تحقيقا للأمن الدوائي.. السعودية تبرم أول عقد لتصنيع اللقاحات البشرية داخليا

يدخل حيز التنفيذ أول 2011.. ويهدف إلى تغطية الطلب لـ20 عاما

TT

أسست السعودية أمس أول تعاون استراتيجي مع إحدى الشركات العاملة على أراضيها في تقنية وتصنيع اللقاحات البشرية، عبر عقدٍ فعّلته وزارة الصحة السعودية تحصّل بموجبه أكثر من 7 ملايين جرعة لقاح على شكل «حُقن»، و9 ملايين جرعة لقاح جاهزة للإعطاء على شكل «سيرنجات» في مرحلة العقد الأولى، التي تبدأ طلائعها مع دخول العام المقبل 2011.

وتسعى الرياض من خلال العقد المبرم، حسب ما أكده وزير الصحة السعودي، للدخول في تعاون فني، وصفه بـ«الاستراتيجي»، يرمي في نهاية المطاف إلى تصنيع اللقاحات البشرية، يكفلها عقد شركة «أرابيو» السعودية ووزارة الصحة من جهة، وشركة «نوفارتس» للقاحات والكواشف، الذي بموجبه ستشرف شركة «نوفارتس» على نقل تقنية وتصنيع منتجاتها في مصنع شركة «أرابيو» في مكة المكرمة، لتغطية الاحتياج والطلب المحلي لمدة 20 عاما من توقيع الاتفاقية.

السعودية رأت، طبقا لوزير صحتها الدكتور عبد الله الربيعة، أن ملامسة الأهداف الرامية إلى تحقيق الأمن الدوائي الذي تسعى البلاد إلى بلوغه، كان سببا رئيسيا للدخول في تفعيل العقد الاستراتيجي، في حين اعتبر فيه العقد «رافدا قويا» لدعم الصناعات الدوائية على المستوى المحلي.

ويوفر المصنع الذي تواجه السعودية عبره الطلب المحلي على اللقاحات البشرية فرص عمل للشباب السعودي المؤهل عبر برامج تدريبية على ذات التخصصات التي تدخل في صناعة اللقاحات والأساسيات التقنية التي تتطلبها هذه الصناعة.

وتغطي الشركة، التي دخلت معها الرياض أمس في عقد التأسيس لصناعات اللقاحات البشرية، احتياجات عدد من الدول الخليجية والعربية من المستحضرات الحيوية واللقاحات بشكل خاص، وهو ما خوّلها للدخول في السوق السعودية، التي تعتبر من أهم الأسواق الخاصة بصناعة الدواء في منطقة الشرق الأوسط.

وأبرزت الشركة أمس خلال مراسم توقيع العقد الذي أشرف عليه وزير الصحة السعودي الدكتور عبد الله الربيعة، مراعاتها عند تشييد المصنع تجهيزه بآلات وأجهزة حديثة، تتواكب مع المعايير التي بلغتها صناعة الدواء في العالم، وتأخذ في حسبانها السير وفق المتطلبات التي نصت عليها أنظمة وقوانين هيئة الغذاء والدواء السعودية والأميركية (US FDA) والوكالة الأوروبية لتسجيل المستحضرات الدوائية، ومنظمة الصحة العالمية.

واتجهت المملكة لتأسيس مثل هذا المصنع على أراضيها لما تواجه من حيث تزايد الطلب على اللقاحات الموسمية، التي تكفلها أفواج من المعتمرين والحجاج القادمين للمشاعر المقدسة، وهو ما يسهم في سعي الرياض المتجدد إلى متابعة الأمراض الموسمية والفيروسات، لمواجهتها وصدّها بطرق احترازية عبر منافذها البرية والبحرية والجوية.

وربما توجست وزارة الصحة السعودية بعد أن أطل شبح إنفلونزا الخنازير بظلاله على العالم، واستشعرت ضرورة السعي وراء إيجاد مصانع للأدوية واللقاحات على أراضيها، بما يكفل توفر الكميات التي تغطي خلالها الطلب المحلي على اللقاحات في وقت وجيز لا يستدعي انتظار إبرام اتفاقيات أو عقود مع الشركات المصنعة لذات اللقاحات.