تجار يطالبون العلماء بحثّ السعوديين على توسيع خيارات الأضاحي

بعد أن قفز الطلب على بعض الأنواع من الماشية لمستويات قياسية

TT

طالب تجار ومستثمرون في قطاع الأغنام، كبار العلماء في السعودية بحثّ السعوديين على توسيع خيارات شراء الأضاحي، وذلك بعد أن قفز الطلب على بعض الأنواع من الماشية لمستويات قياسية، وصل السعر في أقصاها إلى ألفي ريال.

واتهم عبد الله الشلوي صاحب شركة «الشلوي للمواشي» خلاله تصريحه لـ«الشرق الأوسط» السعوديين بأنهم هم الذين رفعوا أسعار «النعيمي»، على الرغم من وجود بدائل مثل «السواكني والبربري وغيرهما»، حتى أصبحت الأضحية للنعيمي فقط.

وطالب الشلوي المشايخ والعلماء بتوعية المواطنين والمقيمين بجواز التضحية بأنواع أخرى حتى تقل الأسعار ويقل الطلب على نوع واحد من الأضاحي.

ويبين الشلوي أن أسعار شركات المواشي ثابتة حتى يوم العيد، وأن الارتفاعات تكمن في الباعة المتجولين.

وتشهد أسوق الأضاحي حاليا في البلاد نوعا من الهدوء حتى ما قبل يوم التاسع من ذي الحجة (يوم الوقفة) في ظل توقعات بالارتفاع دون سابق قول، بسبب الكثير من العوامل التي تكون لها صلة بالتجار والعرض والطلب والاستيراد للمواشي في هذه الأوقات، وقد استعرضت «الشرق الأوسط» تلك الأسباب في تقرير أعدته خلال جولة ميدانية في قامت بها، جمعت الأسواق المواشي الرئيسية في العاصمة الرياض لبيع الأضاحي ممثلة بسوقي «العزيزية» و«النسيم».

وفي إحصائيات تشير إلى ارتفاع أسعار المواشي خلال الخمسة أيام التي تسبق عيد الأضحى من كل عام، حيث وصلت معدلات الارتفاع إلى ما يقارب 25 في المائة في عدد من الأسواق الرئيسية، وهي نسبة تنخفض بعد نهاية اليوم الثاني من العيد من 15 إلى 10 في المائة.

وهناك أسباب رئيسية وثانوية تقف خلف توجه بعض السعوديين إلى التقليل من عدد الأضاحي في العيد خلال هذه الأيام، نظرا للمبالغة في أسعارها التي باتت تفوق طاقات كثير من المواطنين «محدودي الدخل»، نظر إلى الحاجة الماسة لها. وبالنظر تجاه هذه الظاهرة والقضية التي تظهر من جديد، فهناك أنواع من الأغنام أكثر شيوعا بين الأوساط السعودية، خصوصا في المناطق الوسطى والشمالية من البلاد، وهي «النعيمي»، ويعتبر الأفضل لدى السعوديين، و«النجدي» يأتي في المرحلة الثانية، نظرا لارتفاعه في السعر عن «النعيمي» بنسبة 33 في المائة، فيما يأتي «السواكني» و«البربري» في القائمة الأخيرة لديهم، على الرغم من أن الضأن الخيار الأول ثم تأتي بعده الإبل والأبقار، نظر إلى عدم الرغبة.

ومن الطبيعي ألا توجد هناك حالة رضا لدى الطرفين، سواء التجار أو المشترون، فالتجار يرون أن غلاء الأسعار أتى من غلاء الأعلاف الذي فاق التوقعات، وإيجار المكان، وحتى في وقت الصعود تكون هناك وفرة لكن لا تسمح بتغطية فترة الخسائر مع استمرار غلاء أسعار الأعلاف، وكذلك ما يتبع ذلك من رسوم نظامية وأجور عمالة وغيرها.

ويقول أحد بائعي المواشي المتجولين لـ«الشرق الأوسط» إن البيع في ساحة السوق يعطي المزيد من نسبة البيع من وقت إلى آخر من خلال الوجود في ساحات أسواق الماشية، حيث إن معظم المشترين يوجدون هنا، أتوقع ارتفاع الأسعار بعد أيام قليلة وربما تصل إلى أكثر من 1200 ريال للنعيمي وأقل قليلا للنجدي، أما بقية الأنواع فرغم أن لها مريديها ولكنها تبقى من 350 - 500 في أفضل الأحوال.

فيما يقول البعض إن هناك قابلية للارتفاع وسوف تصل إلى 1500 - 2500 ريال، وأنه لا يوجد هناك فرق شاسع بين شراء الأضاحي في وقت الذروة وتربيتها في المنازل نظر للارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف التي باتت ترهق الكثير.

ويذهب أحد العمال السودانيين للحديث عن الوضع المستخدم للزبائن الخاصين نظرا لعدم وجود مساحة كبيرة في وضع العروض الخاصة لهم، وذلك لأن أسعار الأعلاف والأغنام باتت مختلفة عن السنوات الماضية، وسيكون هناك ارتفاع ملحوظ في الأسعار، خصوصا في الأسبوع الأخير الذي يسبق العيد، والذي يعتبر الأسبوع المملوك لأصحاب الماشية.

فيما يقول سلطان القحطاني «شخصيا أتوقع أن يصل سعر النعيمي والنجدي إلى أكثر من 1500 ريال، خصوصا في اليومين اللذين يسبقان العيد، وتأتي الارتفاعات مفاجئة وقوية، وستشهد السوق ازدحاما كبيرا في الأيام المقبلة، مؤكدا أن الكثير من مرتادي السوق لديهم خبرة كافية، ولم يعد أحد يجهل الكثير من الأمور التي ينبغي التأكد منها قبل الشراء، وخصوصا الفوارق بين أنواع الأغنام وتسويق المريضة وحقن بعض المواشي بالأدوية المنشطة وارتفاع الأسعار المبالغ فيه، خصوصا في يوم عرفة، وهو من أهم الأشياء التي ستدعم السوق وتخفض الأسعار المتابعة وفتح الاستيراد.

أما المواطن حسين السالم فيطالب بآلية معينة للحد من تذبذب الأسعار وصعودها المفاجئ والمنتظر خلال الأيام القليلة المقبلة، ويطالب بخفض أسعار الأعلاف حتى لا يكون للتاجر حجة.

ويفضل الكثير من السعوديين النعيمي والنجدي، ولكن الغالب منهم يحرص على شرائه قبل وصول الأسعار فوق 1300 ريال، أي قبل العيد، والبعض يقول إنه عند الاضطرار يقوم بشراء السواكني لسعره المعقول بشرط ألا يتجاوز 650 ريالا، وهو سعر قد تحتاج للمساومة الطويلة قبل الحصول عليه في الأيام الأخيرة التي تسبق العيد.