أهالي منطقة عسير يحتمون من «برد السراة» بـ«حر تهامة»

حجوزات 100% في الشاليهات.. وإقبال على «الحنيذ» و«المظبي»

TT

بدأت رحلة النزوح العسيري نحو سواحل البحر الأحمر في تهامة هربا من شتاء عسير البارد، وبحثا عن الأجواء المعتدلة والطبيعة الخلابة التي تحتضنها منطقة تهامة شتاء. وتقدر جهات غير رسمية حجم نزوح سكان منطقة عسير بـ80 في المائة في بعض الأوقات، خاصة الإجازات الأسبوعية والدراسية، من دون أن تكون هناك تقديرات رسمية، إلا أن تحول الطرق باتجاه تهامة شتاء إلى خلية نحل يؤكد صدقية هذه التوقعات إلى حد كبير.

إلى ذلك، أوضح عبد الله مطاعن، المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة، أن ذلك النزوح يعد فرصة تجارية ثقافية اجتماعية توسع من دائرة النمو الاقتصادي لتهامة عسير وسواحل البحر الأحمر وتساعد على استمرارية السياحة في المنطقة والتي انقسمت ما بين سياحة شتوية وسياحة صيفية، وذلك بحسب قوله يأتي تأكيدا لما تتمتع به منطقة عسير من فرص سياحية تجارية استثمارية على مدار العام.

وأبان المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة بمنطقة عسير أن من أكثر المناطق جذبا لهؤلاء الزوار محافظة رجال ألمع ومحايل عسير وعقبة ضلع والحريضة التابعة لمنطقة عسير إلى جانب شاطئ الشقيق والدرب، والتي تضم عددا كبيرا من الشاليهات والمنتجعات والفنادق والشقق السكنية، حيث يزيد الإقبال على تلك المرافق في مثل هذه المواسم.

من جهة أخرى، أكد العم مغرم علي (رجل تجاوز الستين عاما) أن «انتقال أبناء السراة إلى تهامة عسير في مثل هذا الوقت عادة متعارف عليها بين أبناء المنطقة، فسكان تهامة عسير وتجارها يستعدون لهذا النزوح الجماعي، ويعتدون بالكنوز الطبيعية والشعبية التي تتميز بها هذه المناطق الساحلية».

وأشار إلى أن أغلب سكان السراة يمتلكون عقارات «منازل وأراضي ومزارع»، وهذا بحسب قوله يؤمن لهم الأريحية في التنقل ما بين السراة وتهامة عسير لمدة قد تتجاوز ستة أشهر.

وعلق سالم خلوفة (معلم متقاعد) بأنه يفضل قضاء تلك الإجازات بجانب سواحل البحر الأحمر سواء شواطئ القحمة أو الحريضة أو الشقيق، مرجعا السبب إلى جمال تلك الشواطئ والتطوير القائم حاليا على كورنيش الشقيق على وجه الخصوص.

واستطرد سالم خلوفة بأن الارتفاع ما بين الساحل ومرتفعات عسير ترك فارقا كبيرا بين درجات الحرارة، حيث تقل درجة الحرارة في مدينة أبها وضواحيها لتصل إلى 6 درجات بينما هي في أوج اعتدالها في سواحل البحر الأحمر وتهامة عسير لتصل إلى 27 درجة مئوية. ويقول سالم «إن الانتقال إلى تلك المناطق الدافئة أنعش الحراك الاقتصادي والتجاري والثقافي، فدور الإيواء السكنية تزدحم بأبناء السراة من الزوار والسياح لترتفع أسعارها إلى ما يقارب الـ500 ريال مقابل الليلة الواحدة و900 ريال وأكثر كإيجار للشاليهات والمنتجعات عن يوم الواحد، وبهذا يتم إشغال تلك المرافق بنسبة 100في المائة.

إلى ذلك، أوضح ثامر عسيري، صاحب أحد الشاليهات، أن الطلب على هذه الشاليهات يفوق العرض، حيث يطول طابور الانتظار لشغل تلك الشاليهات، فالزائر يفضل السكن على مقربة من الشواطئ الساحلية كنوع من الترفيه، في حين نجد أن بعض مرتادي تلك الشاليهات يتملكون منازل إما في الدرب أو محايل عسير أو رجال ألمع بالإضافة إلى تهامات بالأسمر وبالأحمر وبني شهر».

وما يزيد تلك المناطق الساحلية وتهامات عسير تفردا مزارع الذرة والمسطحات الخضراء الطبيعية وبعض المواقع التاريخية كقرية رجال ألمع، بالإضافة إلى أهم الأودية وأجملها كوادي ريم ووادي حسوة، إلى جانب بعض الأسواق الشعبية القديمة كسوق الاثنين والخميس برجال ألمع وسوق الأحد بالشعبين وسوق السبت في محايل.

وفي سياق آخر.. تستعد المطاعم والاستراحات بتهامة عسير بالوجبات الشعبية التي تشتهر بها كالمظبي والحنيذ والمضغوط والمشويات المختلفة، وذلك لاستقبال ضيوفها من مختلف مناطق سراة عسير، حيث ذكر خالد الألمعي (صاحب أحد المطاعم في رجال ألمع) أن الحجز لمثل هذه الوجبات لابد أن تكون في وقت مبكر جدا وذلك قبل الموعد بثلاث ساعات على الأقل نظرا للزحام الشديد على الطلب وهذا يدل على كثرة الزوار في مثل هذه الأوقات».

وعن أكثر ما يحرص عليه الزائر في الطلب يقول الألمعي «كثير ما يركز الضيف على اللحم البلدي خاصة «التيوس» لـ«مذاقها الشهي».