شرعت إحدى الشركات الاستثمارية في القطاع السياحي في تنفيذ مشروع سياحي ضخم على أرض متنزه الملك فهد (أكبر حديقة على مستوى السعودية) المملوك لأمانة المنطقة الشرقية؛ حيث نجحت الأمانة والشركة الاستثمارية في تجاوز العقبات التي شابت المشروع، الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة الشرقية؛ حيث سيتم تحويله من متنزه عام إلى مشروع سياحي ينفذ ويدار من قبل القطاع الخاص.
ومنحت أمانة المنطقة الشرقية شركة «سياحة» العالمية حق استثمار المتنزه وتطويره لمدة 20 سنة بإيجار سنوي قدره 3 ملايين ريال، وستقوم الشركة المستثمرة بتطوير وإقامة مشاريع سياحية وفنادق وصالات ألعاب ومطاعم على مساحة تقدر بـ110 آلاف متر مربع من مساحة المتنزه تمثل 10% من حجم المتنزه البالغ 1.1 مليون متر مربع، وسينفذ المشروع السياحي المتكامل على مدى 3 سنوات، مع تأكيد أمانة المنطقة الشرقية مجانية الدخول للمتنزه، وكذلك توافر الخدمات الأساسية لأهالي وزوار المنطقة الشرقية والعمل على تطويرها في المتنزه وصيانته بعد إنجاز المشروع.
وكشف رائد المرباطي، المدير التنفيذي لشركة «سياحة» العالمية، لـ«الشرق الأوسط» عن أن البداية الحقيقية للمشروع ستكون عام 2012، موضحا أن الشركة ستبدأ بعد نحو 6 أشهر تنفيذ بعض المشاريع الترفيهية على المساحات الخضراء، لكن كمشروع متكامل لن تكون بدايته قبل 2012.
وستنفذ الشركة، بحسب المرباطي، مشاريع تتعلق بالترفيه الداخلي والخارجي، ومنها: مجمع تجاري، وسكن سياحي بجميع أنواعه (شقق وفنادق) يوفر عددا من الخيارات لزوار المشروع المرتقب، إلا أنه لم يكشف عن المبلغ المالي الذي رصدته الشركة لتنفيذ المشروع.
ووقعت شركة «سياحة» العالمية، أمس، في مقر غرفة الشرقية للتجارة والصناعة، اتفاقية مع شركة «شعاع كابيتال العربية السعودية» لتعيينها مستشارا ماليا لمشروع إعادة تطوير متنزه الملك فهد بمدينة الدمام، ووقع العقد عبد المحسن الراشد، رئيس مجلس إدارة شركة «سياحة» العالمية، وعمر بن محمد صائب الجارودي، الرئيس التنفيذي لـ«شعاع كابيتال العربية السعودية»، وذلك بحضور المهندس ضيف الله العتيبي، أمين المنطقة الشرقية وأعضاء مجلس الإدارة والمديرين العامين في الشركتين ونائب رئيس المجلس البلدي المهندس حمد البعادي والمدير التنفيذي للجهاز السياحي بالمنطقة الشرقية عبد اللطيف محمد البنيان، وعبد الله القحطاني، نائب رئيس اللجنة الوطنية للسياحة.
تسعى شركة «سياحة» العالمية من خلال تعيين «شعاع كابيتال العربية السعودية» مستشارا ماليا للمشروع إلى تقديم تصور حول البرنامج التطويري الأمثل من المرافق السياحية المخططة للمتنزه لتحويله إلى وجهة سياحية من الطراز الأول في المنطقة الشرقية.
وتخطط الشركة، التي ستطور مشروعا سياحيا على أرض المتنزه، إلى وحدات سكنية فندقية، بالإضافة إلى مرافق الترفيه ومكاتب ومحلات تجارية ومطاعم وقاعة مآدب للاستخدامات المتعددة، إضافة إلى إنشاء ساحة تتسع لإقامة المناسبات الوطنية، إلى جانب أطول طريق يخصص لممارسة رياضتي المشي والركض في المنطقة الشرقية.
يعتبر متنزه الملك فهد أكبر من أكبر الحدائق على مستوى السعودية؛ حيث تتجاوز مساحته 1.1 مليون متر مربع، شاملة المساحات الخضراء وعشرات آلاف الأشجار، ويمتد المتنزه على طريق الدمام - الظهران السريع في موقع متوسط بين المدن الرئيسية للمنطقة الشرقية (الدمام والظهران والخبر) ويسهل الوصول إليه عبر الكثير من الطرق الرئيسية.
يشار إلى أن المتنزه تم تصميمه في الثمانينات من القرن الماضي ليكون مقصدا لأهالي المنطقة الشرقية وزوارها، ونظرا لترهل المرافق مع مرور السنين فقد قامت أمانة المنطقة الشرقية عام 2010 بإرساء عقد إيجار طويل الأمد لاستثمار المتنزه وتشغيله على شركة «سياحة» العالمية.
من جهته، قال عبد المحسن بن راشد الراشد، رئيس مجلس إدارة شركة سياحة العالمية، إن مجموعته قامت بتأسيس شركة «سياحة» العالمية، وهي تطمح إلى أن «تصبح الشركة الأولى والرائدة في مجال السياحة والترفيه في المنطقة الشرقية»، مضيفا أن «مشروع إعادة تطوير متنزه الملك فهد سيكون حجر الأساس لتحقيق هذا الهدف». وأضاف: «نأمل أن يصبح متنزه الملك فهد من جديد وجهة رئيسية كما كان في الماضي ونتطلع إلى التعاون مع (شعاع كابيتال العربية السعودية) لإنجاح هذا المشروع المهم».
من جهته، قال أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي إن هذا المشروع يشكل نقلة نوعية في مجال الاستثمار السياحي بالمنطقة، ومن المتوقع أن تقوم الشركة بإعادة متنزه الملك فهد لوضعه الطبيعي، والذي يخدم سياحة المنطقة.
وبين العتيبي أن المنطقة الشرقية لديها العديد من المواقع السياحية وتعمل الأمانة على تطويرها لخدمة القطاع السياحي في المنطقة الشرقية بشكل كامل.