الحج ينعش سوق الدراجات النارية والمشوار يصل إلى 300 ريال

مصادرة الكثير من «الدبابات» و«الكدادة» يقلقون المرور

TT

الشاب سمير علي، من أهل مكة المكرمة، يرتدي على رأسه خوذة تقيه لفحة الهواء المضاد، وهو يتردد على طريق الملك عبد الله تجاه مشعر منى لاصطياد الحجاج الذين يرغبون في الذهاب إلى منطقة العزيزية في مكة المكرمة، وهي المنطقة التي تقع في متناول الحجاج وتنتعش فيها حركة التجارة والبيع والشراء لإقبال الحجاج على شراء الهدايا.

ولأنه يمنع دخول السيارات الصغيرة وسيارات الأجرة للمشاعر فأصبحت الدراجة النارية (الدباب) هي أهم وسيلة لتنقل الحجاج على طريق يتراوح طوله بين 2 إلى 3 كيلومترات.

ولم يكتف سمير علي، وثلة من رفاقه الشباب، بنقل راكب واحد، بل أحيانا يترادف شخصان خلف قائد الدراجة، والوضع نفسه على الطريق الآخر في آخر كوبري الملك عبد العزيز حيث يتلقف أصحاب الدراجات (الكدادة) الحجاج، وخاصة الذين يكملون رمي الجمرات، والكثير منهم لا يقوى على السير على الأقدام.

ويروي سمير أحمد لـ«الشرق الأوسط» بعد أن رفض التصوير فيما غطى البعض منهم وجوههم من كاميرا محرر «الشرق الأوسط» الظهور ربما خشية أن تطالهم العقوبة المرورية لمخالفتهم النظام كونه ليس مرخصا لهم نقل الركاب.

ويروي زملاؤه أن موسم الحج فرصة لأصحاب الدراجات لإيجاد دخل إضافي لهم حيث ينتعش هذه الأيام سوق الدراجات النارية، والبعض لا يستخدمها كثيرا إلا في موسوم الحج.

وفاقت أجرة الدراجة النارية أجرة سيارات الليموزين والسيارات الصغيرة الأخرى، حيث تراوح قيمة المشوار من منى إلى أول طريق العزيزية ما بين 50 إلى 300 ريال للشخص الواحد، خاصة في يوم رمي جمرة العقبة. ويشير أحد مالكي الدبابات إلى أنه يقوم في اليوم الواحد بتنفيذ أكثر من 10 «مشاوير» وبمتوسط دخل يصل إلى ألفي ريال، بعد أن ازدهرت تجارة نقل الحجاج من وإلى المشاعر المقدسة.

ويعيش مالكو الدراجات (الكدادة) صراعا مريرا مع أصحاب المركبات على طريق العزيزية حيث يتسببون في ازدحام الطريق وتوقف السيارات المنطلقة كونهم يحاولون المرور بطرق ملتوية بين السيارات بل ومخيفة أحيانا، حيث يعرض الكثير منهم حياته للخطر كون تصرفاتهم في القيادة تقود إلى حوادث مرورية، كما يعيشون صراعا من نوع آخر مع رجال المرور الذين يعملون للتصدي لهم كون ما يقومون به مخالفا للقواعد المرورية.

وأكد العقيد محمد القحطاني قائد مرور مزدلفة أن ظاهرة انتشار الدراجات النارية وبشكل مكثف على مداخل طرق المشاعر المقدسة يشكل لهم عائقا كبيرا، ويشغل الجهات الأمنية التي تسعى دوما للحفاظ على سلامة الحجاج ومرتادي الطريق وسلامة أصحاب الدراجات أنفسهم.

وكشف أنه خلال أيام الحج تم القبض على عدد من أصحاب الدبابات المخالفين للأنظمة وامتهانهم لنقل الركاب والحجاج بأجر دون تراخيص، كما تم مصادرة عدد كبير من هذه الدراجات.

وحذر النقيب القحطاني أصحاب الدراجات من الوقوع في المخالفة كي لا يعرضوا أنفسهم وحياة الآخرين للخطر ويكونوا عرضة للمساءلة والعقوبة. مشيرا إلى أن دوريات المرور ستلاحق المخالفين للأنظمة للحد من هذه الظاهرة.