المفتي يحذر المحققين من انتزاع اعترافات المتهمين بـ«القوة»

دعا قضاة بلاده إلى «العدل» في قضائهم.. ونبه المسؤولين من «المحاباة»

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام السعودية
TT

حذر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي عام السعودية، في خطبة الجمعة أمس، أجهزة التحقيق في بلاده، من انتزاع اعترافات المتهمين بالقوة.

ويأتي حديث المفتي عن ضرورة التزام المحققين حقوق المتهمين، في وقت سبق أن أكد فيه الشيخ صالح بن حميد، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، أنهم لم يرصدوا أي تجاوزات تذكر على أجهزة التحقيق في السعودية.

لكن المفتي العام للبلاد، ورئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء، نبه يوم أمس، المحققين إلى ضرورة توخي العدل في تعاملهم مع المتهمين، والمخضعين للاستجوابات، مؤكدا ضرورة ألا يقدم المحقق على انتزاع الاعترافات من المتهم بالإكراه.

وقال في خطبة الجمعة أمس: «ومن العدل المطلوب، عدل المحقق في تحقيقه، فأي محقق في قضيته، سواء أكانت مرورية أو حقوقية أو في أي الأحوال، فيجب على المحقق تقوى الله، وألا يهين من يحقق معه، ولا يذله، ولا يحاول استحصال إقرار منه على الرغم من أنفه، وتحت أي تهديد كان، بل يتقي الله، ويسمع ويسجل، ويكتب ما حصل، دون إضرار بمن يحقق معه».

ويجيء حديث مفتي السعودية هذا، في وقت تتوخى فيه أجهزة التحقيق في البلاد، الحذر من إحداث أي ضرر أو انتهاكات بحقوق المستجوبين، وخصوصا الذين يخضعون للتحقيقات في قضايا أمن الدولة.

وشرعت وزارة الداخلية السعودية، مؤخرا، في تركيب كاميرات مراقبة في غرف التحقيق التابعة لخمسة سجون جديدة تم تصميمها وفقا لمواصفات أوروبية بتكلفة 1.75 مليار ريال، وذلك للرجوع إلى تسجيلاتها، في حال ادعى المتهمون أنهم أدلوا باعترافاتهم تحت التهديد.

وخصص مفتي عام السعودية، خطبته أمس، للحديث عن ضرورة إحقاق وإرساء العدل، سواء كان ذلك على صعيد المعاملات الشخصية أو على الصعيد المجتمعي.

ودعا المفتي القضاة السعوديين، إلى أن يقضوا بالعدل بين المتخاصمين، وقال إن «من العدل المطلوب، عدل القاضي في قضائه، فإن الله إذا وفقه فعدل في قضائه وحكم وأقام العدل بالخصوم، فإنه سبب لرضا الله عنه ورضا الناس أجمعين عنه. والقاضي إذا حكم بالحق الذي يعرفه، واتقى الله فيه فإنه ينال المرتبة العالية».

ولم يغفل مفتي عام السعودية، أن يتحدث عن ضرورة توخي المسؤولين في الدولة العدل، وذلك بعدم محاباة أحد على الآخر، أو تقريب أشخاص على حساب آخرين.

وقال: «من أنواع العدل أيضا عدلك في ما أوكل إليك من مسؤولية وفي ما عهد إليك من وظيفة، وأن تقوم بها بصدق وإخلاص وأمانة بعيدا عن المحاباة والتحايل على الأموال العامة، وبعيدا عن سلوك طريق المرتشين، والذين تسول لهم نفوسهم أكل الأموال العامة تحت أي ذريعة كانت».

ودعا مفتي السعودية، أيضا، موظفي الدولة إلى أداء أعمالهم بالشكل المطلوب، وقال إن «من العدل بالعمل أداءه كاملا بصدق وأمانة وإخلاص، والمحافظة على الأموال العامة وعدم الإخلال بشيء منها، كما أن من أنواع العدل كذلك، عدل الراعي في رعيته، وعدل كل مسؤول في مسؤوليته، فلا ظلم ولا جور ولا عدوان، ولا تقريب لهذا وإبعادا لهذا، وإنما ينظر إلى المصلحة العامة التي تحفظ بها الأمور والحقوق».