قطار المشاعر رد على منتقديه صامتا وكسب الجولة

اللون لم يكن كل الحكاية

توجه لإطلاق معهد لتدريب السعوديين على خدمات القطارات والمترو
TT

بعد نجاحه في نقل 150 ألف حاج في تصعيد الحجيج إلى عرفات ونفرتهم، يبدو أن قطار المشاعر أجاد الرد على موجة الانتقادات التي استقبل بها ولكن بصمت. فمنذ أول ظهور له في يونيو (حزيران) من العام الحالي كان قطار المشاعر مثارا للتندر في المنتديات ومواقع الشبكة الاجتماعية. وهي الانتقادات ذاتها التي وجدت طريقها إلى مقالات كتاب الصحف السعودية ودفعت بالمسؤولين عن المشروع للرد على هذه الانتقادات. وتحول لون القطار وتكلفته العالية التي تبلغ أكثر من 6 مليارات ريال إلى مثار للجدل والنقد والسخرية في الوقت ذاته. ووصل الأمر إلى وصف القطار بأنه نسخة معدلة لما يعرف بباصات خط البلدة. وكانت التسمية التي أطلقت على القطار في حينه «باص مناحي» في إشارة إلى تشابه لون القطار وتصميمه مع تصميم حافلات النقل العام في مدن الرياض وجدة. وهو الأمر الذي دفع الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية إلى التأكيد على أن لون القطار تم اختياره من قبل لجنة متخصصة وتم تصميمه بواسطة شركات عالمية ذات خبرة. وظلت التكلفة العالية لتنفيذ المشروع مثار تساؤل دائم، ومنطلقا لعقد المقارنات بين هذا المشروع ومشاريع مماثلة في المنطقة.

ولكن ليس من رأى كمن سمع، فمع بداية تشغيله في أول أيام الحج ونجاحه في تصعيد ونفرة 150 ألف حاج من منى إلى مزدلفة وعرفات في وقت قياسي أثبت قطار المشاعر لمنتقديه أن اللون ليس كل الحكاية.

عبد الله فقيهي الذي يؤدي الحج للمرة الأولى تحدث عن تجربته للقطار قائلا: «لم أتخيل أن نفرتي من عرفات إلى مزدلفة ستتم في غضون سبع دقائق وكذلك الحال مع توجهي إلى جسر الجمرات» مشيرا إلى أنه قدم إلى الحج بتصور متشائم عما سيكون عليه قطار المشاعر في ظل موجة الانتقادات التي طالته في الصحف ومواقع الإنترنت إلا أن الأمر تغير مع تجربته معلقا على الأمر بقوله «ظلمناك يا قطار المشاعر» أما هاني السويهري فرغم تذمره من الطريقة التي تم بها إركاب الحجاج إلى القطار من عرفات إلى منى فإنه أكد أن القطار قطع المسافة في وقت قياسي ويحمل تصميما مريحا وجيدا من الداخل. وقال السويهري: «يجب الاهتمام بفارق الوقت بين مرور كل قطار وآخر في محطات القطار فنصف ساعة من الانتظار لوصول القطار التالي هي مدة طويلة» مشيرا إلى أنه استغرق أكثر من ساعتين في محطة القطار بعرفات للحصول على مقعد في ظل تدافع الحجاج وعدم تنظيم تفويج الحجيج عبر القطار بصورة فاعلة. وإضافة إلى ذلك كسب قطار المشاعر الجولة في ساحات الإنترنت والشبكات الاجتماعية. فحجاج بيت الله الحرام الذين تمكنوا من تجربة القطار نقلوا انطباعاتهم إلى مواقع «تويتر» و«فيس بوك» مبدين إعجابهم بالقفزة التي أحدثها القطار في أسلوب التنقل داخل المشاعر. ويقول نايف عبد الحي عبر صفحته في فيس بوك: «لون القطار وشكله ظلم المشروع، القطار نظيف ومكيف من الداخل» مشيرا إلى أن القطار حل إشكالية كبيرة فيما يتعلق بالنفرة من عرفات التي تشكل هاجسا لمعظم الحجاج الذين يقضي الكثير منهم وقتا يصل إلى سبع ساعات في انتظار الوصول إلى مزدلفة.

وعلى الرغم من ذلك لم ينج قطار المشاعر من أخطاء التجربة الأولى. حيث طالت الانتقادات طريقة الدخول وتفويج الحجيج إلى داخل القطار وعدم التنسيق الكافي مع أصحاب الحملات لتفويج الحجيج بخطة زمنية تضمن عدم التدافع عند محطات القطار. وفي هذا الصدد يؤكد المهندس فهد أبو طربوش المشرف على مشروع قطار المشاعر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن القطار في عملية النفرة تم بدون توقف ونقل الحجيج في الوقت المخطط له. وحول آلية الركوب أشار أبو طربوش إلى أن استخدام بطاقات المعاصم للدخول إلى عربات القطار يضمن إركاب الحجيج في وقت قياسي قبل وصول القطار التالي. وفسر انتظار الحجيج لوقت تجاوز الساعتين في انتظار ركوب القطار بعدم التزام حملات الحج بالجدول الزمني للتفويج.