«هدايا الحجاج» مقتنيات بذكريات خالدة تتناقلها الأجيال

يحرصون على توثيق رحلتهم إلى المشاعر المقدسة

الحجاج يحرصون على شراء هدايا ومقتنيات المشاعر توثيقا لرحلتهم المقدسة («الشرق الأوسط»)
TT

يأبى حجاج بيت الله الحرام مغادرة المشاعر المقدسة دون اقتناء هدايا أو تحف تحمل مدلولات مكانية تجسد رحلتهم وتوثقها حيال المشاعر، التي مثلت في أحد الأيام حلما يصعب تحقيقه.

وقبل أن تنتهي مناسك الحج هذا العام، يتأهب التجار في مدينة جدة لاستقبال ضيوف الرحمن المنتهين من أداء مناسكهم، إذ عرض التجار والبائعون بضائعهم في الشوارع والدكاكين، في مشهد تنافسي لاجتذاب الحجيج، وذلك بعرض أشكال ومستلزمات يتوقعون أنها تستهوي الحجيج بمختلف جنسياتهم وأعراقهم.

وأكد محمد العمري، وهو صاحب متجر لبيع المطرزات والهدايا في منطقة في جدة، أن الطلبات تكثر على المدلولات والرموز الدينية، المتجسدة في سجاجيد الصلاة وكتب الأذكار والتحف الدينية واللوحات القرآنية، إضافة إلى اللوحات الجدارية لصور الحرم المكي والمدني.

محمد المربعي، وهو شاب عشريني يبيع الهدايا منذ وقت طويل، يبين أن موسم الحج يعتبر ناشطا مقارنة ببقية المواسم الأخرى، لا سيما أن المشترين يختلفون من شتى بقاع العالم، وقال: «يحرصون على اقتناء المطرزات والأقمشة والهدايا التي تذكرهم بزيارتهم التاريخية».

ويؤكد المربعي، الذي يكرر الذهاب إلى المشاعر منذ صباه وهو في العاشرة، أن طبيعة الهدايا التي يقبل عليها الحجيج لم تختلف كثيرا عما هي عليه الآن، إلا أن التطور الجديد طال صناعة البعض منها. مدللا بأن بعض المنتجات كانت تصنع يدويا باتت الآن إلكترونية.

وزاد: «بعض الحجاج، يحرصون على شراء تلك الهدايا غير مكترث إطلاقا بالقيمة المادية، فتجده يقتني الأحجار الكريمة بمختلف أنواعها، بينما البعض الآخر تجده يبحث عن الهدايا الرمزية فقط»، مشيرا إلى أن اختيارهم لهداياهم يخضع لعدة ضوابط من ضمنها الوضع المادي للحاج وعمره وموطنه.

وواصل: «يحرص كبار السن من الحجاج، على اقتناء السبح والسجاجيد والمصاحف، بينما تهتم السيدات الكبار باختيار الإكسسوارات والسبح، أما الفتيات والشبان يفضلون الهدايا الخفيفة والعصرية، فيختارون التحف وبراويز الصور».

وهناك نوع آخر من الهدايا التي يحرص الحجيج أو زوار بيت الله الحرام على اقتنائها، تتمثل في التمور بمختلف أنواعها إلى جانب ماء زمزم، والمصاحف المرتلة، إضافة إلى كتب العلوم الشرعية ودهن العود.

وحول طبيعة الهدايا التي تحرص على اقتنائها، بينت مريم وهي سيدة ستينية قدمت إلى الحج من الجزائر، اهتمامها وشغفها الشديد بمختلف أنواع السُّبح، خاصة المصنوعة من حجر الكهرمان والأحجار الكريمة، وتقول: «أحب كل هدية تعيد إلى التاريخ، وتذكرني بزيارة الأماكن الطاهرة».