«دع الباقي لهم».. بضع هللات تقود لبناء مشروع خيري بمكة يرعى 3300 طفل معوق

في حين تتجه جمعية الأطفال المعوقين لوضع حجر الأساس لمركزها الـ11 في جازان

TT

لم يكن يخطر في بال المسؤولين بجمعية الأطفال المعوقين، التي يرأسها الأمير سلطان بن سلمان، أن يكون المشروع الذي يحمل اسم «دع الباقي لهم»، الذي يعتمد على التبرع بالهللات، وهي أصغر قيمة نقدية في العملة السعودية، هو الذي سيمول بناء مشروع خيري، سيسهم في تغطية نفقات ورعاية 3300 طفل معوق ترعاهم الجمعية.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان، رئيس جمعية الأطفال المعوقين، خلال تسلمه شيكا يمثل الدفعة الثالثة من ريع برنامج «دع الباقي لهم»، وقدره 4 ملايين و184 ألف ريال، على أن الجمعية تسعى لترسيخ شراكة استراتيجية مع المؤسسات الوطنية العملاقة، ومنها مجموعة «صافولا» وشركة «العزيزية بندة»، مشيرا إلى أن الجمعية تعول كثيرا على الاتفاقيات طويلة المدى، وتنفيذ مشاريع أوقاف خيرية لتوفير مصادر تمويل دائمة لنفقات تشغيل مراكزها القائمة، ودعم تكاليف إنشاء المراكز الجديدة، معلنا أن الجمعية ستحتفل قريبا بوضع حجر الأساس لمركزها الحادي عشر في جازان. وأبلغ «الشرق الأوسط» عوض الغامدي، أمين عام جمعية الأطفال المعوقين، بأن المبالغ التي تم تحصيلها من مشروع «دع الباقي لهم»، سيتم تحويلها إلى مشاريع استثمارية، ذاكرا منها المبنى التجاري والمكتبي الذي ستنشئه الجمعية في مكة المكرمة، مكونا من 12 طابقا، وسيسهم في تغطية نفقات ورعاية 3300 طفل معوق.

وأبان الغامدي، أن مشروع «برج مكة»، تمت دراسته مع شركة تسويق مسؤولة عن دراسة تكاليف وإيرادات هذا المشروع الذي تأكدت ربحيته، الأمر الذي يبعث الاطمئنان على نجاح تلك الشراكات الاستراتيجية لما تحققه من مردود جيد، وأنه سيعمل على هذا المشروع بعد استيفاء جميع الشروط الخاصة بتلك المشاريع.

الجدير بالذكر أن جمعية الأطفال المعوقين وشركة «العزيزية بندة» وقعا اتفاقية تعاون لمدة ثلاث سنوات تتضمن طرح برنامج «دع الباقي لهم» في كل أسواق الشركة، وتبني حملة تعريفية بالبرنامج، وحث عملاء الشركة على مساندة الرسالة الخيرية، حيث ستخصص إيرادات البرنامج للإسهام في مشروع وقف خيري تقيمه الجمعية بمكة المكرمة، وتوجه عوائده لدعم نفقات تشغيل مراكز الجمعية وما تقدمه من برامج رعاية مجانية لآلاف الأطفال المعوقين. وأوضح الأمين العام لجمعية الأطفال المعوقين لـ«الشرق الأوسط» أن هذا البرنامج يعد برنامجا تعاونيا مع شركة «العزيزية بندة»، ويعد من الإسهامات الوطنية القائمة مع تلك القطاعات وعملائها من خلال المتسوقين وما يذخرون به مما تبقى من مصروفات مشترياتهم، حتى إن كان بضع هللات. وأقيم يوم أمس بفرع أسواق «هايبربندة» بالرياض، حفل تم فيه تسليم الأمير سلطان بن سلمان شيك الجمعية من تبرعات هذا المشروع، الذي أعرب بدوره عن تقديره لهذا الدور، والجهود الملموسة لإنجاح حملة التعريف ببرنامج «دع الباقي لهم» وحشد التفاعل معه، ووصف مجموعة «صافولا» وشركة «العزيزية بندة» المتحدة بأنهما نموذجان مثاليان للمؤسسات الوطنية الفاعلة في مجال المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع.