مسلمو أميركا يخططون لتوحيد صوتهم على مرشح رئاسي واحد

أوكراني أسلم على يديه 100 رجل وامرأة خلال عام واحد

TT

كشف خبير في الشؤون الإسلامية الأميركية ومنظم لبعثات الحج أن هناك توجها لدى مسلمي أميركا نحو توحيد صوتهم الانتخابي والاتفاق على منح صوت المسلمين كاملا لمرشح رئاسي واحد.

وأشار إلى بشرى يتداولها المسلمون الأميركان، بتوحيد الصوت الإسلامي، حيث بدأت الجماعات الإسلامية تعطي هذا الجانب اهتماما أكبر، خاصة بعد اهتمام الكونغرس والحكومة الأميركية بالمسلمين، إضافة إلى تجاوب وزارة الداخلية مع كثير من المطالب الإسلامية.

وأكد محسن عطية رئيس شركة «مناسك» للحج بولايتي نيوجيرسي ونيويورك لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك يتم عن طريق المنظمات والهيئات الإسلامية الأميركية وأنهم يسيرون في الطريق الصحيح، بهدف تعزيز تأثير الصوت الإسلامي في الانتخابات الأميركية.

يشار إلى أن بعثات الحج من الدول غير الإسلامية تعاني من عدم وضع الصبغة الرسمية على بعثاتها، وذلك لأن الحكومات لا تتدخل في تنظيمها، أو انتداب ممثل للحكومة ضمن البعثة.

وتأتي الولايات المتحدة الأميركية في طليعة هذه الدول لأنها دولة غير إسلامية، حيث إن بعثات الحج تنظم عن طريق شركات مختصة وبمعزل عن حكومة بلدانهم.

وقال عطية: «لا يوجد ممثل أو مندوب من الحكومة الأميركية لأنها ليست دولة إسلامية، بل هناك شركات محددة ومعروفة تتولى عمليات الحج. وبدأت تنظم نفسها منذ 6 سنوات، وتقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية بالحج في السعودية. وساهم ذلك في تقنين الشركات وساعد في التنظيم، وأضاف عطية أن تكلفة الحاج القادم من أميركا تبدأ من 4 آلاف دولار للدرجة العادية وتصل إلى 10 آلاف دولار لفئة الـ«VIP»، معتبرا أن هذه التكلفة تعتبر معقولة بالنسبة للتكلفة في بعض البلدان العربية مع فارق قيمة التذكرة، كما تشمل السكن والمواصلات وكثيرا من الخدمات.

وأشار إلى أن المسلمين يزداد عددهم في أميركا، وكثير من ذوي الأصول الأميركية مشاركون ضمن بعثة الحج ممن كانوا يعتنقون المسيحية. في حين ينتشر الإسلام بصورة أكبر في ولاية نيويورك التي يزيد فيها عدد المسلمين عن المليونين، وتليها ولايات كاليفورنيا وميتشغان، مشيرا إلى أنه، وحتى الثمانينات، كان لا يوجد سوى مسجد واحد في حي بروكلين، وفي شقة واحدة، واليوم أصبح هذا الحي يضم نحو عشرة جوامع تعلوها مآذن مرتفعة، ومنها مساجد سمح لها برفع الأذان خارج المسجد وبمكبرات الصوت. وهذا يؤكد انتشار الإسلام بصورة متسارعة.

وحول المجمع الإسلامي الذي سيتم بناؤه في «غراوند زيرو» بنيويورك، قال: «لا شك في أن ذلك يعد نجاحا كبيرا للمسلمين الذين خططوا واشتروا الأرض وحصلوا على موافقة رسمية غير قابلة للتغيير، وذلك في سرية تامة إلى أن أعلنوا عن إنشاء مركز إسلامي في (غراوند زيرو)».

وأكد محسن عطية أن المسلمين في أميركا يتمتعون بكامل الحرية؛ بل وبطريقة يتعجب لها المسلمون أنفسهم، والكل يمارس حريته الشخصية والدينية بكل ارتياح ما دام ملتزما وعارفا بالقانون جيدا ومدركا لما هو له وما هو عليه. وقال: «لو كان سقوط برج التجارة حدث في بلد إسلامي ونفذته جنسية معينة أو ديانة معينة لتم ترحيلهم على الفوز، وهذا لم يحدث في أميركا، كما لم تكن هناك مضايقات عدا الحالات الفردية التي لا تمثل الأميركان ولا الحكومة الأميركية».

بالتحول إلى ناحية أخرى من العالم، التقت «الشرق الأوسط» بالحاج عمر أبجر من أوكرانيا، الذي استضافته الهيئة العالمية للمسلمين الجدد هذا العام، مع عدد من المسلمين من بلدان مختلفة، وقال إنه ينتمي إلى عائلة مسيحية كاثوليكية، وعندما بلغ من العمر 20 سنة، وبعد إكماله الخدمة العسكرية تعرف على جار جديد من الكويت كان يسكن بجوار سكن عائلته، جاء لأوكرانيا ليكمل دراسته العليا، وكان ملتزما بجميع تعاليم الدين الإسلامي. ويضيف أبجر: «أعجبت بالتزامه وخلقه ومحافظته على دينه ومحارم جيرانه، في بلد منفتح مثل أوكرانيا. سألت نفسي عن ما يمنع هذا الرجل من الخروج ليلا والعبث كما يفعل كثير من أقرانه الذين يحضرون لهذه البلاد». ويواصل: «فحدثني عن تربيته في مجتمع إسلامي وفضائل هذا الدين العظيم الذي لم ينكر وجود الأديان السابقة، ويحترم الأنبياء والمرسلين، فأبديت له رغبتي في دخول الإسلام، وذهبت معه للجمعية الإسلامية، وأسلمت، فتغيرت حياتي، وأصبحت رجلا ملتزما محبا للجميع، وارتاحت نفسي، فقد غير جاري الجديد مجرى حياتي بسلوكه الحسن، فأعلنت الإسلام قبل رمضان وصمت الشهر مع المسلمين».

وأشار إلى مواجهته لعدد من المشكلات بعد الإسلام، وقال: «من أصعبها، أنني حوربت من أقرب الناس لي، وأصبحوا لا يلتفتون لي، ولا يعيرونني أي اهتمام، وقد صمتّ على ذلك كثيرا، وقد مرضت من ذلك وكان عزائي في ذلك قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، والحمد لله مع التمسك بهذه الآية ذهب عني الكثير من الهم والغم».

وقال إنه أسلم على يديه في عام 2007 مائة شاب وشابة، وهو الآن في مجال الدعوة، يحضر في الدراسات الإسلامية العليا، ويطمع في أن يؤسس مركزا إسلاميا في بلدته الصغيرة، وقد حضر هذا العام برفقة 20 حاجا من أوروبا وأميركا لأداء الحج على نفقة الهيئة العامة للمسلمين الجدد.