«إنقاذ حياة».. برنامج حكومي في السعودية خاص بمرضى القلب من الحجاج

بماذا دعا 3 حجاج خلال استيقافهم وزيرا سعوديا يوم الوقوف بعرفة؟

نجحت وزارة الصحة السعودية في تنفيذ برنامج «انقاذ حياة» خلال موسم حج هذا العام («الشرق الأوسط»)
TT

تتجه وزارة الصحة السعودية إلى دمج وتفعيل تصعيد حجاج بيت الله الحرام، ممن يتعرضون لأزمات قلبية، تستدعي أي تدخل إكلينيكي أو جراحي، ضمن برنامج عمل، طبقته على مدى عامين متتاليين، وتنوي تفعيله وزيادة الخدمات المقدمة عبره في السنوات المقبلة، سمته «برنامج إنقاذ حياة».

هذا البرنامج أطلقته الرياض خلال موسم حج العام الماضي، ليعم بفائدته ويبلغ من يعاني إشكالات قلبية أيا كان حجمها، وأيا كان مقدار تكاليفها المالية.

وطبقا لمصدر في وزارة الصحة، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فقد انحصر المستفيدون من البرنامج السعودي هذا العام في عدد من مرضى القلب من حجاج بيت الله الحرام المقبلين من الخارج، حيث أجرت الجهات الصحية في المشاعر المقدسة أكثر من 222 عملية جراحية لقسطرة القلب ووضع دعامات لمن يعانون هبوطا في دقات القلب.

وزادت عمليات زرع الدعامات القلبية عن 15 عملية جراحية، استدعى البعض منها زرع دعامات قلبية لعدد من كبار السن من حجاج بيت الله الحرام، الذين دعت حالتهم الصحية لأن يرقدوا في مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الطبية في مكة المكرمة، التي أهداها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحجاج بيت الله الحرام العام الماضي.

وفاقت تكاليف العمليات الجراحية القلبية التي أجرتها وزارة الصحة السعودية، لحجاج بيت الله الحرام أكثر من 22 مليون ريال، فضلا عن تكاليف النقل في الإسعاف الطائر، أو إسعاف أرضي عبر مركبات مجهزة بأعلى التجهيزات الطبية العالمية.

وفاق من قامت وزارة الصحة بتصعيدهم لمشعر عرفات الطاهر 360 شخصا، ممن يعانون أعراضا صحية، تفاوتت بين أزمات قلبية، وحالة أخرى استدعت زراعة دعامات للقلب، وعدد آخر من الحالات كان يستدعي إجراء عملية قلب مفتوح، وخصصت في ذات الحين طبيبا متخصصا يُرافق المريض حال وقوفه على الصعيد الطاهر لعدة ساعات، يعاونه ممرض يسانده في ذات الموقع، حتى يتم إعادة المريض للمستشفى الذي يرقد فيه.

إلى ذلك، استوقف أشخاص من 3 دول عربية، بدا أنهم ما بين العقد الخامس والسادس من العمر، وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، خلال إجرائه زيارة ميدانية لأحد مستشفيات المشاعر المقدسة، التي خضع بها الرجال الثلاثة لعمليات تفاوتت بين قسطرة وقلب مفتوح وزرع دعامات لتنظيم دقات القلب، ليعكسوا له حجم العناية الطبية التي تلقوها منذ وصولهم للمشاعر المقدسة.

الكويتي حمود الشمري، الذي يعمل كبروفسور في جامعة شيكاغو الأميركية، أوقف الوزير السعودي، ليؤكد له ولمرافقيه، أن ما قدمته المملكة لهم من عناية طبية، ربما يفوق ما يُقدم في العيادات ذات الصيت العالمي.

وما إن أخذ الوزير الربيعة في السير بأحد الممرات في ذات المستشفى، فإذا برجل عربي، أسمر الوجه، يبدو أنه تخطى الخمسين من العمر، أوقف الوزير ليبلغه أمنية في ذاته، قال: «أتمنى أن أكون شاعرا، لأنظم قصيدة أحكي بها عن ما وجدته من هذه البلاد، من الساعة الأولى التي وطأت قدماي أرض مطار الملك عبد العزيز في جدة، وحتى اليوم، الحقيقة، ما وجدناه من رعاية فائقة، أمر لا يصدق، لكنه بالفعل حدث معنا في السعودية مملكة الإنسانية».

وهَمّ وزير الصحة السعودي، وهو الجراح المعروف عالميا، لقيادة الفريق الأوحد في العالم، المتمكن من إجراء فصل التوائم السيامية، وأخذ رجل يكرر مناداته للوزير بصوت مرتفع، وحضر له الرجل ومن معه، فرفض الحديث إلا بحضور مصور يحمل كاميرا فيديو كان ضمن الوفد المرافق للوزير، ليقول: «يا وزير، أنا تونسي، فنحن شعب عرف عنا عدم حبنا للمجاملة المصطنعة، ما حصلت عليه في هذه البلاد، لن أراه ولم أحصل عليه في بلادي في الحقيقة، لكن أريد أن يراني العالم بأسره الآن وأنا أقول، إن أمل الأمة العربية في خادم الحرمين الشريفين». كررها أكثر من مرة، وعيناه غارقتان في دموع، هي دموع فرحة، امتزجت بدموع رحمة، تسببت فيها أياد أخذت بيد هذا الرجل الطاعن في السن، ووجد ما لم يجده في حضنه الأول، في أراض غريبة.