مداخلة في الشورى تنتقد الخطوط السعودية وتصف موظفيها بـ«الكسالى»

صفق لها غالبية أعضاء المجلس.. وصاحبها يؤكد لـ «الشرق الأوسط» التعرض لتجربة مريرة الجمعة الماضي

لا يزال يعتقد الكثير من أعضاء الشورى والفعاليات الاجتماعية والمهتمين بالشأن العام أن الخطوط السعودية مقصرة في خدمة ركابها
TT

في الساعة الأولى من جلسة مجلس الشورى السعودي، والمخصصة لمناقشة قضايا الشأن العام، تعرضت مؤسسة الخطوط الجوية العربية السعودية لانتقاد شديد جدا من أحد الأعضاء، حين وصف موظفي المؤسسة بأنهم يتعاملون مع المسافرين بـ«كسل واضح». وعادة ما يحرص المسؤولون في مجلس الشورى على أن تكون جلسة الشأن العام التي تخصص لها أول ساعة من الجلسة الصباحية مغلقة عن وسائل الإعلام، وذلك لما تشهده من انتقادات لاذعة بحق الجهات الحكومية، التي يعمل المجلس على مراقبة وتقويم أدائها من خلال ما يصل إليه من تقارير أداء سنوية لتلك الجهات.

وبالأمس لم يتوانَ اللواء المتقاعد محمد أبو ساق عن توجيه أقسى الانتقادات وأكثرها حدة إلى المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، فقد أبلغ في اتصال هاتفي بأنه كانت له تجربة مريرة معها حينما كان قادما من جدة إلى الرياض، يوم الجمعة الفائت، حيث أطلق انتقادات تحت القبة صفق لها غالبية أعضاء المجلس.

واختصر اللواء أبو ساق ما قاله داخل الجلسة، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بقوله: «ما شاهدته في مطار جدة هو نوع من الكسل وعدم المرونة من قبل موظفي الخطوط السعودية، وعدم اتخاذ ردود فعل إيجابية من قبلهم تجاه المسافرين».

ولخص الحالة التي شاهدها في مطار جدة، الذي يشهد هذه الأيام استنفارا بالغا لبدء وصول الحجاج الراغبين في أداء فريضة الحج لهذا العام، بأنها عبارة عن «حالة من إلغاء الحجوزات وطوابير الانتظار لا تعكس روح يقظة من قبل موظفي الخطوط».

ورأى اللواء أبو ساق أن من الضروري أن يتم تأهيل موظفي الخطوط السعودية على «السلوك الإداري»، لدفعهم للقيام بالخدمة الموكلة إليهم بتفاعل ومرونة، وأن يتحلوا بالتعامل الحسن، وحسن اتخاذ القرار المناسب حيال المسافرين، وأن لا تتأخر الخطوط السعودية عن أن تدفع من جيبها من أجل إركاب المسافرين، وخصوصا المحتاجين للانتقال من مدينة إلى أخرى. وقال عضو مجلس الشورى اللواء أبو ساق إن موظفي الخطوط السعودية يتعاملون بكسل مع المسافرين، ولا يأبهون بالعمل المؤسسي، مشددا على أن من الضرورة على كل موظف في المؤسسة أن يستشعر المسؤولية التي عليه تجاه الركاب.

وطالب اللواء أبو ساق بتغييرات جذرية في ثقافة المؤسسة وفكرها بما يتوافق مع متطلبات الركاب. وقال: «نحن في بلد عظيم وعهد إصلاح»، مؤكدا على أهمية إعادة تنظيم وهيكلة الخطوط السعودية، بما يمنحها حالة من الاستقلالية، مبينا أن شركات الطيران الدولية تقدم مكافأة مالية للراكب الذي يتنازل عن حجزه لصالح راكب مستعجل بسبب ظروفه الخاصة.

وحذر اللواء أبو ساق من مغبة أن تبوء أي حلول فردية تقوم بها مؤسسة الخطوط الجوية العربية السعودية بالفشل، مؤكدا على أن العمل التطويري يجب أن يتم على كل المستويات في المؤسسة للنهوض بدورها الوطني ومسؤوليتها تجاه الركاب.