السيارات الخاصة تدر دخلا إضافيا للسعوديين وقت الحج

كلفة الانتقال من المطار إلى جدة وصلت إلى 100 دولار

TT

تفاوتت أسعار النقل الخاص في كل من جدة والمشاعر المقدسة بين 30 و100 دولار للمشوار الواحد من مطار جدة، في وقت شددت فيه السلطات الرسمية بعقوبات على المخالفين للأنظمة بالدخول إلى المشاعر المقدسة، سواء على ناقلي الحجاج غير النظاميين أو خلافهم وصولا إلى تهريب العمالة الراغبة في استغلال الموسم بالوصول إلى مناطق أخرى داخل السعودية.

في المقابل، يستثمر شبان سعوديون ومقيمون يعملون في السعودية فرصة المواسم لتحسين الدخل، وسط موجة غلاء للأسعار يقابلها شح في عدد الوظائف مع انخفاض الرواتب المقدمة للشبان في الوظائف الحالية. وبالنظر إلى العقوبات التي تواجه من تضبطه الجهات الرسمية ينقل الحجاج غير حاملي التصريح، فإن ذلك «يعرضهم للمساءلة والعقوبة القانونية» كما يقول المقدم بدر المالك، وهو المتحدث باسم الجوازات السعودية. مشيرا إلى أنه «ستقضي العقوبة بحجز سيارة الناقل، وغرامة مالية تبلغ 10 آلاف ريال، وذلك لمن ينقل مخالفي نظام الإقامة، وستتعدد بعدد المنقولين من المخالفين».

أما ناقلو الحجاج الرسميين فإن العقوبة تقل عن ذلك، لكن السلطات تترصد في نقاط التفتيش لكلتا الحالتين. وأكد المتحدث باسم الجوازات السعودية أن مراكز التفتيش تتوزع على نحو 12 مركزا في مداخل مكة، وأربعة مراكز في المدينة المنورة، تتصدى لأي مخالف لنظام الإقامة، بينما تتمركز جملة نقاط تفتيش مرورية في كل من «الشميسي، وهي نقطة تفتيش الخروج من جدة، وكرا للنازلين من مدينة الطائف عبر عقبة الهدا، والشرائع للقادمين من مدينة الطائف ولكن عبر طريق السيل».

ولم يبالِ الشاب، الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، بالتشديد الأمني الذي تتخذه الجهات الرسمية حيال أصحاب السيارات الخاصة الذين يحولونها إلى «تاكسي» خاص بنقل الحجاج أو المعتمرين، على حسب الموسم. وكان يهمس للقادمين عارضا خدمة التوصيل صالة القدوم بمطار الملك عبد العزيز في جدة، بقوله «مشوار، مكة، سيارة جديدة». وبعد انتظار لم يتجاوز نحو 15 دقيقة عرض الشاب أسعاره على شابين يريدان الوصول إلى مكة، رغم كونهما قادمين بالتنسيق مع حملة حج داخلية. قال أحدهما لـ«الشرق الأوسط» حول سبب رغبته في استقلال التاكسي: «لأن الحملة ستنتظر الركاب القادمين على الرحلات الأخرى، ولا أريد الانتظار مدة أطول، قدمت للحج وليس للانتظار». بينما لم يمانع من دفع ما يقارب 100 دولار (375 ريال).

يعود هنا الشاب صاحب السيارة الخاصة قائلا: «لا أنقل غير حاملي التصريح، ولكن أكتفي بالحجاج الرسميين أو أصحاب الأعمال في الحج، لأن هناك عملاء يمثلون قطاعات الأعمال أو العاملين في جهات حكومية يفضلون السيارة الخاصة للذهاب والقدوم من مكة».

وفي داخل المشاعر المقدسة منعت السلطات المعنية بالحج دخول السيارات الصغيرة من دخول المشاعر. ورغم ذلك لفت الشاب أحمد المجرشي، وهو أستاذ إدارة الأعمال في جامعة جازان، يؤدي مناسك الحج هذا العام، إلى أن النقل داخل مكة والمشاعر لا يختلف في سعره المبالغ عن استقلال السيارات خارج مكة. ولكن عبر الشاحنات الصغيرة أو المتوسطة الملحقة بصندوق خلفي يكفي لنقل 30 شخصا على الأقل، إلى جانب سيارات الميني باص. يقول المجرشي (28 عاما) لـ«الشرق الأوسط»: «دفعت 30 دولارا (نحو 100 ريال)، لمسافة لا تتجاوز 4 كلم، وذلك من منى إلى الحرم المكي.. ركبت في صندوق خاص بشاحنة متوسطة.. أشعر أن السعر مرتفع ومبالغ فيه، لأن السعر نفسه ينطبق أيضا على أصحاب الدراجات النارية».