«الخطوط السعودية» تحمل شركات الحج مسؤولية افتراش الحجاج في مطار الملك عبد العزيز

على خلفية الرغبة في التخلص منهم بأسرع وقت ممكن بعد انقضاء مناسكهم

TT

أطلت قضية تأخر رحلات الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة برأسها من جديد، ففي الوقت الذي حملت فيه «الخطوط السعودية» شركات حملات الحجاج إشكالية افتراش الحجاج على أرضية المطار، بسبب تأخر الرحلات الجوية، ردت شركات الحج بأن السبب عائد إلى عدم وجود تنسيق بين الجهتين.

وحملت «الخطوط الجوية السعودية» شركات حملات حجاج الداخل مسؤولية إشكالات افتراش الحجيج لأرضيات مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة جراء تأخر مواعيد مغادرتهم، لافتة إلى أن تلك الحملات تنوي التخلص سريعا من حجاجها، الأمر الذي يجعلها تقوم بإيصالهم إلى المطار في أوقات مبكرة جدا ومن ثم حدوث التكدس والافتراش.

وأوضحت مصادر مطلعة في «الخطوط الجوية السعودية» أن هناك حجاجا يأتون في وقت متأخر عن ساعات حضورهم، مما يجعلهم ينتظرون في ساحات المطار إلى حين توفير رحلات بديلة لهم.

وقالت المصادر المطلعة، التي فضلت إغفال اسمها، خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إن بعض حملات الحج تعمل على أخذ حجيجها في جولات بمدينة جدة إلى حين اقتراب مواعيد رحلات مغادرتهم بدلا من إيصالهم إلى المطار في وقت مبكر، وذلك تفاديا للتسبب في مشكلات افتراشهم هناك».

وأفادت بأن «الخطوط السعودية» لا يمكنها تقديم شيء للحجاج الذين يوجدون في مطار الملك عبد العزيز الدولي منذ وقت مبكر قبل إقلاعهم، فضلا عن أن تأخر الرحلات أمر وراد في ظل وجود ما يقارب 400 رحلة مغادرة يوميا، مبينة في الوقت نفسه احتمالية وجود سوء تصرف من قبل الركاب ناتج عن جهلهم بالإجراءات.

وأشارت المصادر المطلعة إلى وجود شائعات تصدر من قبل بعض الناس من شأنها أن تعمل على استفزاز المسؤولين بشكل عام، إلى جانب الاعتماد على «التبذير» والمبالغة غير المنطقية في نقل الأحداث وعدم إعطاء تفاصيل حقيقية عنها.

عبد العزيز الدهيمش، أحد حجاج مدينة الرياض، روى لـ«الشرق الأوسط» ما حدث له في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة أثناء مغادرته من هناك، وقال: «وصلنا مع أفراد الحملة الباقين إلى المطار في تمام الساعة الثالثة فجرا على أن يتم فتح البوابات في الخامسة والربع، ومن ثم إقلاع الطائرة عند السادسة صباحا».

وذكر أن رقم رحلته المقرر سفره عليها كان مدرجا ضمن قائمة الرحلات على شاشة العرض الموجودة بالمطار، التي تفيد بأنها ستقلع في موعدها، غير أنه لم يحدث ذلك، فضلا عن أن معلومات تلك الرحلة كانت موجودة على الشاشة حتى الساعة السابعة والنصف صباحا.

وأضاف: «كنا نحاول الاستفسار عن سبب تأخر رحلتنا من خلال سؤال موظفي (الخطوط السعودية) الموجودين هناك، إلا أنهم كانوا يردون علينا بعدم علمهم بأي شيء ومطالبتنا بالتوقف عن طرح أسئلتنا عليهم»، موضحا وجود رحلات متأخرة أخرى كان من المفترض أن تقلع إلى كل من الدمام والجوف.

وأبان الدهيمش أنهم باتوا ينتظرون أي إفادة حتى الساعة العاشرة والنصف صباحا، إلا أنهم لم يستطيعوا الحصول على ذلك، الأمر الذي جعلهم يراجعون أحد المشرفين الموجودين بعد اختفاء معلومات رحلتهم من شاشة العرض، ليخبرهم بأن الرحلة لم تعد مسجلة في النظام لديه.

وزاد: «لم يكن هناك حل سوى الصعود على متن طائرة رحلة بديلة، إلا أن هذا من المؤكد كان على حساب ركاب آخرين في ظل وجود الكثير من الناس المفترشين حتى في السوق الحرة وممرات المطار بشكل يشبه تماما زحام المشاعر المقدسة أثناء تأدية مناسك الحج».

وهنا علقت المصادر المطلعة في «الخطوط الجوية السعودية» قائلة: «في حال تعرض أي راكب لسوء تعامل من قبل أحد موظفي (الخطوط) فإنه ينبغي عليه أخذ اسمه الذي عادة ما يكون معلقا على قميصه ورفعه إلى المشرفين الموجودين كي يتم حسم الموقف».

وكانت «الخطوط الجوية السعودية» قد بدأت منذ مطلع شهر ذي القعدة الماضي في تنفيذ خطتها لموسم الحج التي تنقل بموجبها نحو مليون حاج في مرحلتي القدوم والعودة على متن 2321 رحلة من 83 محطة حول العالم، إلى جانب الحجاج من المواطنين والمقيمين، والتي يمكن بواسطتها نقل 31 ألف حاج، بينما يتواصل تنفيذ الخطة حتى منتصف شهر محرم القادم بالنسبة إلى مرحلة المغادرة.

وأكد آنذاك المهندس خالد الملحم، مدير عام «الخطوط الجوية السعودية»، أن الخطة الشاملة لنقل الحجاج أخذت بعين الاعتبار وضع نظام لجدولة الرحلات يسمح بتوفير مدة كافية بين كل رحلة قادمة أو مغادرة من أجل تخفيف التكدس في صالات المطار، إلى جانب الحرص على وصول أمتعة الحجاج من الطائرة إلى الصالات في أقل مدة ممكنة، فضلا عن استئجار نحو 30 طائرة لتنضم إلى أسطول «السعودية».

يأتي ذلك في وقت أرجع فيه عبد الله بن مشبب الأجهر، مساعد مدير عام «الخطوط السعودية» للعلاقات العامة، سبب تأخر مغادرة رحلات الحجيج إلى تأخير تفويجهم من مكة المكرمة إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، موضحا أن «الخطوط» اضطرت إلى إعادة جدولة رحلاتها مرة أخرى.

من جهته، رد عادل الحربي، المشرف في إحدى حملات الحج، على ما حملته لهم «الخطوط الجوية السعودية» من مسؤولية متعلقة بإشكالية افتراش الحجيج في مطار الملك عبد العزيز الدولي، بعدم وجود أي تنسيق مسبق بين كل من المطار وحملات الحج.

وقال خلال اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحجاج لهم وقت محدود وأيام معدودة، ومسؤوليتنا تتمثل في استقبالهم عند قدومهم وخدمتهم أثناء تأديتهم لمناسك الحج، ثم إيصالهم إلى المطار من أجل مغادرتهم»، مشددا على ضرورة وجود تنسيق مع المطار لإتمام تلك الإجراءات.

وأبان أنه بعد انتهاء الحجاج من تأدية مناسكهم يتم إيصالهم إلى المطار بواسطة حافلات الحملة بحسب مواعيد رحلات مغادرتهم، غير أن عدم تحمل مطار الملك عبد العزيز الدولي وعدم استيعابه لتلك الأعداد الكبيرة من الحجاج يعد سببا في وقوع مشكلات افتراشهم داخل المطار.