة، العمارة المجيدية للمسجد النبوي الشريف، المدارس والأربطة في المدينة، مكتبة عارف حكمت، العين الزرقاء، النسيج العمراني والتركيبة السكانية، والرواشين.
ويمثل كتاب «المدينة المنورة.. بنيتها وتركيبها العمراني التقليدي»، أحدث إصدارات مؤسسة التراث الخيرية، التي تعنى بإصدار الكتب ذات الصلة بالتراث، ضمن جهودها في نشر الوعي بأهميته، وتلمس الطرق الكفيلة بحمايته، حيث تضمنت هذه الإصدارات سلسلة من الكتب التوثيقية والمترجمة باللغتين العربية والإنجليزية، التي تناولت التراث بمختلف أوجهه، وانتمائه سواء منه التراث السعودي أو العربي أو الإسلامي أو الإنساني.