الفريق التويجري لـ «الشرق الأوسط»: ليس لدينا ما نخفيه والدول تسعى للاستفادة من خبراتنا في إدارة الحشود

في حوار شامل مع مدير عام الدفاع المدني عن خطط مواجهة المخاطر وإدارة الأزمات بالسعودية

الفريق سعد بن عبد الله التويجري مدير عام الدفاع المدني
TT

يتحمل الدفاع المدني في السعودية مسؤوليات جسيمة في حماية الأرواح والممتلكات، ويضاعف من ضخامة هذه المسؤوليات المساحة الشاسعة للبلاد والتنوع الكبير في طبيعتها الجغرافية وأقاليمها المناخية، وما تشهده المملكة خلال السنوات الماضية من تسارع في وتيرة التنمية، وإنشاء عدد كبير من المدن الصناعية والاقتصادية.. يضاف إلى ذلك كله الملايين من الحجاج والمعتمرين الذين تستقبلهم المملكة سنويا، والذين يتحمل الدفاع المدني مسؤولية الحفاظ على أمنهم وسلامتهم من المخاطر كافة. كما أن الكثير من وسائل الإعلام وجهت أصابع الاتهام بالتقصير إلى جهاز الدفاع المدني، على خلفية الكثير من الكوارث الطبيعية التي شهدتها السعودية مؤخرا: كأحداث سيول جدة وقرى العيص بالمدينة المنورة، وما تزامن معها من نزوح لأعداد من المقيمين على الشريط الحدودي مع اليمن إبان المواجهات المسلحة بين الحوثيين والسعودية. حول هذه المسؤوليات والمخاطر، التقينا الفريق سعد بن عبد الله التويجري، مدير عام الدفاع المدني، في حوار شامل تطرق خلاله إلى تفاصيل خطط الدفاع المدني لموسم الحج هذا العام، وآليات مواجهة الكوارث في جميع مناطق المملكة، بالإضافة إلى ما اعتبرها مدير عام الدفاع المدني إشادة من قِبل عدد من دول العالم بما يحققه جهاز الدفاع المدني من السعودية نجاحات في برامج إدارة الحشود، دفعت ببعض تلك الدول لطلب الاستفادة من تلك البرامج، وما حمله التويجري من عتب على وسائل الإعلام، من تعاطيها السلبي مع جهود الدفاع المدني وعدم حرصها على توثيق أخبارها الصحافية التي تنقلها عن الدفاع المدني، وغيرها من التساؤلات.. وإلى نص الحوار:

* بداية.. نتوقف عند خطة الدفاع المدني لحج هذا العام، هل تختلف عن خطة العام الماضي؟ - استعدادات الدفاع المدني لموسم الحج تبدأ فور انتهاء أعمال الحج كل عام، لدراسة وتقييم الأداء والوقوف على أبرز الإيجابيات والسلبيات، وبحث أفضل السبل لتقييم الإيجابيات وعلاج السلبيات، إن وجدت. وعلى مدار العام، تقوم فرق متخصصة برصد كل المستجدات والمتغيرات، وتحليل ما قد يرتبط بها من مخاطر تهدد أمن وسلامة الحجيج، وإعداد قائمة بالمخاطر الافتراضية المتوقعة خلال موسم الحج، والمواقع التي يمكن أن تحدث بها. وعلى ضوء أعمال الرصد والدراسة، يتم إعداد الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني بالحج، واتخاذ الإجراءات كافة لتنفيذها، بعد اعتمادها من الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، ورئيس لجنة الحج العليا. وخطة هذا العام 2010م تستوعب عددا من المخاطر كالأمطار والسيول والانهيارات الصخرية والتلوث البيئي، وتشغيل قطار المشاعر في مرحلته الأولى، والمخاطر الناجمة عن اجتماع ملايين الحجاج في أماكن محدودة في التوقيت ذاته من التدافع والزحام وغيرها.

* هل أدت المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية والمشاريع الجديدة في حج هذا العام، إلى تحديث خطة انتشار مراكز الدفاع المدني؟ - عدد مراكز الدفاع المدني وخطة انتشارها يرتبطان بمواقع المخاطر الافتراضية، بما يسهم في تعزيز الإجراءات الوقائية والتدخل السريع لمواجهة هذه المخاطر في حال حدوثها، لا قدر الله. ولا شك في أن المشاريع الضخمة، التي نفذتها الدولة لتيسير مناسك الحج، وفي مقدمتها منشأة الجمرات بطوابقها الخمسة، التي تستوعب أكثر من 400 ألف حاج في الساعة لأداء هذا النسك، بكل يسر وبأقل درجات المخاطر - أدت إلى تحديث خطة انتشار مراكز الدفاع المدني في المشاعر، ودمج بعض المراكز، دون أي نقص في حجم القوات أو الوحدات الميدانية، بدليل أن عدد الضباط والأفراد والموظفين المدنيين المشاركين في خطة هذا العام، وصل إلى أكثر من 13 ألف مشارك، يضاف إلى ذلك ما أتاحته التقنيات الحديثة والآليات المتطورة من إمكانات هائلة في تنفيذ خطة الطوارئ في الحج بكل فاعلية. * هل يمكن أن تعرض لنا مثالا على استفادة الدفاع المدني من التقنيات الحديثة، وما المعدات أو الآليات الجديدة التي تمت إضافتها إلى قوات الدفاع المدني بالحج؟ - هناك أمثلة كثيرة، لعل أبرزها استخدام نظم المعلومات الجغرافية، التي تعرف عالميا باسم ««GPS – GiS»، في رصد وتحليل المخاطر وتحديد مواقع وقوع الحوادث بدقة، باستخدام المصورات الجوية، لتوافقها مع أنظمة تتبع المركبات وتحديد مواقع المتصلين. ومن الأمثلة أيضا تجهيزات طائرات الدفاع المدني الحديثة بأنظمة الرؤية الليلية، التي تمكنها من القيام بمهامها على مدار الساعة، وتتيح لها أيضا إمكانية توجيه الوحدات الميدانية لأفضل الطرق للوصول لمواقع الحوادث. وهناك أيضا الكاميرات الرقمية التي تنقل صورة حية ومباشرة لحركة الحجيج في العاصمة المقدسة والمشاعر إلى غرف عمليات الدفاع المدني، لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع الطوارئ فور حدوثها. ويستدرك بالقول: «لا أبالغ عندما أقول إن المعدات والآليات التي تشارك في تنفيذ خطة الدفاع المدني بالحج هي الأحدث مما تنتجه شركات معدات السلامة والحماية المدنية في العالم، ونحن حريصون على ذلك بما يتناسب مع طبيعة المخاطر الافتراضية خلال موسم الحج، أو المخاطر الأخرى التي قد تحدث في جميع مناطق المملكة، وهذا العام يشارك في خطة الدفاع المدني عدد من الآليات الجديدة التي تدخل الخدمة لأول مرة، منها سيارات إطفاء متطورة تصل قدرتها على الضخ لأكثر من 3800 لتر في الدقيقة من مواد الإطفاء، وسيارات مزدوجة الاستخدام لمهام الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، وقوارب حديثة مجهزة لأعمال الإنقاذ المائي، وسيارات تحمل سلالم يصل ارتفاعها إلى 56 مترا، ليصل عدد الآليات والمعدات إلى أكثر من 4000 آلية متعددة الاستخدامات، إضافة إلى 15 طائرة من أسطول طيران الدفاع المدني.

* يتخوف البعض من تأثير حشد هذا العدد الكبير من الآليات والقوى البشرية في الحج، على قدرات الدفاع المدني في بقية المناطق، ولا سيما في ظل وجود تقارير تشير إلى احتمالات سقوط أمطار غزيرة على عدة مناطق، فما مدى صحة هذه المخاوف؟ - آليات الدفاع المدني المشاركة في الحج ليست تابعة لإدارات الدفاع المدني في أي منطقة، كونها خاصة بأعمال الحج، كما أن حجم القوى البشرية المشاركة في أعمال الحج لا يتجاوز 20 – 25% من حجم قوات الدفاع المدني في كل منطقة، بل على العكس، فإن جاهزية هذه القوات والآليات تمثل دعما سريعا في حال حدوث أي حوادث كبيرة تتطلب التحرك السريع، أو إسناد قوات الدفاع المدني في أي منطقة، ولا سيما المناطق القريبة من مكة المكرمة، لاحتمال سقوط الأمطار عليها.

* عمد الدفاع المدني إلى التعاطي مع تجربة إدارة الحشود بالحج.. كيف وجدتم تلك التجربة في السنوات الماضية، وما تطلعاتك لها هذا العام؟ - دعنا نؤكد مجددا شمولية خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في الحج، بما في ذلك إدارة الحشود البشرية بالتنسيق مع الجهات المعنية كافة. وتميز الأداء يعكس رقي مستوى التنسيق بين الأجهزة الحكومية، تحت مظلة لجنة الحج العليا برئاسة وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، ومتابعة أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية، وتوافر الإمكانات اللازمة لتنفيذ الخطة. ولنأخذ مثالا على ذلك، حملة «لا حج بلا تصريح»، ونجاحها في تقليل ظاهرة الافتراش بالعاصمة المقدسة والمشاعر، وبالتالي زيادة قدرة الدفاع المدني على إدارة الحشود الكبيرة من الحجاج، وكذلك التعاون مع وزارة الحج في معرفة أعداد الحجاج في كل عام، ومن ثم بناء قاعدة بيانات تتضمن نوعية وعدد الوحدات والفرق اللازمة لتأمين سلامتهم في جميع مراحل الحج. ونحن نرى أن ذلك يمثل نجاحا لجهودنا في ترسيخ مفهوم الدفاع المدني، وتأكيد أن مسؤولية السلامة من المخاطر لا تقتصر على رجال الدفاع المدني فقط، بل هي مسؤولية جماعية تشمل الجهات والوزارات الحكومية والأهلية كافة، وحتى المواطن والمقيم من خلال التزامه متطلبات السلامة والحماية المدنية.

* ثقافة السلامة.. إلى أي مدى تحقق هذا المفهوم في الحج؟ وهل ثمة جهود للدفاع المدني لترسيخ هذه الثقافة؟

- من الملاحظ وجود قدر ملموس من المعرفة بشروط السلامة بين الحجاج، لكنها لا ترقى إلى مستوى الطموحات، وهو الأمر الذي يحيلنا إلى الحديث عن مسؤولية الدول التي ينتمي إليها الحجاج في مجال التوعية بشروط ومتطلبات السلامة، ولعل تجربة ماليزيا في توعية الحجاج من النماذج الرائعة التي نلمس نتائجها. ونحن نعمل جاهدين لتوعية الحجاج بشروط ومتطلبات السلامة عبر عدد من البرامج التوعوية، التي تشمل المطبوعات والهدايا التوعوية وفرق التوعية الجوالة، واستثمار وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية كافة في بث هذه الرسائل أثناء وجود الحجاج في المملكة، إضافة إلى اللوحات الإرشادية في المشاعر، التي تقدم الإرشادات بأكثر من 13 لغة، وتعتمد الصورة للوصول إلى الحجاج الذين لا يجيدون القراءة والكتابة.

* ذكرت بعض المصادر المطلعة، تلقي المديرية العامة للدفاع المدني طلبات من بعض الدول للاطلاع على تجربتكم في إدارة الحشود، ما مدى صحة هذه الأخبار وكيف كان تعاملك مع تلك الطلبات؟؟ - في كل عام نستقبل وفودا من عدد من الدول العربية والإسلامية، وبعض الدول الأوروبية، للاطلاع على تجربة الدفاع المدني في الحج، وبحث سبل الإفادة منها في إدارة الحشود الكبيرة في هذه الدول. ونحن نرحب بذلك، في إطار توجهات حكومة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – لتعزيز التعاون الدولي في مجالات الإغاثة الإنسانية ومواجهة الكوارث، من خلال عضوية الدفاع المدني السعودي بالمنظمة الدولية للحماية المدنية، أو جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، أو من خلال اتفاقيات التعاون الثنائي مع الدول الشقيقة والصديقة.

* على خلفية ذكرى سيول جدة التي تزامنت مع موسم الحج العام الماضي، نتساءل عن وجود خطط الطوارئ المعتمدة لمواجهة الكوارث والأزمات في المملكة؟ - هناك حقائق لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن خطط مواجهة الكوارث والأزمات، أهمها اتساع مساحة المملكة، والتنوع الكبير في تضاريسها الجغرافية وأقاليمها المناخية، إضافة إلى ما تشهده جميع المناطق من تسارع في عجلة التنمية في مختلف المجالات، وإنشاء عدد كبير من المدن الصناعية والاقتصادية، واستقبال المملكة ملايين الحجاج والمعتمرين سنويا. وعلى ضوء هذه الحقائق، عمدت المديرية العامة للدفاع المدني إلى بناء خريطة للمخاطر المحتملة في كل منطقة، وتحديث هذه الخرائط بصفة مستمرة، وإعداد خطة عامة ومجموعة من الخطط التفصيلية لمواجهة الأزمات أو الكوارث في كل منطقة، ويتم اعتماد هذه الخطط من قبل أصحاب السمو أمراء المناطق ورؤساء لجان الدفاع المدني بها، وتحتوي هذه الخطط على قائمة بالمخاطر المقترحة في كل منطقة، وتحديد مسؤولية جميع الوزارات والجهات الحكومية المعنية في تنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني في مواجهة الأزمات والكوارث، ولعل تجربة أحداث العيص (شمال المدينة المنورة، حيث شهدت اهتزازات أرضية وتوقع ثورة بركان في تلك المنطقة)، وتزامن سقوط الأمطار على بعض المناطق معها - تكشف عن شمولية وجاهزية هذه الخطط.

* يطالب البعض بإنشاء هيئة متخصصة لإدارة الكوارث، تكون مساندة للأداء الوظيفي للدفاع المدني بالسعودية؟؟ - هذا الكلام يتردد بين حين وآخر، لكن دعنا من المسميات ولننظر في الأداء الوظيفي لمثل هذه الهيئة، في حال إنشائها، وما الذي تضيفه لقدرات الدفاع المدني ولجانه في جميع المناطق، أو تنفيذ الخطط الخاصة بالوقاية من الكوارث والتخفيف من آثارها، فالعبرة ليست بوجود هذه الهيئة من عدمه، بل بما يمكن أن تمثله من إضافة نوعية في التعامل مع الكوارث والحوادث الكبرى، مع التسليم بأن الطابع الفجائي لبعض الحوادث كالزلازل والسيول والبراكين يمثل صعوبة في التعامل معها، وليس أدل على ذلك من زلزال فيجي وفيضانات باكستان وحرائق الغابات في الولايات المتحدة وروسيا وإعصار كاترينا في الولايات المتحدة الأميركية، والأمثلة كثيرة.

* ما مدى رضاكم عن جهود الدفاع المدني في المواجهات العسكرية ضد المتسللين في الشريط الحدودي الجنوبي مع اليمن؟ - نحن راضون عن أداء الدفاع المدني أثناء العمليات العسكرية في المناطق الجنوبية، الذي كشف عن جاهزية الدفاع المدني لأداء مهامه في أوقات الحرب بدرجة الجاهزية نفسها لأداء مهامه في أوقات السلم، فقد تمكن الدفاع المدني، بالتعاون مع القوات المسلحة، في إخلاء قرى بكاملها من السكان وإيوائهم في مخيمات مجهزة بالكامل، وتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية للتخفيف عن أبناء هذه الأسر محنة مغادرتهم لمنازلهم، مع التسليم بأن العمل في مثل هذه الظروف يمثل تحديا كبيرا لرجال الدفاع المدني.

* يوجه للدفاع المدني الكثير من الانتقادات في بعض وسائل الإعلام المحلية، كيف تتعاملون مع تلك الانتقادات، في ظل تزايدها خلال الفترة الماضية؟؟

- طبيعة عمل الدفاع المدني ورسالته الإنسانية في حماية الأرواح والممتلكات تجعله دائما موضع انتقادات من قبل من يتعرضون للخسائر، فالشخص الذي يفقد قريبا أو صديقا في إحدى الحوادث ذات الصلة بعمل الدفاع المدني، قد يوجه بعض الانتقادات لرجال الدفاع المدني، مدفوعا بمشاعر الحزن والألم، ونحن نقدر ذلك، وفي بعض الحوادث يتحول النقد واللوم إلى شكر عندما ينقذ رجال الدفاع المدني أحد الأشخاص، لكن الذي لا نتفهمه هو الانتقادات التي توجه للدفاع المدني عبر وسائل الإعلام قبل التثبت منها ومعرفة الحقيقة.

* لكن، ألا يعني ذلك وجود خلل في علاقة الدفاع المدني بوسائل الإعلام المحلية؟ - ربما يكون هناك قصور في أدوات التواصل من قبل وسائل الإعلام والدفاع المدني، أو اعتماد بيانات ومعلومات غير دقيقة في متابعة بعض الأحداث، لكن من جانبنا نحن حريصون على التعامل بكل شفافية مع وسائل الإعلام، فليس لدينا ما نخفيه أو نسعى لإخفائه، بل نسعى جاهدين إلى الاستفادة من وسائل الإعلام في نشر ثقافة السلامة بين جميع فئات المجتمع، ونتعامل بجدية وموضوعية مع النقد الهادف لعلاج أي خلل أو قصور في الأداء، ونعمل جاهدين على الارتقاء بقدرات الناطقين الإعلاميين للدفاع المدني في جميع المناطق، من خلال دورات في كبريات المؤسسات الإعلامية. من جهة أخرى، خصصت قيادة الدفاع المدني بالحج 9 وحدات متخصصة للحفاظ على سلامة الحجاج مستخدمي قطار المشاعر، الذي يبدأ تشغيله في حج هذا العام 2010م، حيث إن تشكيل كل مجموعة يضم ضابطين، ووحدة إطفاء مكونة من 6 أفراد ومثلها للسلامة، ومجموعة للإخلاء الطبي تتكون من 48 ضابطا وفردا خارج محطات القطار والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى وحدتين للدفاع المدني في مخارج الطوارئ في المنطقة بين مشعري مزدلفة وعرفة، تضم فرقا للإطفاء المجهزة بسيارات مزدوجة، بالإضافة إلى وحدة للتدخل السريع، للتعامل مع حوادث تسرب المواد الكيميائية للقيام بأعمال الرصد والتطهير على طول مسار القطار من عرفة ومزدلفة ومنى. ويعد مشروع قطار المشاعر أحد التحديات الجديدة التي تواجه الدفاع المدني في موسم حج هذا العام، مما دفعهم لتحديد 10 مخاطر رئيسية، بعضها بسبب عدم اكتمال جاهزية القطار من أنظمة التحكم الآلي، حيث تتم عمل القيادة خلال الحج عبر القوى البشرية، بالإضافة إلى مخاطر الحريق على متن القطار أو أعطال الخطوط الكهربائية التي تغذيه، وتشمل قائمة المخاطر: الحرائق في المستودعات ومراكز الصيانة، نتيجة عدم اكتمال أنظمة الحماية، ومخاطر الصعق أو الزحام داخل المحطات وصالات الانتظار ومناطق تخزين القطار، ومخاطر السيولوالتي قد تتسبب في انحراف القطار عن مساره. وعلى مسار ذي صلة، فقد دشن الفريق التويجري مدير الدفاع المدني بالسعودية صفحة الدفاع المدني على الـ«فيس بوك»، بعد أن سبقها تدشين قناة الدفاع المدني على الـ«يوتيوب»، وتأتي هذه الخطوة - بحسب مصادر مطلعة بجهاز الدفاع المدني - في سبيل الاستفادة من تقنيات الإعلام الجديد والنشر الإلكتروني، التي يرون في كونها من وسائل التوعية التي تسهم في انخفاض معدلات الحوادث التي يباشرها الدفاع المدني في مختلف مناطق المملكة. وفي خطوة تعد هي الأولى من نوعها، اعتمدت غرفة عمليات الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة آلية لإرسال رسائل إلكترونية إلى المبلغين عن الحوادث، بهدف التأكيد على أهمية الدور الذي يقوم به المبلغ، وطمأنته وإرشاده إلى ما يجب عمله لتجنب مخاطر الحوادث والتقليل من آثارها لحين وصول رجال الدفاع المدني. وتتلقى غرفة عمليات الدفاع المدني بمكة، عبر عدد كبير من الشاشات متعددة الأحجام، صورا مباشرة ينقلها 1700 كاميرا تغطي جميع أحياء العاصمة المقدسة والمنطقة المركزية في محيط المسجد الحرام، ومشاعر منى وعرفة ومزدلفة، بالإضافة إلى عدد كبير من الكاميرات داخل المسجد. كما تم في هذا العام الاستفادة من نظام «واصل»، وهو النظام الخاص بتحديد العناوين البريدية للأفراد والمساكن، للحد من البلاغات الكاذبة واختصار زمن تلقي البلاغ، ونقله في الوقت ذاته لأقرب الوحدات الميدانية من موقع الحادث، مع تقديم كافة المعلومات الإحصائية والبيانية والجغرافية التي يمكن الاستفادة منها في التعامل مع الحوادث على اختلاف أنواعها وأسبابها.