«القطة» في الأضحية.. ظاهرة تغزو حائل تفاديا لارتفاع أسعار الأغنام

الأفراد تحولوا للاشتراك في شراء الإبل.. بعد وصول سعر الخروف لـ2000 ريال

TT

انتهج بعض الأفراد نهجا حديثا في موسم الأضاحي لهذا العام، وهو قيامهم بشراء الأضحية بما بات يعرف بشراء عن طريق «القطة»، وهي تجمع الأموال من بعض الأفراد والاشتراك في أضحية واحد.

وبدأت مجموعات تفد لأسوق الماشية بغرض شراء «الإبل» للأضحية بقصد الشراكة بعضهم مع بعض، مرجعين ذلك إلى انخفاض تكلفة الشراء الجماعية مقارنة بأضحية الأغنام.

وبحسب فرحان القفيعي، أحد العاملين بتجارة المواشي بمنطقة حائل (شمال السعودية) فإنه يوجد مجموعات تفد للسوق بغرض شراء «الإبل» للأضحية للغرض نفسه.ومع كل عام، تقتصر زيادة الطلب على الأغنام للأضحية أكثر من الماعز والجمال والأبقار، التي لا تجد رواجا ملحوظا في موسم الأضاحي، بسبب العادات والأعراف الاجتماعية، التي تحبذ ذبح الأغنام للأضحية.

وتوقع عاملون في حقل أسواق المواشي في شمال السعودية ارتفاع أسعار المواشي، وذلك بعد أن سجلت أسعار الأضاحي ارتفاعات متتالية منذ مطلع شهر ذي الحجة، ودعمت تلك الآراء بزيادة الطلب عليها واتجاه السوق المحلية إلى التصدير للأسواق بالمناطق الأخرى، فيما تأثرت هذه الأسواق أيضا بالارتفاعات لسعر الشعير الذي تجاوز الخمسين ريالا للكيس الواحد.وقدر فرحان القفيعي سعر الخروف التام للأضحية ما بين 1200 إلى 2000 ريال، ويعتبر موسم الأضاحي من أهم المواسم لدى مربي الأغنام، خصوصا في الشمال من البلاد الذي يحوي جل الأغنام، وخصوصا ما يعرف بـ«النعيمي» ومن خلاله يتم عرض إنتاجهم خلال عام كامل، وهو موسم رئيسي بالنسبة لهم.

وبحسب القفيعي، فإنه يوجد مجموعات تفد للسوق بغرض شراء «الإبل» للأضحية بغرض الشراكة بعضهم مع بعض، نظرا لانخفاض تكلفة الشراء الجماعية مقارنة بأضحية الأغنام.

ويعرف في التعاليم الشرعية، أن رأس الماشية الواحد من الأغنام لا يجزئ إلا عن شخص واحد.

وفي ظل هذه الارتفاعات لسعر الضأن يبقى سعره عائقا أمام البعض لشرائه والأضحية به، وهنا عمد البعض لتجاوز ذلك بتكوين شراكة بشراء جمل تام للأضحية بحيث لا يتجاوز العدد المسموح به شرعا للشراكة، ولتكون تكلفته أقل من الضأن.

ويلجأ البعض الآخر من ذوي الدخول المحدودة لشراء سندات الأضاحي بسعر لا يتجاوز 400 ريال، لتفادي الأسعار المرتفعة للأضاحي مدعومة بشرعيتها وجوازها من العلماء ويتسنى له الأضحية بأسعار في متناول يده.

يشار إلى أن الأبقار لا تجد رواجا كبيرا في سوق الأضحية محليا، على الرغم من شرعية أضحيتها، ويحدد عمرها بسنتين، وتجزئ عن 7 بيوت، وذلك بسبب العادات والتقاليد التي تحبذ أكل لحم الأغنام عوضا عن الضأن والماعز والإبل، ومع ذلك لا يجد لحم البقر طلبا في الأسواق إلا عند بعض المغتربين.

وفي المقابل تزدهر سوق الجلود خلال موسم الأضاحي، حيث تعمل مصانع الجلود مع وسطاء في المسالخ والجزارين الجوالين لشراء جلود الأضاحي، وسط مطالبات بالمحافظة على الجلود أثناء عملية السلخ، ويتوقع أن يتداول أكثر من مليوني جلد بمناطق البلاد المختلفة خلال 3 أيام فقط، عدا مكة، لوجود مشروع الأضاحي والهدي. وذكر لـ«الشرق الأوسط» محمد عبد الوهاب، مسؤول بأحد المسالخ بحائل شمال العاصمة الرياض، أن جلد «الخروف النعيمي» هو الأغلى والأكثر طلبا من قبل مصانع الجلود، ويتراوح سعره ما بين 10 إلى 15 ريالا، ويعد جلد الجمل الأقل طلبا والأقل سعرا حيث لا يتجاوز سعره 2 ريال فقط، ويأتي بعده جلد الماعز ويقدر بـ5 ريالات، فيما يرتفع سعر جلد البقر ليصل لنحو 30 ريالا.