القبلات تحضر بقوة في معايدات الجهات الرسمية بعد انقشاع H1N1

عقب أن خيم شبحه على العالم عاما كاملا

قبلات يطبعها أحد عاملي وزارة العمل السعودية على خد نائب وزير العمل السعودي أمس («الشرق الأوسط»)
TT

في الوقت الذي وضعت بعض المنشآت الحكومية في السعودية لافتات تمنع القبلات، لمواجهة شبح أنفلونزا الخنازير العام الماضي، بات السلام والتهنئة بالعيد، يصاحبها قبلات كان شبح المرض العالمي قد تسبب في تقليصها، فعادت قبلات وأحضان مع عودة موظفي الدولة إلى أعمالهم يوم أمس، وهو ما ينبئ بانقشاع محاولة حصر القبلات، التي لاحت في الأفق العام السابق.

وصاحب ظهور الفيروس، الذي حظرته منظمة الصحة العالمية وأعلنته ضمن قائمة الأمراض المهددة لحياة البشر، تقليعات، البعض منها كان على حق، والبعض الآخر كان فقط يصافح دون الاقتراب من الآخر، حتى إن كان ذاك الآخر من الأحباب والمقربين والمحبين.

فتخوف العامة من نقل الأمراض المعدية، خاصة فيروس أنفلونزا الخنازير «إتش1 إن 1»، كان يشكل هاجسا مخيفا للعامة، بل وكان حائلا بين قبلة تصاحب مصافحة بين الزملاء، كان العام الماضي شاهدا على نقصها خشية تنامي الفيروس. ومع اكتساء بعض موظفي الدولة ثيابا ملونة، والبعض منها حوا تطريزا لم يكن معهودا أن يشاهد في ثياب الذكور في السعودية، وفي ملبوسات الصيف والشتاء على حد سواء.

وطفت على السطح في حفلات المعايدة التي تنتهجها الجهات الرسمية في المملكة، كنوع من التواصل بين العاملين بين بعضهم البعض، ألفاظ كان البعض منها يأتي على ذكر الفيروس، الذي كان سببا في قطعية بين الأحباب والأصحاب.

وباتت أروقة الوزارات وأزقتها، تشهد وجود بعض من المعقمات، التي تعمل بأجهزة شبه إلكترونية، وبات يحرص الكثير على استخدامها في تعقيم اليدين والأجزاء الظاهرة من الجسم، اتباعا لما أبرزته بعض التحذيرات الحكومية مع ظهور الفيروس العالمي العام الماضي.

ويأتي ذلك بينما تنامى عمل بعض الجهات الصحية، التي من شأنها بث تعليمات لمواجهة المرض، أخذت على عاتقها التحذير من الأجواء التي تصحب انتقال فصل لآخر، والتي تعد أبرز الأسباب في تنامي الإصابات بالأمراض الموسمية.

وتضع الجهات تلك، المراحل العمرية الأولية، خصوصا الأطفال وكبار السن، أكثر الفئات العمرية تعرضا للإصابة بالفيروسات الموسمية، خصوصا التي تأتي في الأجواء الطبيعية المصاحبة لانتقال فصل لآخر، الفيروسات الهوائية كونها أكثر الفئات تعرضا للإصابة بأمراض التقلبات الجوية.

وكشفت نتائج دراسات طبية، ظهور أمراض لها علاقة مباشرة بدخول فصل الشتاء، مثل القلق والانتحار والاكتئاب، بالإضافة إلى تعرضهم للحالات النفسية المضطربة، خصوصا في الشتاء القارص بالمناطق التي يتساقط فيها الثلج، ويستمر لفترات طويلة تختفي فيها الشمس، مما يعوق حركة الناس، وقيامهم بأعمالهم ونشاطهم البدني.

وتقترب درجات الحرارة في بعض الأجزاء من السعودية، خصوصا الشمالية من البلاد من حاجز الصفر، بل وأدنى منه في بعض الأحيان.

ويأتي ذلك بينما تؤكد جهات طبية أن مرض أنفلونزا الخنازير لم ينقشع حتى الآن، وتدعو بين الفينة والأخرى إلى الاجتناب عن أماكن الزحام، والحرص على تناول السوائل، وتفادي الانتقال من الأماكن الدافئة للخارج بشكل مباشر، مع ضرورة تغطية الأنف والفم عند التعرض لأجواء شديدة البرودة أو رياح شتوية جافة.