وزير الصحة السعودي: نخطط لموسم الحج المقبل مع انقضاء ثالث أيام التشريق

قال في حوار لـ «الشرق الأوسط» إن وزارته تدخل في تحد لحماية البلاد من تسرب وانتشار الحالات المرضية المعدية والمحجرية

د. عبد الله الربيعة وزير الصحة السعودي
TT

الجانب الصحي في موسم حج كل عام، من أهم الأمور التي تراعيها الحكومة السعودية، التي تعتبر خدمة حجاج بيت الله الحرام بكافة أشكالها تكليفا مبنيا على تشريف من رب العزة والجلال.

أعلى رجل في السلطة الصحية في السعودية صارح وتحدث بكل شفافية عن تأدية الخدمة الصحية، لملايين البشر، ممن قطعوا آلاف الأميال لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.

الجراح العالمي الذي اشتهر بفصل التوائم السيامية الدكتور عبد الله الربيعة، في أول ظهور إعلامي له منذ تعيينه وزيرا للصحة، يرى في حوار مطول مع «الشرق الأوسط» أن هناك عاملا مشتركا يشاطره فيه جميع أبناء شعبه، كشعب وأمة عريقة، فحب خدمة حجاج بيت الله الحرام، تأسس في نفوسهم منذ الصغر، لتتعامل الأجيال جيلا بعد جيل مع خدمة حجاج بيت الله، كتكليف مبني على تشريف من الباري عز وجل.. هذه الإضاءات وغيرها تطرق لها الدكتور الربيعة.. فإلى نص الحوار:

* في البداية.. نود الحديث عن الوضع الصحي لموسم حج هذا العام؟

- الحمد لله، موسم حج هذا العام كان ناجحا بكل المقاييس، وأحب أن أطمئن الجميع أن الوضع الصحي مطمئن ولله الحمد والمنة، ولم تسجل أي أمراض وبائية أو محجرية خلال موسم حج هذا العام.

* السعودية تشارك كل سنة برسم خطة صحية، تطبقها وزارة الصحة بأذرعتها المساعدة خلال موسم الحج.. هل لنا بمعرفة تلك الخطة التي تنوون العمل وفقها خلال موسم حج هذا العام؟

- تقوم وزارة الصحة ومع الانتهاء من موسم الحج الماضي بوضع خطة الحج القادم بعد دراسة السلبيات إن وجدت ومناقشتها ضمن لجان الحج التحضيرية بشكل دقيق وتحديد الجهات أو اللجان المسؤولة وبعدها يتم وضع خطة علمية تقوم على أساس العمل الجماعي المشترك ويتم تنفيذها من خلال ثلاث مراحل، الأولى مرحلة الإعداد والتحضير، وبدأ العمل في هذه المرحلة من 13/12 نهاية موسم الحج المنصرم 1430هـ لبداية موسم حج هذا العام 1431هـ وتم فيها مراجعة أدلة وإجراءات العمل وخطط الحج الصحية والوقوف على الاحتياجات والمتطلبات لحج عام 1431هـ.

ثم تلتها مرحلة بداية التنفيذ والمتابعة، وبدأ العمل بهذه المرحلة من 15/6 ويستمر العمل فيها حتى نهاية موسم الحج وتم خلالها إقرار خطط الحج الصحية، وتنفيذ برامج وخطط الحج الصحية ومتابعة مراحلها المختلفة.

وتلي تلك المرحلة، مرحلة الإشراف الميداني، ويبدأ العمل بها من 1/11/ 1431هـ، ويتم خلالها تحديد المسؤولين الذين سيكون لهم دور ميداني في خطة الحج الصحية ويتطلب العمل وجودهم بالمشاعر المقدسة، وبدء الجولات التفقدية للمشاعر المقدسة، ومراجعة خطط الحج الصحية وما يطرأ عليها من تعديلات والعمل على تنفيذها.

وكما تعلم، وزارة الصحة ترتكز خطتها لموسم حج هذا العام على تقديم خدمات وقائية وإسعافية، وعلاجية متطورة لحجاج بيت الله الحرام، وزوار مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خلال العمل الجماعي المنسق بين رؤساء وأعضاء اللجان والقطاعات الصحية المختلفة وترتكز الخطة الصحية على عدة محاور تتمثل في تقديم خدمات صحية متكاملة، طبقا للمعايير الدولية المتعارف عليها، وتسخير كافة إمكانات وطاقات الوزارة في أقصى درجة من الاستعداد، بالإضافة إلى التعامل مع الحاج في بلده، من حيث وضع الاشتراطات الصحية والتطعيمات اللازمة والحصول على تأشيرة الحج بموجب الالتزام بهذه الاشتراطات، والعمل بأسلوب المناظرة الصحية والتأكد من أخذ جميع الحجاج التطعيمات واللقاحات اللازمة وحسب الاشتراطات الصحية.

ولا تغفل، بصراحة، وزارة الصحة، عملية توعية الحجاج من الناحية الصحية، والتي تبدأ في بلد الحاج، وعند وصوله بالمنافذ، وأماكن السكن، وأثناء الحج بالمشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة، وزارة الصحة في المملكة تحرص على الوقاية من الوبائيات.

وعلى الميدان، عملنا على توزيع القوى العاملة الوطنية، مع الاستعانة بالقوى العاملة الزائرة في التخصصات النادرة، مثل العناية المركزة والطوارئ وطب القلب.

ولا أخفيك، فقد بات من مهام الوزارة أيضا، مكافحة أمراض الحج المعروفة، مثل ضربات الشمس وحوادث السقوط وجلطات القلب والغسيل الكلوي والتسمم الغذائي.

ويتكرّس ذلك عمليا، عند تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية في المشاعر، مع التأكيد على تجهيز أسرة العناية المركزة والبالغ عددها هذا العام 1431هـ (371) سرير عناية مركزة موزعة على مختلف مناطق الحج.

* هذه الخدمات التي تحدثت عنها تحتاج بالتأكيد لكادر طبي متخصص عالي التدريب، على الأقل لتحقيق ما يسمى «حفظ الأمن الصحي» في موسم حج هذا العام؟

- بالفعل، هذا صحيح، فقد جندت الدولة عبر وزارة الصحة أكثر من (19) ألف موظف وموظفة، من أطباء وفنيين وممرضين وإداريين، لخدمة ضيوف الرحمن وتوفير الخدمات الوقائية والعلاجية بمختلف مناطق الحج والطرق المؤدية إليها، وهنا أستطيع القول بأن خطة وقائية شاملة تم إعدادها، تكثف من خلالها حملات التوعية الصحية.

* هذا يقودني لسؤالك عن عدد المستشفيات والمصحات التي شيدتها السعودية لخدمة حجاج بيت الله الحرام في موسم الحج لهذا العام؟

- في البداية دعني أقول لك، إن الدولة والقائمين عليها أخذوا على عاتقهم توفير الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام ممثلة في وزارة الصحة، والتي سعت جاهدة من خلال الخطط والبرامج لتوفير وتسخير كافة الإمكانات التي وفرتها الدولة، وتجهيز مرافقها الصحية بالمشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة والمدينة المنورة والطرق المؤدية إليها، لتقديم خدمات عالية الجودة خلال موسم الحج، من خلال عدد من المرافق الصحية الدائمة، أو الموسمية، حيث عمل كل مرفق طبقا لخطة العمل المحددة. أما عن عدد المرافق الصحية من مستشفيات ومراكز صحية التابعة للوزارة فيوجد (24) مستشفى موزعة على كل من مكة المكرمة (7) مستشفيات، والمدينة المنورة (10) مستشفيات، ومشعر منى (4) مستشفيات، و(3) مستشفيات بمشعر عرفات تبلغ سعتها الإجمالية (4005) أسرة.

وهنا أريد أن أذكر أن هذا العام، تم تجهيز كافة المراكز الصحية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة والتي يبلغ عددها 144 مركزا صحيا لموسم الحج، حيث يوجد 127 مركزا صحيا بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، منها 31 مركزا بمكة المكرمة و46 مركزا بعرفات، و28 مركزا بمنى، و6 مراكز بمزدلفة، و16 مركزا على منشأة الجمرات، هذا إلى جانب تجهيز المراكز الصحية الخمسة الموجودة داخل الحرم المكي والمراكز الصحية الخمسة الموجودة بساحات المسجد الحرام، وتجهيز المراكز الصحية التي تعمل خارج العاصمة المقدسة والبالغ عددها 45 مركزا صحيا، وتشغيل المركز الصحي بمراكز توجيه الحجاج بكل من طريق مكة - جدة السريع، وطريق مكة - المدينة السريع، والمراكز الصحية الموسمية وعددها 5 مراكز بموقف حجز السيارات في مداخل مكة المكرمة إلى جانب (17) مركزا صحيا بمنطقة المدينة المنورة منها (3) مراكز صحية بالمنطقة المركزية حول الحرم النبوي الشريف.

* وهل في جعبتكم مشاريع صحية تنوون تشييدها في المستقبل على الأراضي المقدسة؟

- بالتأكيد.. نحن في كل عام في الحقيقة نقوم بدراسة كافة التقارير الميدانية، ونسعى للتعرف على مدى الحاجة إلى إضافة خدمات جديدة، سواء كانت تلك الحاجة تستدعي التفكير في وجود مستشفى، أو مركز صحي، أو طب ميداني.

وحسب الإحصائيات السنوية والمؤشرات الصحية التي أعدتها الوزارة، وتتضمن عدد المراجعين ومعدلات شغل الأسرة، مقارنة بما يتم تأمينه سنويا لخدمة الحجيج، نلاحظ عدم الحاجة لبناء مستشفيات أو مراكز صحية جديدة بالمشاعر المقدسة، في كل عام نقوم إما بإضافة مشروع جديد، أو تجديد وتعزيز الخدمات القائمة، من خلال المشاريع الترميمية في خطة الوزارة.

* هنا، أريد أن أسأل سؤالا، بالتأكيد أنتم تواجهون الحاجة لتقديم خدمات صحية عبر مستشفيات ميدانية «مؤقتة» تقام في بداية الموسم وتلغى بانقضاء النسك؟

- بالفعل، وزارة الصحة تهيئ (7) مستشفيات بالمشاعر المقدسة، منها (4) مستشفيات بمشعر منى، و(3) أخرى بمشعر عرفات، لخدمة الحجاج وجميعها تعمل ما بين يومين إلى أربعة أيام خلال العام فقط.

هنا أريد القول إن وزارة الصحة تعمل على قدم وساق على دعم هذه المستشفيات، من خلال تجهيز كافة المراكز الصحية الموسمية بالمشاعر المقدسة والطرق المؤدية إلى المدينة المنورة والعاصمة المقدسة، والتي يفوق عددها (100) مركز صحي، إضافة إلى ذلك يتم تجهيز أسطول طبي ميداني، يعمل كمركز صحي متنقل على مدار الساعة، قوامة 95 سيارة إسعاف صغيرة عالية التجهيز، تقدم الخدمات العلاجية والإسعافية في أماكن وجود ضيوف الرحمن، ويعمل عليها فرق طبية وتمريضية مؤهلة ومدربة تدريبا عاليا.

* دعنا ننتقل لمحور آخر، هل هناك أمراض تخشون أن تظهر هذا العام، وما هي الاحترازات العملية؟

- بالتأكيد، وزارة الصحة تحرص كل الحرص على صحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام، نحترز بخطط وقائية شاملة، تمنع وفادة الأمراض الوبائية والمجهرية، التي تخضع للوائح الصحية الدولية وتساعد في الاكتشاف المبكر لحالات الإصابات بالأمراض المعدية ذات الأهمية، واتخاذ الإجراءات الاحتوائية والوقائية السريعة حيالها، بدءا من استعداد الحجاج في بلدانهم وحتى مغادرة المملكة، ولا أخفيك، فالخطة تهتم بحصر واحتواء تفشي الأمراض الوبائية والمحجرية، التي قد تحدث خلال موسم الحج، وكذلك إحكام السيطرة على الموقف الوبائي للأمراض المعدية أثناء وبعد موسم الحج.

كما قلت لك في السابق، وزارة الصحة في السعودية تطبق اشتراطات صحية على جميع الحجاج القادمين من خارج المملكة لأداء الفريضة، حيث يخضع الحجاج لكشف دقيق في منافذ المملكة المختلفة قبل دخولهم الأراضي السعودية، للتأكد من خلوهم من أي أمراض وبائية أو معدية، والخروج بحج خال من هذه الأمراض.

هذه المنافذ تعتبر بوابات المراقبة الصحية لجميع الحجاج القادمين إلى المملكة، ومن هذا المنطلق تركز الوزارة في خطتها لموسم الحج على الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والإسعافية، المقدمة في مراكز المراقبة الصحية في منافذ المملكة الجوية والبحرية والبرية، من وإلى المشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة، والتي تحقق الرقابة الفنية، وتطبيق قواعد الحجر الصحي على وسائل النقل المختلفة والحجاج القادمين، والمواد الغذائية المستوردة، لحماية المملكة بإذن الله من تسرب الحالات المرضية المعدية والمحجرية وانتشارها.

ولا يفوتني القول إن وزارة الصحة في المملكة، ظلت تراقب وتتابع كل التفشيات الوبائية للأمراض المعدية عالميا وإقليميا ومحليا، من خلال الرصد الوبائي والتواصل مع المنظمات الدولية الصحية مثل منظمة الصحة العالمية والمراكز الدولية مثل مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض في أميركا وأوروبا.

وعلى ضوء ذلك، يتم إصدار وتطبيق الاشتراطات الصحية لموسم حج هذا العام، والتي شملت التحصين ضد كل من مرض (الحمى المخية الشوكية، والحمى الصفراء، الإنفلونزا الموسمية بجميع أنماطها ومنها A(H1N1) على جميع الحجاج).

وعلى العموم فقد قمنا بتهيئة وتجهيز مراكز المراقبة الصحية في منافذ المملكة الجوية والبحرية والبرية باللقاحات والعلاج الوقائي، للقادمين حسب الدول التي يقدم منها الحجاج، إضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية.

* بصراحة، ما الدول التي يؤرق الحجاج القادمون منها وزارة الصحة السعودية؟

- إن المملكة العربية السعودية لا تحجر على حجاج دولة بعينها لسبب ما، إلا أن وزارة الصحة تحرص في إطار جهودها الرامية لإنجاح موسم الحج لهذا العام على التعاون مع المنظمات الصحية الدولية المختلفة، ومنها منظمة الصحة العالمية للوقوف على الوضع الوبائي العالمي أولا بأول، حيث يتم ذلك عن طريق تزويد الوزارة بالمعلومات والمستجدات العالمية حول الأمراض المعدية، أو ظهور أوبئة بكافة بلدان العالم التي يفد منها الحجاج، وتزويد الوزارة بالمطبوعات الدورية التي تصدرها منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى مساعدة الدول التي يفد منها الحجاج قبل قدومهم لأداء مناسك الحج أو العمرة، وعلى ضوء ذلك، نعمل على إصدار وتطبيق الاشتراطات الصحية لموسم الحج والعمرة، حسب التفشيات الوبائية والأمراض المعدية لكل دولة.

* ولكن بصراحة.. كيف تتعامل المملكة مع (شبح إنفلونزا الخنازير) الذي عاد يطل من جديد لا سيما أن المملكة أعلنت قبل وقت قريب عن وفاة عدد من الحالات جراء حملها الفيروس؟

- منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق انتهاء مرض الإنفلونزا A(H1N1) كوباء عالمي، ولكن الفيروس ما زال موجودا في بعض الدول مثل، (نيوزلاند وشيلي) لذا أوصت وزارة الصحة السعودية، من خلال اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية في اشتراطاتها الصحية لهذه السنة الحجاج سواء من الداخل أو الخارج، بالتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية، والذي يشتمل على النمط (H1N1) بالإضافة إلى العاملين في برنامج الحج.

* وكيف تقيمون مستوى الضوابط الصحية التي تشترطونها لأداء فريضة الحج لحجاج الداخل؟

- أعتقد أن مراقبة ومتابعة الوضع الصحي الوبائي عالميا ومحليا، وكذلك عمليات التقصي الوبائي والمتابعة المستمرة، التي تقوم بها اللجنة الوطنية العملية للأمراض المعدية، وما تم خلال السنوات الماضية، من إعلان خلو موسم الحج سنويا من الأمراض المعدية، والإشادات التي تصل لوزارة الصحة من المنظمات والمراكز الدولية، دلالة واضحة على فعالية هذه الاشتراطات.

* إذن تغيير أو إضافة أي بند من الاشتراطات والقوانين الصحية التي تفرضونها على حجاج الداخل والخارج لا تتم إلا عبر الإطلاع على التقارير الدولية وليست المحلية فحسب؟

- بالتأكيد، هذا الأمر يتوقف على الوضع الصحي العالمي وتغير فصول السنة التي تصادف مواسم الحج والعمرة، إضافة إلى ما يستجد من تطورات علمية في مجال اللقاحات والتطعيمات والتفشيات الوبائية.

* وهل لنا بمعرفة كيف يقيم وزير الصحة أداء الشباب السعودي في المستشفيات التي تقدم خدماتها في مواسم الحج؟

- أثبتت تجربة وزارة الصحة في مواسم الحج، تفاني الشباب السعودي كممارس صحي في مختلف التخصصات في خدمة ضيوف الرحمن، إنفاذا لتوجيهات قيادة هذا البلد الطاهر، بتقديم أفضل الخدمات، ومنها الخدمات الصحية لضيوف الرحمن، كما يعتبرون هذه الخدمة شرفا لكل سعودي، حيث خص المولى عز وجل مملكتنا الغالية (مهبط الوحي) بهذه الاستضافة الكريمة.

* وفي ذات الوقت.. وكوزير صحة.. كيف تقيم دور المرأة السعودية في تقديم الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام؟

- السنوات الأخيرة - ولله الحمد - وبفضل الوعي الكبير بأهمية وشرف هذه الخدمة، شهدت حضورا نسائيا كبيرا من بنات الوطن لخدمة ضيوف الرحمن، حيث أصبحت حصة المرأة السعودية سواء كانت طبيبة أو ممرضة أو إدارية في تزايد بين القوة العاملة في الحج، بل البعض منهن آثر أن يخدم الحجيج تطوعا ابتغاء الأجر والثواب.

* وهل لنا أن نعرف كم ما تم صرفه من المال لموازنة حج هذا العام، فيما يتعلق بالصحة؟

- أعتقد أن جميع ما يصرف في خدمة ضيوف الرحمن، وخاصة ما يقدمه أبناء هذا الوطن، هو واجب لا يقدر بثمن، ولا يخفى على الجميع ما يحظى به القطاع الصحي من دعم شخصي من لدن خادم الحرمين الشريفين، الذي ساهم ولا يزال ولله الحمد، في الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، وفي انتشار المرافق الصحية في كافة أرجاء البلاد، وتأتي خدمة حجاج بيت الله الحرام وتوفير الرعاية الصحية لهم، ترجمة أكيدة لهذا الدعم، وأولوية تحرص الوزارة على تنفيذها، بما يحقق تطلعات القيادة، ويلبي احتياجات ضيوف الرحمن الصحية، وهذا شرف كبير لقادة هذا البلد المعطاء وشعبه الكريم، حيث يبذل الجميع الغالي والنفيس لخدمة ضيوف الرحمن.

* وهل تضعون في حساباتكم إمكانية أن تلجأوا لأي دولة في حال احتجتم المساعدة وتقديم العون فيما يتعلق بالأمور الصحية وضبطها خلال مواسم الحج؟

- أود أن أحيلكم في الإجابة على هذا السؤال، إلى ما قالته المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، عندما حضرت مؤخرا المؤتمر الدولي الذي دعت إليه المملكة لطب التجمعات والحشود البشرية، والذي أثنت فيه على الخبرات المتراكمة لحكومة خادم الحرمين الشريفين في التعامل مع الحشود في المجال الصحي، بل أكدت أن خبرات المملكة نموذج يحتذى به ويجب أن يقتدى به من قبل دول العالم بأسره.

* بعض الحجاج من الخارج من كبار السن، البعض منهم يعاني من أمراض في القلب، أو الشرايين، والبعض الآخر يعاني من إشكاليات في الكلى.. هذا النوع من الحجاج، كيف تتعامل معه وزارة الصحة السعودية؟

- هناك بعض الحجاج يعجز عن إجراء عملية قلب مفتوح، أو ربما قسطرة قلبية، في بلاده، والبعض منهم قدم لأداء موسم الحج، وتعرض لوعكة صحية، نقابلها نحن بإجراء كافة التشخيصات الطبية عالية الدقة، وإن استدعى الأمر إجراء عملية جراحية أو تدخل جراحي من أي نوع فلا نتوانى في ذلك، وأؤكد لك، أن عشرات من عمليات القلب المفتوح، والقسطرة القلبية أجريت لعدد من الحجاج القادمين من الخارج، وأبدوا سعادة غامرة في نفوسهم، تجلت تلك الفرحة، بمد يد العون لهم، وإجراء أي فحوصات لازمة أو عمليات جراحية، البعض منهم عجز عن إجرائها في دولته.

هنا يتجلى في نفوس الشعب السعودي كشعب وأمة عريقة، حب خدمة حجاج بيت الله الحرام، الذي تأسس في نفوسهم منذ الصغر، لتتعامل الأجيال جيلا بعد جيل مع خدمة حجاج بيت الله، كتكليف مبني على تشريف من الباري عز وجل.