فلكيون لـ «الشرق الأوسط»: تزايد سقوط الشهب لا يمثل خطورة على الحياة

وصل معدلها إلى 60 شهابا في الساعة.. واستمرت حتى يوم أمس

تساقط ملحوظ للشهب في سماء الخليج في الفترة الأخيرة
TT

قلل خبراء في مجال الفلك من مخاطر تسجيل تزايد معدلات سقوط الشهب على منطقة الخليج في الفترة الأخيرة، والتي بلغت نحو 60 شهابا في الساعة، مؤكدين عدم وجود أي تأثيرات سلبية أو انعكاسات من تغيرات كونية على الأرض والحياة فيها.

وكانت سماء المملكة قد شهدت مؤخرا تساقطا لشهب الأسديات الشهيرة، لتسجل بذلك ثالث حالة تساقط للشهب خلال شهرين، والتي استمرت حتى يوم أمس 20 نوفمبر، بعد أن بلغت ذروة تساقطها ثاني أيام عيد الأضحى، طبقا لتأكيدات الجمعية الفلكية بجدة.

وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الشهب ما هي إلا مخلفات ذيل من المذنبات، وفي الأساس هي كتل جليدية تدور حول الشمس في مدارات اهليجية ضخمة عكس الكواكب، فيحدث أحيانا أن تقترب هذه الكتل من الشمس، وأثناء اقتراب الريح الشمسية تعمل على إذابة الجليد الذي على السطح، فيتبخر، ويتكون ما يسمى بـ«كوما» الغلاف الخارجي.

وتابع حديثه «عندما تقترب تلك المذنبات من الأرض تخرج منها مخلفات عبارة عن قطع جليدية صغيرة جدا، وحبات رمل، تبقى عالقة في الفضاء الخارجي في مدار قريب من الأرض، فيحدث في بعض الأحيان وفي توقيت معين من السنة أن تعبر الارض خلال هذه المخلفات، فتحدث وابلات من الشهب»، مؤكدا أن «لكل نوع من الشهب مذنبا معينا يتسبب في تساقطه».

وحول مدى تأثر كوكب الأرض بتساقط تلك الشهب، أكد أن تساقط البعض منها لا يؤثر إطلاقا، معللا ذلك بأن «الكرة الأرضية يحيط بها غلاف جوي سميك، ولا يمكن أن تتأثر بالشهب أو بالكويكبات المتساقطة وغيرها، خاصة أن الكرة الأرضية لديها من وسائل الدفاع الخاصة بها ما يمكنها من الحماية لآلاف السنين، فحولها غلاف جوي ومجال مغناطيسي وكهربائي قوي، وهذه مجتمعة تمنع أي ظاهرة فلكية بسيطة من التأثير عليها، مثل تساقط الشهب الملاحظ لدينا».

وفصل رئيس الجمعية الفلكية بجدة بأن «هناك أنواعا رئيسية للشهب، فالأول مثل ما هو مشاهد لدينا، ويتكرر حدوثه، ولا يمثل خطرا على كوكب الارض ولا على الحياة البشرية، خاصة أنه يحترق في طبقات الجو العليا، ولا نشاهد منه سوى ضوئه، ويتكون هذا من ذرات صغيرة من الرمل، ويمثل 99 في المائة من عامة الشهب».

وذكر أن النوع الآخر من الشهب يختلف تماما عن الأول، ويعرف باسم الكرات النارية، وعادة ما يكون أكبر من النوع السابق، وهو نادر الحدوث، ومن طبيعة هذا النوع من الشهب أنه يدخل الغلاف الجوي ويحترق ولا يتبخر في طبقات الجو العليا، فيصل إلى سطح الارض على هيئة أحجار سوداء محترقة، وهذا قد يتسبب في حصول خسائر مادية وبشرية، مؤكدا أنه لم يتم تسجيل تساقط أحجار نيزكية على أشخاص أو منازل.

وعلل رؤية الشهب بمختلف أنواعها وبأشكال وألوان مختلفة بأنها ترجع إلى كون تلك الشهب تدخل الغلاف الجوي بسرعة عالية جدا بسبب احتكاكها مع الهواء، ونتيجة ذلك الاحتكاك تشتعل فيظهر لنا هذا الضوء المرئي على شكل شهاب.

الجدير بالذكر أن سماء السعودية ما انفكت تشهد تساقط الشهب تلو الأخرى خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بدءا من شهب «البرشاويات» و«الجباريات»، والآن «الأسديات».. ومن المتوقع أن تشهد تساقطا لشهب «التوأميات» نهاية الشهر القادم، والتي تتميز بأنها في ذروة تساقطها يمكن مشاهدة أعداد هائلة منها في الساعة الواحدة، إلى جانب أن البعض منها يظهر بألوان مختلفة.