خالد الفيصل: وجهني خادم الحرمين برفع تقرير سريع عن مشكلة الازدحام عند نفرة الحجيج

أكد وجود خطط للقضاء على ظاهرة الافتراش.. و20% نسبة انخفاض الحجاج غير النظاميين عن العام الماضي

الأمير خالد الفيصل خلال المؤتمر الصحافي في منى أمس (تصوير: مروان الجهني)
TT

بالتزامن مع النفرة، أكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أن هناك خططا للقضاء على ظاهرة الافتراش والحجاج غير النظاميين، مشيرا إلى أنه تم البدء في تنفيذ الخطط منذ العام الماضي، وكان لها تأثير إيجابي، وفي هذا العام كان التأثير الإيجابي أكثر، حيث قلت نسبة الحجاج غير النظاميين عما كانت عليه في العام الماضي بنسبة 20 في المائة وهذا شيء جيد.

وقال الفيصل، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس بمقر الإمارة في مشعر منى، وحضرته وسائل الإعلام المحلية والدولية وبعثات الحج الإعلامية: «ستتم مواجهة هذه المشكلة لعدة سنوات قادمة، وكلنا أمل في أن التنظيمات والتشريعات الجديدة سوف تحد في كل عام عما كانت عليه النسبة في العام الذي قبله، ونأمل أنه في خلال بضع سنوات من الآن أن نقضي فعلا على مشكلة الافتراش وتسلل عدد كبير من الحجاج غير النظاميين».

وزف الفيصل التبريكات للقادة المسؤولين، بنجاح موسم حج هذا العام من خلال التسهيلات التي قدموها والفرص التي أتاحوها لأبناء هذا الوطن العظيم ليؤدوا ما وجب عليهم نحو دينهم وبلادهم وحجاج بيت الله الحرام، كما قدم التهنئة لكل حجاج بيت الله الحرام على إتمامهم هذا الركن من أركان الإسلام وأداء فريضتهم بكل يسر وسهولة، وحمد الله على ما مكن به هذه البلاد قيادة وشعبا على تقديم ما يمكن تقديمه من خدمة وتسهيلات لأداء هذه الفريضة من قبل الوفود الإيمانية الإسلامية التي وفدت على هذه الأرض المقدسة لأداء فريضة الحج. وقال أمير مكة: «نحن راضون جدا عن النجاح الذي حققته هذه التنظيمات ومنها منع المركبات الصغيرة»، مضيفا أنه «لا تزال هناك تجاوزات وخروقات، وأن العزم على تلافيها خلال الأعوام المقبلة، حيث سيكون هناك إن شاء الله انضباط أكثر، وذلك من خلال أمرين الأول عن طريق الحملات التوعوية التي نقوم بها في كل عام قبل الحج، والأمر الثاني هو التشدد في تطبيق النظام»، مجددا العزم على تطبيق النظام بكل حزم وبكل قوة.

وفيما يتعلق بتطوير مشاريع المسجد الحرام والمطاف، أوضح أن هناك خطة ودراسة يتم إجراؤها الآن وسيتم الانتهاء منها خلال الأشهر القليلة المقبلة لمخطط شامل لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وسيتم عرضها على خادم الحرمين الشريفين، وعند إقراره سوف يبدأ التنفيذ فورا في هذا المخطط والرؤى والدراسات المقدمة، كما أن هناك دراسات أمر بها خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المطاف، وكذلك لحركة النقل لمكة المكرمة بالنسبة للدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام وللدخول والخروج من وإلى مكة المكرمة واستخدام أحدث وسائل النقل لهذه المدينة المقدسة، وقال: «كما تعلمون إصرار القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، على جعل مكة المكرمة من أجمل المدن في العالم».

وحول سؤال عن تقييم الخدمات والدروس المستفادة من الموسم، أفاد أمير مكة، أنه في كل عام يتم تقييم ما حدث في الموسم ودراسة الإيجابيات والسلبيات وتطوير الإيجابيات ومعالجة السلبيات وتحويلها إلى إيجابيات، كما تتم الاستفادة من الدروس في كل عام وليس في مرة واحدة أو مناسبة واحدة، مبينا أن هناك دراسة الآن على وشك الانتهاء منها وهذه الدراسة تشمل جميع المشاعر المقدسة بالإضافة إلى مكة المكرمة وتشمل الدراسة الطرق والسكن والإقامة والمشاة وكل العناصر التي تهم الحاج في هذه المشاعر المقدسة إن شاء الله، موضحا أن هناك دراسة لإمكانية التحكم في كل المنافذ من مكة إلى المشاعر المقدسة، مبينا أنهم مع الزمن والوقت سيتغلبون على هذه المشكلات وسيتحكمون فيها إن شاء الله.

وحول التعاون مع الدول الإسلامية في توعية حجاجها، قال: «إن هناك تنسيقا كبيرا بين وزارة الحج والوزارات المعنية والمؤسسات المعنية بالحج والحجاج في هذه الدول، مبديا تقديره واحترامه لبعض الدول التي قامت بالتوعية والتوجيه لوفودهم قبل وصولهم إلى هذه البلاد»، مفيدا أن بعض الدول لا تزال لا تقوم بتوعية حجاجها، راجيا أن يكون هناك اتصال وتنسيق بين جميع الوزارات المعنية (وزارة الحج والثقافة والإعلام والشؤون الإسلامية والخارجية) لاستخدام أفضل الطرق ووسائل التوعية، فلابد أن يأتي الحاج من بلاده وهو يعي تماما ما هو مطلوب منه وما سوف يؤديه وكيف يؤديه في هذه البلاد والمشاعر المقدسة لكي تكون رحلته ميسرة ومسهلة ودون مشكلات، مشيرا إلى أن النواحي الشرعية تقوم بها الحكومة خير قيام بالتوعية الدينية والشرعية وليست هناك مشكلات في هذا الصدد.

وحول عدد الحجاج هذا العام، قال الأمير خالد: «ما أعلن رسميا أنه مليونان و800 ألف حاج تقريبا، هذا هو الرسمي، وأعتقد أن هناك عددا أكبر من الحجاج غير النظاميين والمتسللين».

وحول الجدول الزمني لتحويل الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة من الامتداد الأفقي إلى الامتداد الرأسي والعمودي، رد الأمير خالد في إجابته: «لا أستطيع أن أعطيك برنامجا أو جدولا زمنيا بذلك، لأن المشروع تحت الدراسة، وعندما ينتهي سوف يقدم إلى خادم الحرمين الشريفين، وإذا أقره سوف يبدأ التنفيذ فورا ويعلن عن المدة الزمنية».

وعن وجود نية لتحديد عدد الحجاج، جاء رده: «بالنسبة للحجاج القادمين من خارج المملكة هناك اتفاق وخطة متفق عليها بين الدول الإسلامية أن هناك نسبة معينة لكل دولة بعدد سكانها من الحجاج، ولكن المشكلة أن هذه النسبة تزيد كل عام لأن نسبة السكان في تلك الدول تزيد كل عام، ولا أدري إلى متى سوف نستطيع استقبال الزيادة في كل عام، والمشكلة الأخرى التي يجب أن تحل بسرعة وهذه في أيدينا نحن في داخل المملكة العربية السعودية هي الحجاج غير النظاميين من داخل المملكة، وهذه لا بد أن تحل عاجلا وأن توضع لها حدود وإلا سوف تكون فوضى».

وحول من ساهم في تسلل الحجاج غير النظاميين إلى المشاعر المقدسة، قال: «إن التساهل في عدم احترام النظام يشجع على الفوضى؛ فالتساهل مع النظاميين الذين يحترمون النظام وأما الذين لا يحترمون النظام فلا يجب التساهل معهم».

وأضاف أمير مكة: «من أهم الأمور التي يجب أن تحل وبسرعة وهي محل اهتمام سيدي خادم الحرمين الشريفين ويتابعها دائما وأخر مرة تابعها معي ليلة النفرة من عرفات إلى مزدلفة، ووجهني خادم الحرمين الشريفين بالوقوف ورفع تقرير سريع له عنها، وهي مشكلة الازدحام في هذا اليوم عندما ينصرف الحجاج من منى إلى مكة والازدحام حول الحرم وداخل الحرم».

وأكد الفيصل، أن «القيادة واعية لكل المشكلات والسلبيات وتقوم بمعالجتها، وخادم الحرمين الشريفين يحث دائما على تقديم المقترحات وبسرعة لتلافي جميع السلبيات وتخطي جميع المشكلات».

وحول الحملات الوهمية أوضح، أنه تم أمس القبض على أحد أصحاب هذه الحملات الوهمية، مؤكدا أن «العقوبات على أصحاب هذه الحملات دون المستوى المأمول، ولكن المراقبة والمتابعة ليست دون المستوى المأمول، ولن نترك أي متلاعب أو متهاون في تطبيق الأنظمة أو هؤلاء الناس الذين لا يخافون الله ويستعملون الغش والتدليس في ابتزاز حجاج بيت الله الحرام ولن نتسامح معهم أبدا».

وعن تكاليف الحج وما تتحمله المملكة من أعباء مالية وإشراك القطاع الخاص في هذه التكاليف، أجاب أمير مكة بأن شركة «موبايلي» تساهم في الحملة الدعائية التوعوية التي تبنتها الإمارة، أما تكاليف الحج والخدمات المقدمة للحجاج فكلها حكومية ومن ميزانية الدولة.

وأبرز الأمير خالد الفيصل أن المبالغ التي تصرفها الحكومة لخدمة ضيوف الرحمن تفوق الخيال، وأن المشاريع المنجزة في المشاعر التي أعلن عنها مثل الخيام وجسر الجمرات والقطار والطرق والمستشفيات تقدر قيمتها بآلاف المليارات وهناك الخدمات غير المنظورة التي لا تقدر قيمتها، مثل تكاليف الكهرباء والمياه وعدد الأفراد الذين يقومون بالخدمة ومئات الألوف الذين جندوا بالعمل في الخدمة.

وتابع يقول: «هناك أكثر من 20 ألفا يعملون في الخدمات الصحية فقط وهناك أكثر من 140 ألفا في مجال الأمن يخدمون في المشاعر المقدسة، أثناء الحج، بالإضافة إلى ما هو خارج المشاعر المقدسة، فهناك خدمات تقدم في المطارات والموانئ والمنافذ البرية والطرق التي لا تحصى وكلها مجانية للحاج».

وأماط أمير مكة اللثام عن انتهاء مشروع صالة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز. وقال: «إن هذه الصالة كأنها في أحسن مطار دولي في العالم ولا ينقصها أي شيء واختصرت المدة التي يقضيها الحاج منذ خروجه من الطائرة حتى تقله الحافلة من المطار إلى أماكن السكن، بعد أن كانت تستغرق المدة من أربع إلى خمس ساعات في تلك الصالة، الآن أصبحت أقل من ساعة - من أربعين إلى خمسة وأربعين دقيقة - وهذا إنجاز كبير جدا».

ورأى أنه إذا تم تطوير وسيلة المعلومات المطلوبة من الحجاج في المستقبل وأصبحت تؤخذ من الحجاج في السفارات خارج المملكة فإنه سيتم تقليص المدة التي يقضيها الحاج في المطار إلى نصف ساعة أو أقل مؤملا أن تتم هذه الخدمة في العام المقبل أو الذي يليه.

وتوقع الأمير خالد أن يحدث تطوير مطار الملك عبد العزيز في جدة نقلة نوعية ليس فقط للحج وإنما لحركة النقل والطائرات والطيران في المملكة، مبينا أن المشروع مجهز تجهيزا عصريا وتقنيا بأحدث الوسائل المتبعة في جميع مطارات العالم المتقدم.

وبين الأمير خالد أن هناك كثيرا من الملاحظات، تشمل الافتراش والمتسللين والحجاج غير النظاميين، وهناك ملاحظات على كثرة النفايات ووجوب النظافة بطريقة أفضل مما هي عليه الآن، كما أنه لا بد من إعادة النظر في موضوع السكن في المشاعر المقدسة وتنظيمه وتحسين النقل في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة. وفي سؤال عن شركات الطيران التي تخل بعقودها مع الحجاج الأمر الذي يؤدي إلى التكدس في المطارات أوضح أمير منطقة مكة المكرمة، أن كل هذه أمور مسجلة وهناك أجهزة مكلفة بالمتابعة والمراقبة وسوف تتخذ بشأنها إجراءات كما تتخذ سنويا.

وقال في هذا الصدد «هناك إجراءات وعقوبات على هذه الشركات والمؤسسات التي تخل بالاتفاقيات والأنظمة ولا تلتزم بها»، مشيرا إلى أن هذه المشكلات تحدث في جميع أنحاء العالم وجميع المناسبات حتى في الأيام العادية وأن كل شركة تخل بالعقود تحاسب وتعاقب.

وعن زيادة عدد الحجاج غير النظاميين قال الأمير خالد الفيصل «إننا نتابع هذه الأمر وهناك إصرار من الدولة بوجوب تطبيق الأنظمة بكل حزم وسوف ننفذ هذا ولن نتهاون مع من لا يحترم الأنظمة».

وحول تقييم الأمير خالد لقطار المشاعر المقدسة، قال: «حسب ما أسمع من الذين استقلوا القطار فهم سعداء جدا بالقطار، حيث إنهم في الماضي كانوا يستغرقون ساعات طويلة في الانتقال من مشعر إلى آخر، أما الآن فأصبح الواحد ينتقل في دقائق»، مبرزا أن ما حدث هذا العام هو تجربة، وأن الطاقة التي استخدمت في القطار لا تتعدى من 33 إلى 35 في المائة من طاقة القطار، وفي العام المقبل ستكون الطاقة كاملة 100 في المائة وسوف تكون الاستفادة منه أكثر من هذا العام ومن التقارير الأولية أنه ناجح جدا.

وحول وجود مشاريع للمشاة تقلل ما يتعرضون له من معانات قال أمير مكة: «لا أستطيع أن أقول إن هذا سوف يحدث أو لا يحدث وكل ما أستطيع أن أقوله الآن أن هناك دراسة تشمل جميع المشاعر المقدسة بالإضافة إلى مكة وفي حال الانتهاء منها وسوف تنتهي قريبا إن شاء الله وتعرض على خادم الحرمين الشريفين وإذا أقرها المقام الكريم سوف نبدأ في تنفيذها فورا، وفي ذلك الوقت سيعلن عنها».