أبو طربوش: عاصفة التشكيك تكسرت على قضبان سكة قطار المشاعر المقدسة

قال لـ «الشرق الأوسط» إن فزاعة التفويج انتهت.. ولا مجال لـ«سماسرة» بيع تذاكر القطار

فهد أبو طربوش
TT

بعد عاصفة من التشكيك، وأقلام لم يجف حبرها في الحط من قدرات ومستويات قطار المشاعر المقدسة، أطلت وسيلة النقل الأحدث في تاريخ مكة المعاصر بمرحلتها الجزئية، لتقل 170 ألف حاج من حجاج الداخل ومجلس التعاون الخليجي، حيث انتظر المسؤولون عن القطار أكثر من 120 ساعة لم يخب فيها صوته عن جنبات المشاعر الثلاثة، ليؤكدوا نجاح فرس رهانه، وأنه الأعلى كعبا والأكثر حضورا في موسم حج هذا العام.

المهندس فهد أبو طربوش، مدير عام مشروع قطار المشاعر المقدسة، والمدير التنفيذي لبرنامج التفويج إلى منشأة الجمرات وقطار المشاعر، قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن القطار عزل ثلاثة آلاف مركبة هذا العام، واختزل ساعات التنقل بين المشاعر المقدسة لعشر دقائق فقط، وإنهم قطعوا الطريق أمام «سماسرة» تذاكر بيعه، مؤكدا أن النجاح الفعلي للتشغيل هذا العام دفع وحفز للتكاملية في الأعوام القادمة، فكان هذا الحوار.

* بعد عاصفة من التشكيك، وهدوء ماكينات القطار التي تحركت أكثر من مائة وعشرين ساعة من دون توقف، ما الثمار التي قطفت للقطار، وما البراهين التي تجلت للعامة حياله؟

- نجح القطار بامتياز، وكان فرس رهان، تجاوز كل الحملات التشكيكية التي غاب عنها المنصفون، وشق جنبات العاصمة المقدسة، وأضحى وسيلة نقل عصرية، نقلت من وإلى المشاعر المقدسة أكثر من مائة وخمسة وسبعين ألف حاج، وأكد علو كعبه أمنيا. وخدمة القطارات خدمة حديثة وجديدة في السعودية، ونحن راعينا دخولها لأول مرة في تنقلات داخلية لتواكب العصر الحديث في النقل، وتختصر عجلة الزمن في دقائق معدودة. وفي هذا المشروع سابقنا الزمن واختزلنا المراحل، وتكمن أهميته في كونه يربط المشاعر المقدسة. وقد عملنا في ظروف صعبة، فالطبيعة الجغرافية للمشاعر المقدسة كانت تحديا لنا، والمشروع سيظل حديث كل الناس لأنه أنهى مشكلة الزحام المروري في الحج، وعند اكتماله سيقضي عليها تماما. ونحن نعمل في صمت، وندع المشاريع وواقع الحال يتحدثان. وفي هذا العام ظهر للقطار أثر إيجابي في الحركة المرورية، وانتهت مشكلة المشاعر مع الازدحام المروري، ومن المتوقع أن يسهم القطار في نقل نصف مليون حاج العام المقبل، كما سيسهم في عزل قرابة 30 ألف سيارة ومركبة مما يخفف الضغط المروري على الطرق في أنحاء المشاعر المقدسة كافة ويحل مشكلة الازدحام، لكن يجب الالتزام ببرامج التفويج المعدة لمنشأة الجمرات ولمحطات ركاب القطار.

* كيف قادت فرقكم عمليات التفويج في الجمرات.. وهل وصلتم لبر الأمان بعد سنين عجاف تخللتها الوفيات، وعنونها التدافع؟

- تعرضنا إلى عدة تعديلات في عمليات التفويج، تخللتها عدة ورش عمل ولقاءات للتعريف بالمشكلات التي تعتري قطاع التفويج في الجمرات، حيث بادرنا إلى وضع خطط ممنهجة طيلة أربع سنوات، لم نتوقف فيها عن سن آليات جديدة نحو العمل الدؤوب القائم على أساس علمي يضمن سلامة الحجيج، ووضعت تفاصيل البرنامج من قبل الإدارة المركزية بالكامل، يصاحبها نظام يرصد ويضبط ويظهر في نهاية الحج نتائج دقيقة للغاية تصل لدرجة أن كل مكاتب الحج والخدمة الميدانية التابعة للمؤسسات المختلفة يستطيع هذا البرنامج إعطاء تقييم عنها، مما يضمن إمكانية التزامها ببرنامج التفويج وتحديد نسب التزامها. وقد عملنا بالتزام في ثماني ورش عملية توصلنا فيها لنتائج حقيقية تحرص في مفادها على الوصول إلى التميز في تقديم الخدمة وضمان انسيابية تحرك الحجاج، وتطرقنا لمنهجية أن تنفذ جميع الخطط الموضوعة في عملية التفويج، ودأبنا على تنظيم الورش في التفويج على جسر الجمرات منذ أربعة أعوام متتالية تم خلالها تدارس الجديد الذي يتناسب مع ما يجد من إنشاءات جديدة على جسر الجمرات.

* خضتم التجربة الفعلية الأولى بتسيير القطارات.. ترى كيف وجدتم القابلية عند قص شريط الافتتاح، وماذا يعني اختزال ساعات التفويج في المشاعر؟

- الحجاج يريدون خدمة عالمية يتم فيها وأد معضلات وعراقيل التنقل والخروج في المشاعر، نحن نمضي قدما في تقديم خدمات مميزة مع الأخذ بالاعتبار أنها تجربة حديثة على السعوديين في التنقل داخل المدينة الواحدة بالقطارات، ووجدنا مع انتهاء موسم الحج أن القطارات دخلت في مفهوم النقل بشكل اعتباري. ومن خلال رصد دقيق لرد فعل التشغيل الجزئي من خدمة القطارات في المشاعر المقدسة وجدنا أن التجربة نجحت وتميزت كثيرا، وباتت فكرة عصرية معتبرة، وأضحت حلما لكل حجاج الداخل بعد الصعوبة الكبيرة التي كانت الحافلات تواجهها في الدخول إلى المشاعر المختلفة، أو بقاء الحجاج ساعات طويلة في حافلاتهم حتى وصولهم إلى مخيماتهم. فالقطار تولى حسم القضية في عشر دقائق من منى إلى عرفات، وهو حلم أيضا للمطوفين ولمن يقدم الخدمة والنقل بالحافلات الذي كان يأخذ ساعات طويلة بين المشاعر.

* كيف نظمت عملية قطع تذاكر القطارات في أماكن الدخول والفرز في المشاعر الثلاثة؟

- انتهجنا استخدام عملية الألوان في تسويرها بمعاصم الحجيج، لكي تتم عملية التلوين بطريقة عصرية متميزة، تكفل لنا كمسؤولين في القطار معرفة محطات الانطلاق لجميع مداخل محطات القطارات، وكانت لدينا مجموعة من الأساور الملونة، وخصصنا للمحطات الثلاث ألوانا مختلفة.. المحطة الأولى خصصنا لها اللون الأزرق أو الكحلي تقريبا.. والمحطة الثانية خصصنا لها اللون الأصفر.. والمحطة الثالثة خصصنا لها اللون الأخضر. وهذه الألوان الثلاثة استخدمت في يد الحجاج عن طريق الأساور، وتم اختيارها لسهولة عدم اختلاط الحجاج من محطة إلى أخرى وفقا لتحرك القطار عبر المحطات الثلاث، وهي وسيلة سهلة جدا لتفويج الحجاج إلى محطاتهم المختلفة عن طريق اختيار الألوان. ولدينا اللون الرابع أيضا «البمبي» ويعطى للحجاج غير المستهدفين الذين يرغبون في رمي الجمرات أيام التشريق.. واللون الخامس هو البرتقالي وهو مخصص للمشرفين.. ومجموعها خمسة ألوان، ثلاثة منها خاصة بالحجاج المستهدفين هذا العام، حجاج الداخل وحجاج مجلس التعاون الخليجي (الأزرق والأخضر والأصفر)، واللون الرابع (البمبي) للحجاج غير المستهدفين فقط في أيام التشريق، والبرتقالي مخصص للمشرفين.

* شغلتم المراقبين بجودة القطار، وأفردت صحف ووسائل إعلام نقدا لاذعا لماهيته، ولونه، وجودته.. فكيف جابهتم التيار، وكيف أقنعتم الرأي العام بجدواه؟

- مما لا شك فيه أن تصاميم القطار عندما تم اعتمادها لم يتم هذا الاعتماد إلا وفق رؤية مستفيضة على كل الأصعدة، حيث تمت مناقشة كل صغيرة وكبيرة من تصاميم وجودة هذا القطار الذي يعد من أكبر قطارات العالم من حيث القدرة الاستيعابية، إذ ستصل قدرته إلى ذروتها في موسم الحج العام المقبل، حيث سيتم نقل 80 ألف حاج كل ساعة. ولقد تهامست بعض وسائل الإعلام حول تساؤلك هذا، والجواب هو أن هذا القطار شاركت في إنشائه عدة شركات أوروبية لها باع كبير في صناعة القطارات على أكمل وجه، وراعينا أن تكون جميع المواصفات على أعلى درجة من الجودة.

* كيف تعاملتم مع «فزاعة» تفويج الحجيج؟

- إن مشاهد الازدحامات وتلاحم المركبات خلال نفرتهم من صعيد عرفة إلى مشعر مزدلفة، وانتهاء باستقرارهم في مشعر منى، كانت تمثل الهاجس الأكبر والتحدي الأصعب لكل الأجهزة المعنية بخدمة الحجاج، وهو كيفية خلخلة تلاحم الحديد المصطك مع بعضه، مما ولد لنا فكرة إنشاء قطار المشاعر الذي حول كابوس وفزاعة الأمس إلى الانسيابية والوصول السريع إلى المشاعر المقدسة في دقائق معدودة.

* حدثنا عن مخاض التدريب وأهلية القائمين على التعامل مع وسيلة عصرية كالقطارات..

- نحن وضعنا نصب أعيننا موضوع تفويج الحجاج إلى عربات القطار، وكما ذكرت لك قبل قليل فإن كل العاملين في القطار قد خضعوا لورش عمل مكثفة كان من ضمنها بل من أهمها كيفية التعامل مع تدافع الحجاج إلى عربات القطار، وتم تحديد آلية منظمة في دخول وخروج الحجاج من القطار عبر محطاته التسع، ووضعنا مرشدين ومتابعين من المخيم إلى محطات الإركاب بالإضافة إلى مشاركة قوة أمنية مخصصة لعملية دخول الحجاج المستهدفين للنقل في هذا العام، حيث خصصت أساور يحملها الحاج تخوله الدخول من نقاط الفرز لدى كل محطة.

* ما هي المنهجية التي استخدمتموها في محاكاة ثقافات متعددة للحجاج لا سيما أن قطار المشاعر بعد اكتماله تماما سيخدم شريحة متعددة من حجاج دول مختلفة؟

- نعم هناك ثقافات متعددة، وسوف نضع هذه النقطة بالذات نصب أعيننا في المستقبل.. قد تكون هناك مكبرات صوت مثل ما هو موجود ويعمل به في منشأة الجمرات، نبعث من خلالها إرشادات بمختلف اللغات، بالإضافة إلى أن مؤسسات أرباب الطوائف سوف تساعدنا في عملية استيعاب الخطوات التي سوف ينطلق من خلالها حجاج دولهم، وفق آلية مدروسة ومنفذة قبل بدء موسم الحج القادم بوقت كاف.

* تأخرتم في الكشف عن أسعار تذاكر القطارات.. كيف تأطرت العملية، وهل أحكمتم نسق إصدارها؟

- الأسعار تم ضبطها بصرامة من خلال منهجية عمل موحدة كانت نتاج ورش عمل وأطروحات متتابعة للحيلولة دون وقوع عمليات تزييف. وعملنا باستمرارية من خلال زرع عيون رقابية في مواقع بيع التذاكر، وكانت إشاعة نشوء سوق سوداء غير صحيحة، بل كانت الأسعار كما حدد لها مسبقا، ولم يحدث أي اختلال في أسعار التذاكر. أما فيما يخص التزوير فإن تذاكر القطار ليست معرضة للتزوير وعمليات الغش والسمسرة.

* إلى أي مدى كان نظام التفويج يهدف لإيجاد متنفس للاختناقات للحرم المكي؟

- من المؤكد أن التفويج في حد ذاته من أكبر التحديات، لكن مع وجود منشأة كمنشأة الجمرات أضحت عملية الرمي لمن يذهب إلى الجمرات وكأنه في نزهة. وعلى الرغم من ذلك وضعنا خطط تفويج، خصوصا في اليوم الثاني عشر، من أجل الحجاج المتعجلين، ويتم إيقافه من الساعة العاشرة والنصف صباحا وحتى الثانية ظهرا لجميع مؤسسات الطوافة لإعطاء الحجاج غير النظاميين فرصة الرمي في هذه الأوقات، فخطة التفويج تهدف إلى الموازنة بين سعة جميع الشوارع المتجهة للمنشأة، كما هدفنا من خلال برنامج التفويج إلى تقليل الضغط على الحرم المكي الشريف، حيث يسعى غالبية الحجاج في هذا اليوم إلى التعجل.

* ماذا عن حجم التدفقات البشرية لمنشأة الجمرات؟

- كل التدابير من إمكانات بشرية ومعدات قد جندت وسخرت لخطة تفويج الحجاج، وتم التعامل مع كل المخاطر التي قد تحدث بمشاركة جهات خدمية أخرى كالدفاع المدني، والصحة، وغيرهما، ووضعنا ثلاث عشرة فرقة ميدانية تابعة لبرنامج التفويج تقيس حجم التدفق البشري على المنشأة وترصد الأفواج القادمة من المخيمات، وكان هناك رصد دقيق لكل مؤسسات الطوافة من أجل الالتزام ببرامج التفويج إلى الجمرات.

* دخل الدور الخامس للمنشأة مكيفا بقببه هذا العام، كيف رأيتم جاهزيته؟

- لا شك أن منشأة الجمرات التي تم تطويرها مؤخرا تعد نقلة حضارية، وأقل ما يقال عنها إنها درة المشاريع التطويرية التي نفذتها الحكومة السعودية في المشاعر المقدسة، وقد روعي في إنشائها نمط جديد من الهندسة النوعية التي توفر أهدافا أساسية لانسيابية حركة الحجاج ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم النسك، إضافة إلى خفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر، وذلك بتعدد المداخل وتباعدها، مما أسهم في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأدية ضيوف الرحمن لنسك رمي جمرة العقبة يوم العيد ورمي الجمار أيام التشريق، وقد بنينا الخطط الجديدة لتفويج الحجاج على الطوابق الخمسة بعد دخول الطابق الخامس قيد التشغيل والذي يخدم قطار المشاعر الناقل لحجاج الداخل، الأمر الذي أسهم في انسيابية الحركة، وتفتيت الازدحامات الصغيرة في الطوابق الأخرى.

* ما قراءتكم لحجم التعاون مع معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج والعمرة في ما يواجه تحديات النقل في مكة؟

- نعم هناك تعاون مستمر مع الجهات المسؤولة عن قطاع النقل في السعودية، بالإضافة إلى تعاون مشترك مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، الذي يمدنا دوما بالكثير من الدراسات والأبحاث والمقترحات، التي تساعدنا في وضع التصورات المستقبلية للمشاريع التنموية في المشاعر المقدسة، ومنطقة مكة المكرمة. والتحديات في مجال النقل تعد الهاجس الأكبر لكل الأجهزة الحكومية والخدمية بلا استثناء، ونحن على اتصال مباشر مع جهات عالمية تختص بخدمة القطارات، لتقييم التجربة الأولى في مرحلتها لهذا العام، لرصد السلبيات وتجاوزها، والإيجابيات لتفعيلها في المستقبل بعد اكتمال مشروع القطار في العام المقبل بإذن الله.

* طالعنا المعهد بدراسات لقطارات معلقة، كيف تنظرون إليها؟

- القطارات المعلقة تقف كأحد الحلول المناسبة لملاءمة طبوغرافية مكة المكرمة، التي تصطدم بجبال شاهقة، ونجاعة تطبيق التجربة على المدى القصير والمتوسط. وهناك دراسة نابعة من معهد خادم الحرمين الشريفين تتحدث عن هذا الموضوع.. وعند الأخذ في الاعتبار الفترة الزمنية التي يتطلبها تنفيذ المشاريع المستقبلية، ومحدودية الطرق المؤدية إلى المنطقة المركزية، وقلة السيارات المتاحة بها، فإن الحلول على المستوى القصير والمتوسط لتسهيل الوصول إلى المسجد الحرام تتمثل في رفع كفاءة النقل العام بالحافلات الكبيرة، وتوفير مواقف سيارات كبيرة ومتعددة للجمهور على مسافات مناسبة.. وإن سيارة النقل العام، وما سبق أيضا، يجب أن يكون شاملا لجميع الاتجاهات المؤدية إلى المسجد الحرام، وزيادة المساحات المتاحة لوقوف الحافلات للركوب والنزول في الساحات والطرق المحيطة بالمسجد الحرام، واتباع تنظيمات وخطط مرورية تعطي أفضلية للحافلات الكبيرة على السيارات الخاصة، والاستفادة من المساحات والطرق المحيطة بالمسجد كمواقف للحافلات.. وتطبيق مثل هذه الحلول يتطلب تخطيطا جيدا، وتوفير التجهيزات اللازمة لها، وحملة إعلامية موجهة إلى المستفيدين منها، وتشغيل فعال على مدار الساعة وبخاصة في أوقات الذروة، مما يوفر للمصلين والمعتمرين وسيلة نقل سريعة ومريحة، تغنيهم عن التوجه إلى المسجد الحرام بسياراتهم الخاصة والتعطل في الزحام لمدة طويلة.

* أعلنت الجهات الأمنية قبل موسم الحج أن القطارات في قبضة رجال الأمن، كيف تم ذلك؟

- قطار المشاعر المقدسة كان بنجاح انسيابيته بين المشاعر إحدى الركائز المحورية في نجاح موسم حج هذا العام، حيث حفت عرباته بقوى أمنية متراصة، وضعت له خطط أمنية محكمة، مما مكنها أن تجعل الأمر في قبضتها، ناهيك عن مشاريع الصيانة، التي جندت لها فرق تواصل الليل بالنهار، لمتابعة سير القطار، والتدخل السريع في حال اختلال تشغيله وحدوث ما يربك خط سيره. والمشاريع التنموية التي تنفذ في المشاعر المقدسة، وكذلك الخطط التشغيلية من قبل الجهات الحكومية، والخدمية، والتي نفذت وفق أسس وآليات محددة سلفا منذ فترة طويلة، أثمرت عن نجاح باهر في مسيرة حج هذا العام، ناهيك عن أن العمل في موسم حج هذا العام اتسم بعمل تكاملي علمي ومدروس، وبمتابعة دؤوبة من الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا، الذي تابع وأشرف بنفسه على سير عمل تلك الخطط منذ انتهاء حج العام المنصرم مباشرة، حيث وجه بسرعة دراسة جدوى العمل الذي قدم في العام الماضي، لتلافي السلبيات، وتفعيل الإيجابيات التي تحققت، وهذا ما رأيناه هذا العام، ولا أنسى أن أذكر هنا مدى التفاني الذي قدمه كل من عملوا في خدمة حجاج بيت الله الحرام من مسؤولين وأفراد.. الكل هنا سخروا كل إمكاناتهم، ووضعوها بين يدي ضيوف الرحمن، مستمدين عملهم هذا من أن من أتوا إلى هذه الديار الطاهرة هم ضيوف الرحمن فحري بهم أن يسعوا بكل ما أوتوا من قوة وجهد في خدمتهم، والسهر على راحتهم، فكل الشكر لمن شارك في موسم حج هذا العام، والأعوام السابقة.

* كيف كانت متابعة المسؤولين، لمشروع قطار المشاعر أثناء تنفيذه، وبعد انطلاقته؟

- في الحقيقة إن مشروع قطار المشاعر، منذ أن كان فكرة، كان محل اهتمام ومتابعة خادم الحرمين الشريفين، الذي أشرف بنفسه وحضر توقيع عقد هذا المشروع مع الرئيس الصيني، كما أن الزيارات الميدانية للنائب الثاني وأمير منطقة مكة كانت متابعة دقيقة للتأكد من جاهزية هذا المشروع، كما أن الزيارات الأسبوعية التي حظي بها المشروع والإشراف المباشر على انطلاقته الفعلية من قبل الأمير منصور بن متعب، وزير الشؤون البلدية والقروية، كانت أكبر دافع لفريق العمل لمواصلة الليل بالنهار، لإنجاز هذا المشروع والوقوف على انطلاقته، لنقل حجاج بيت الله الحرام، حيث توج بنجاح أشاد به الجميع، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا الاهتمام والمتابعة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين.