السعودية: لجنة وطنية لحصر الأوبئة والأخطار في مواسم الحج

تبرز تعامل السلطات الصحية مع ملايين الحجاج

TT

تعمل السعودية جاهدة، على تكوين لجنة وطنية، من مهمتها التعامل مع الجهات ذات الشأن في حصر الأوبئة والأخطار والفيروسات، لضمان عدم انتشارها، وتنقلها من حاج لآخر، لا سيما أن موسم حج العام الحالي، يقف على الأبواب.

وكشف مسؤول في وزارة الصحة عن تشكيل اللجنة تلك، واعتبرها أسلوبا مدروسا بشكل معمق كفله تعامل السلطات الصحية في المملكة مع ملايين من حجاج بيت الله الحرام سنويا، وهو ما شكل أرضية واعية لدى الجهات الصحية السعودية تعنى بالتعامل مع الأوبئة والأمراض.

واستدرك الدكتور خالد مرغلاني، الناطق بلسان وزارة الصحة السعودية خلال تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الأوسط»، وأبرز تعامل وزارة الصحة في بلاده مع فيروس إنفلونزا الخنازير، الذي أطل برأسه على العالم العام الماضي، على اعتباره وباء عالميا تجب متابعته، حتى إن بدت عدد الحالات التي تحمله، قليلة عن ذي قبل - أي في بداية ظهور الفيروس - مع مطلع العام الماضي.

وخلف فيروس إنفلونزا الخنازير وفيات عدة، فيما صنفته جهات صحية عالمية بأنه وباء عالمي يستدعي تضافر جهود الجهات الصحية في مختلف دول العالم لحصر الفيروس، الذي شكل العام الماضي هاجسا قاد لاستنفار دولي على كافة الأصعدة.

واعتبر الدكتور مرغلاني أن الأمراض الموسمية، خصوصا الإنفلونزا الموسمية العادية، وفيروس (H1N1) هاجس للكثير من الناس، على الرغم من انحسارها على المستويين المحلي والدولي، طبقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية.

ففي مثل هذا الوقت من كل عام، وما يشهده الطقس من تقلبات يكفلها الانتقال من فصل إلى آخر، لتجد بعض الفيروسات المعدية مرتعا لتناميها وتكاثرها، لا سيما مع موسم الحج، الذي يكفل قدوم ملايين المسلمين من كل حدب وصوب في العالم، ليتمركزوا في نقاط محدودة، تكفلها تنقلات حجاج بيت الله الحرام من مشعر لآخر، الأمر الذي يقود السلطات الصحية في السعودية كل عام، أن تتبنى خططا استراتيجية محكمة التطبيق، لتنفيذها على أرض الواقع، مع بداية كل موسم حج سنوي.

وتبرز في ذات الوقت بعضا من المعقمات التي تعمل على مكافحة البكتيريا الموسمية، التي تنتقل خلال التصافح واحتكاك الحجاج ببعضهم البعض، وهو ما يسهم في تنامي بعض الأدوية التي تعمل على تقوية المناعة في الجسم، بالإضافة إلى أنواع من المعقمات، التي تجد إقبالا عليها خلال موسم تأدية العبادات والنسك، التي تتزامن هذا العام مع انتقال فصل لآخر.

وسجلت مبيعات أدوات التعقيم ومطهرات الوجه واليدين، والكثير من أنواع «الصابون» التي تستعمل لهذا الغرض، المصرح ببيعها في الصيدليات والمنشآت الصحية في البلاد، زيادة ملحوظة في حجم الطلب على أدوات التعقيم الصحية، خصوصا في هذه الفترة.

وفي المقابل، يرى الصيدلاني أحمد رسلان، الذي يعمل مسؤولا عن مستودعات لإحدى أكبر الصيدليات العاملة في المملكة، أن استخدام المواد المطهرة الخاصة باليدين والجسم عموما، بالإضافة إلى الأقنعة الواقية، باتت أمرا مألوفا لدى المواطنين والمقيمين في السعودية، أسهم في تناميه ظهور الفيروس العالمي العام الماضي، وربما يكون ظهور الفيروس سببا لاتساع ثقافة العامة بالأدوية والأمور التعقيمية.

والملاحظ في هذه الأيام ارتفاع الطلب على أدوية تعد مقوية للمناعة في الجسم، مثل «فيتامين سي» ومشتقاته، لما له من أهمية بمساعدة الجسم على مقاومة الكثير من الفيروسات.

وبمجرد دخولك الصيدليات ليس في السعودية فحسب، يلحظ تنامي الاهتمام من قبل تلك الصيدليات بأصناف المعقمات، التي سجلت تناميا في البيع، شهدته مؤشرات بيع المعقمات، التي أسهم في زيادة مؤشرات بيعها ظهور الفيروسات، وأهمها فيروس إنفلونزا الخنازير.

وأطلقت وزارة الصحة السعودية الأسبوع الماضي، نداءات عدة، عبر حملات توعوية أطلقتها مع قرب دخول موسم الحج لهذا العام، لمرضى (القلب والربو والسكري) لأخذ لقاحات خاصة بتلك الأمراض، فيما تشدد في الوقت ذاته على تطبيق شروط السلامة الصحية التي فرضتها المملكة على حجاج بيت الله الحرام القادمين من الخارج والداخل، للتعامل مع تلك الأوبئة بشكل يمنع تناميها وتزايدها مع تزايد أعداد حجيج بيت الله الحرام.