طاولات وزير العمل الإلكترونية تتأهب للخروج بتوصيات قريبة وبعيدة المدى

اختار 22 شابا وفتاة من الرياض وجدة والدمام

صورة لصفحة وزير العمل السعودي على «الفيس بوك»
TT

شكل وزير العمل السعودي على صفحته في الموقع الاجتماعي «فيس بوك»، فريق عمل تطوعيا، يحلل ويخرج بتوصيات قسمها إلى قسمين، ناتجة من النقاش الإلكتروني الذي شرع الوزير يتخذه منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك مع المهتمين من الشبان والفتيات السعوديين.

وأعلن المهندس عادل فقيه وزير العمل السعودي مساء أول من أمس، اختياره نحو 22 شابا وفتاة، من الرياض وجدة والدمام، سيشكلون ثلاث طاولات إلكترونية، للخروج بتوصيات فضل تقسيمها إلى قسمين، الأول «توصيات يمكن تطبيقها قريبا»، واصفا إياها بـ«المكاسب العاجلة»، والثاني «توصيات تطبق على المدى البعيد».

يأتي ذلك في وقت طرح فيه الوزير خمسة عناوين متعلقة بالوزارة لطرحها للنقاش، مطالبا بالتصويت على الموضوع بطريقة النقر على علامة «like»، وسيحدد العنوان الأكثر تصويتا أولويات النقاش في «البطالة، تحديث أنظمة وزارة العمل، تحديث نظام الكفالة، أداء (خدمات) مكاتب العمل، ومخرجات التدريب المهني»، وبلغ عدد المداخلات في عناوين الوزير الخمسة، 368 مداخلة، فيما صوت على أولوياتها نحو 962 صوتا.

وكتب الوزير في صفحته مساء أول من أمس، ملاحظة قال فيها «سينسق قائد كل فريق مع أعضائه ليعقدوا اجتماعهم الأول خلال أسبوع من تاريخه (...) ومن ثم سيصوتون فيما بينهم لاختيار القائد الدائم للفريق، وستكون مهمة قائد الفريق التنسيق بين أعضاء الفريق في منطقته لوضع جدول الأعمال، وآلية تحليل النتائج وتنسيق المهام بين الأعضاء، ومن ثم التواصل مع قائدي الفريقين الآخرين لتحقيق هدفنا، وهو تكوين قاعدة بيانات للمقترحات مصحوبة بتحليل كل مقترح، إلى جانب اقتراح الخطوات التي يمكن اتخاذها لتطبيقه، ثم الخروج بالتوصيات النهائية».

وأضاف «أود تذكيركم بما سبق وأبلغتكم به، وهو أن عدم اختيار بعضكم ليس لنقص في قدراتهم أو في إمكانياتهم، بل هو اجتهاد مقيد برغبتي في أن يكون العدد محدودا حتى يتمكن أعضاء الفريق من التفاعل والتحاور بطريقة عملية ومعقولة»، متابعا «.. أفادني ترشيحكم، فكونت قاعدة بيانات سأسعد بتحديثها بشكل مستمر، لإضافة أصدقاء يرغبون الانضمام للعمل التطوعي في أي مجال من مجالات الوزارة، وسأعمل في الفترة المقبلة على تشكيل فرق عمل أخرى يختص كل فريق بمحور معين، وسيتم اختيار المرشحين الذين لم يتم اختيارهم مسبقا، للانضمام إلى فرق عمل أخرى بناء على اهتماماتهم وتخصصاتهم».

وجاءت هذه الفكرة، وسط صمت الوزير عن التحدث أو التصريح إلى وسائل الإعلام، مكتفيا بالتواصل في الإعلام الاجتماعي مع الجمهور مباشرة. حيث قال في ملاحظة أخرى كتبها في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «أعزائي (...) أقترح الأخ عبد الله العبيد - وهو أحد المشاركين في صفحة الوزير - تكوين فريق عمل تطوعي من الأصدقاء لدراسة المقترحات المقدمة من قبلكم وتحليلها وتحويلها إلى مجموعة توصيات محددة لتقوم الوزارة بدراستها واتخاذ ما يلزم في هذا الصدد (..) على أن يتكون فريق العمل من القطاعات والفئات المختلفة التي شاركت في التعليقات».

وكان المهندس فقيه أعلن يوم الثالث والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي عن تطوير آلية لخدمة العملاء إلكترونيا، وقال «أعمل وزملائي حاليا على تطوير الآلية». مشيرا إلى أن المرحلة الأولى منها ستبنى على مبدأ التواصل السريع في استقبال الاقتراحات، الاستفسارات، التظلمات، والرد عليها في آن محدد، وفق معايير تقيم سرعة الرد وجودته. وجاء الإعلان بعد أن ذيل رسالة بثها من صفحته على شبكة «فيس بوك»، بعبارة «أخوكم عادل».

وشرع بعدها بخمسة أيام، في طلب المهتمين بتحديد العناوين الرئيسية للنقاش، ونشر ملاحظة قال فيها «آمل منكم ترشيح عناوين المواضيع التي تودون مناقشتها، دون الدخول في التفاصيل، وسأختار خمس قضايا ومن ثم نتواصل للتصويت على أولوياتها».

وزير العمل اتخذ جملة «تحسينات» متعلقة بتواصله مع متابعيه على شبكة الإنترنت، داعيا جميع متابعيه على شبكة «فيس بوك»، إلى الانضمام والتسجيل في صفحة معجبين أو «Fan Page» التي أعلن إنشاءها، معللا أنها تتسع لإضافة مستخدمين أكثر مما يستوعبه المستخدم العادي، في وقت لن يستطيع فيه إضافة أكثر من 5000 صديق على صفحته الخاصة.

وتتيح الفرصة للوزير ولمتابعيه أيضا، سرعة التواصل، حيث لن يتكلف المتابع بانتظار رد طلب الصداقة من قبل الوزير، إذ سيكتفي بالنقر على علامة «like» أو «أعجبني»، مما سيؤول إلى وصول كافة الأنشطة والرسائل التي تصدر عن الصفحة نفسها، وفي الوقت نفسه، سهلت الخطوة على وزير العمل، بعدم متابعة طلبات الصداقة الشخصية التي سيرسلها لمتابعين بشكل دوري.

يأتي ذلك، بعد أن شرع وزير العمل في التواصل مع مستخدمي «فيس بوك»، عقب أن رحب نظيره في وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه، معلنا نبأ انضمام المهندس فقيه إلى مستخدمي الشبكة الاجتماعية واسعة الشهرة.

المهندس عادل فقيه استلم حقيبة الوزارة في التاسع عشر من أغسطس (آب) الماضي وزيرا للعمل خلفا للراحل الدكتور غازي القصيبي، ويرمي إلى تنويع المواضيع المطروحة والقضايا المثارة مع الجمهور في «فيس بوك»، إذ أفضى عدد المداخلات الواسع، إلى اتخاذ الوزير إصلاحاته «الإلكترونية»، معلقا: «وجدت أن الطريقة المثلى لإدارة النقاش هي توحيده، كي أتابعه شخصيا، وبالتالي الاستفادة من آرائكم ومداخلاتكم».

ويشهد «فيس بوك» نشاط الوزير فقيه إلى جانب وزير الإعلام والعدل، ويتسم نشاط كل منهم بشكل مواز للحقيبة التي يحملها، وما إن تلا الدكتور محمد العيسى وزير العدل الدكتور خوجه أول وزير سعودي يتواصل عبر «فيس بوك»، لم ينفك الوزيران عن التفاعل المصاحب للتواصل مع الجمهور، فالوزير خوجه، ينشر نصوصا شعرية ومقالات ونصائح تستهدف محبيه.

أما الدكتور العيسى فينشر بين فينة وأخرى مقالات ونصوصا متعلقة بالقضاء وتطويره. بينما سخر المهندس فقيه صفحته ووقته الإلكتروني، بتنظيم النقاش ورصد الآراء والتواصل الجاد مع الجمهور.